هل يحقق الرئيس المكسيكي الجديد وعوده الانتخابية؟
كتب - هشام عبد الخالق:
علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها الإثنين، على فوز الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بانتخابات الرئاسة التي جرت الأحد، وقالت إن الرئيس المكسيكي القادم هو نتيجة تعاون اليساريين، ولكن فوزه بالانتخابات جزء من صعود القادة الشعبويين حول العالم، ومثل العديد من الرؤساء حول العالم فإن لوبيز يعد بإحداث ثورة في المؤسسة السياسية السائدة، ويقول إنه بإمكانه وحده أن يفي بوعوده التي قطعها، ويهاجم وسائل الإعلام والمحاكم وجماعات المجتمع المدني وأي شخص آخر قد يرغب في التحقق من إمكانياته الشخصية.
وتابعت الصحيفة، مثل العديد من القادة الشعبويين، فإن الرئيس المكسيكي القادم كان غامضًا وأحيانًا متناقضًا حول بعض السياسات المعينة التي قد يطبقها، حتى عندما يصر على أنه سيجلب تغييرًا كاملًا يمكن مقارنته باستقلال المكسيك، وأكدت الصحيفة أنه سيفشل في هذا بالتأكيد، ولكن السؤال الآن هو: "كيف سيتمكن لوبيز من الإضرار بالأنظمة الديمقراطية التي أوصلته للسُلطة؟".
أعلن لوبيز - بدون دليل - أن الانتخابات ستُسرق منه، ولكن الانتخابات كانت نزيهة وفاز لوبيز فيها وهزم خصومه السياسيين، وفاز أيضًا الحزب الذي أسسه حديثًا بأغلبية في كلا حجرتي الكونجرس، ليصبح في حوزته سلطات لم تتوفر لرئيس آخر منذ حكام المكسيك الأوتوقراطيين، إن نطاق الانتصار أقل تأثرًا بالدعم الجماهيري لسياسي يبلغ من العمر 64 عامًا من الرفض الجماعي للأحزاب التقليدية في المكسيك، والتي فشلت على مدار العقدين الماضيين في محاربة الجريمة وإنهاء الفساد ورعاية النمو الاقتصادي السريع.
وتضيف الصحيفة، وعد لوبيز بإنهاء الفساد وليس تقليله، على الرغم من أنه لم يقل كيف سيقوم بهذا، ولم يذكر أيضًا كيف سيقوم بتقليل معدلات الجريمة والقتل، ولكنه ألمح إلى أنه قد يجيز حيازة بعض المخدرات، ووعد بالإنفاق بشكل كبير يبلغ عشرات المليارات من الدولارات على البرامج الاجتماعية، مُدعيًا في الوقت نفسه ألا يزيد من الدين الخارجي للمكسيك.
وقد يكون من وعد الرئيس المكسيكي الجديد بالإصلاح الجذري، أن يغير السياسات التي اتبعها سابقوه والتي جعلت من المكسيك مكانًا أوتوقراطيًا خلال القرن العشرين، ويجعلها أشبه بالديمقراطية الحديثة، حيث وعد لوبيز بعكس إصلاح التعليم التاريخي، ومن المرجح أن يبطئ الخصخصة الجزئية لصناعة النفط، ويقول أيضًا إنه سوف يقوم بتحسين عمليتي الزراعة والتكرير في البلاد، الأمر الذي سيحد من الواردات من الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن لوبيز أعلن أنه يفضل الحفاظ على اتفاقية نافتا للتجارة الحرة، إلا أنه من غير المنطقي أن يحافظ على اتفاقية تسعى إدارة ترامب لإلغائها.
وقالت الصحيفة في ختام افتتاحيتها: "يجب أن تسعى الحكومات الأخرى - خاصة في أمريكا اللاتينية - لحماية نفسها ضد أي خطوات يسعى لوبيز من خلالها لتآكل المؤسسات الديمقراطية والحريات الإعلامية، وعلى الرغم من أنه قد يبدو واقعيًا للغاية، إلا أن الرئيس الجديد وعد المكسيكيين بوعود كبيرة، وهذا يجعلنا نتساءل عما سيحدث له ولمؤيديه حالما يتضح أنه لا يستطيع الإيفاء بتلك الوعود".
فيديو قد يعجبك: