إعلان

"نوبات العِمالة القاتلة".. لماذا طعنت إثيوبية طفلين حتى الموت بالسعودية؟

01:27 م الخميس 05 يوليه 2018

كتبت- رنا أسامة:

بدمٍ بارد، أقدمت خادمة إثيوبية على قتل طفلة وطعن شقيقها، في جريمة نكراء هزّت أرجاء المملكة، وجلست في مجلس الرجال تنتظر الشرطة للقبض عليها، غير مُكترثة بالطفلين المُضرجين بدمائهما، وأقرت بما نُسب إليها وجرى إيقافها وإشعار فرع النيابة العامة بالمنطقة.

طعنت خادمة إثيوبية تُدعى فاطمة محمد أصفاو (31 عامًا)، الطفلين علي القرني (14 عامًا)، وشقيقته نوال (12 عامًا)، بسكين في أنحاء متفرقة من جسديهما، حيث توُفيت الطفلة متأثرة بجراحها، وتعرض شقيقها لطعنتين في البطن والصدر نُقِل على إثرها للمستشفى، حسبما أعلنت شرطة الرياض في بيان.

وتم رفع الأجهزة عن الطفل المُصاب بعد استئصال جزء من رئته، حسبما قال والده لصحيفة "عاجل" السعودية، مؤكدًا أنه "سيكون بصحة جيدة خلال الفترة المقبلة".

نوبات العِمالة

وصفت الخادمة ما فعلته بأنه "أمر طبيعي"، وأقرّت بالجريمة لأنها لا ترغب في العودة إلى بلادها. الأمر الذي عزاه خبراء نفسيون إلى "نوبات نفسية تُصيب العِمالة"، تصل إلى حدِ الفصام في بعض الأحيان نتيجة الضغوطات المادية أو النفسية أو الاجتماعية، ما قد يدفعهم لارتكاب جرائم دموية.

ونقلت صحيفة "عاجل" عن الاستشاري النفسي السعودي جمال الطويرقي، قوله " هناك شريحة من الأمراض النفسية منتشرة بشكل كبير وواسع بين شرائح أو أعراق أو جنسيات معينة".

وتابع "يصاب العمالة والأشخاص من تلك الفئات بأمراض عادة تكون في فترات معينة ومؤقتة وتختفي تلقائيًا، عندما يتعرضون لضغوط نفسية واجتماعية ومادية تصل إلى ما نسميه الفصام أو الضلالات الذهانية".

وأشار إلى أن المُصابين بهذا المرض يُقدِمون على أمور غير مسيطر عليها ولا إنسانية، لافتًا إلى أن هذا المرض بمثابة نوبات تصيب شرائح أو عمالة خاصة من دول أفريقية إذا مرت بضغوط نفسية.

تفاصيل صادِمة

التحليل النفسي لهذه الجريمة التي باتت معروفة إعلاميًا بـ"جريمة الرياض"، يتفق مع رواية والدة الطفلين، وتُدعى نوف، التي أكّدت أن سلوك الخادمة ومظهرها يتعارض تمامًا فعلها الشنيع.

وقالت "الخادمة كانت حنونة جدًا على صغيري. وطلبت من أمي بعد أن استلمت رواتبها ألا تقوم بترحيلها لسوء الأوضاع في إثيوبيا، وقبل موعد سفرها بيوم واحد أوضحت لي أن الأمور غير طيبة في بلدها، وأنها لا ترغب في السفر".

وأضافت في تصريحات لقناة العربية، الأربعاء، "قبل الجريمة بيوم خرجت مع الخادمة واشتريت لها أغراضًا من حسابي الخاص ولم آخذ من راتبها، ولم ألاحظ شيئًا غريبًا في تصرفاتها".

فيما بيّن عم الطفلين، عبدالله القرني، أن "الخادمة كانت تعمل لدى جدة الأطفال لأمهم في محافظة بيشة، وتم إرسالها إلى والدة الطفلين بالرياض، لترحيلها إلى بلدها بعد 10 أيام بسبب انتهاء عقد عملها".

وأوضح، في تصريحات لصحيفة "سبق" المحلية أنه "لم تحدث أي مشاكل أو توتر بالعلاقات بين الخادمة وعائلة شقيقه أو حتى جدة الطفلين، ولم تمكث الخادمة لدى عائلتهما طويلًا".

وتابع "وصلت الخادمة قبل نحو 10 أيام إلى منزل العائلة في حي لبن بالرياض، وتم تسليمها جميع مستحقاتها المالية، ومع اقتراب موعد رحلة الخادمة ذهبت والدة الطفلين صباح الثلاثاء، إلى مقر عملها بالمستشفى -حيث تعمل ممرضة- وفي وقت غيابها، وتحديدًا في فترة ما قبل الظُهر، دخلت الخادمة إلى المطبخ وبدأت بالبكاء والتمتمة بكلام غير مفهوم، حيث دخل عليها الطفل علي، وبسؤالها عن سبب بكائها لم تتجاوب معه".

وأردف: "عقب ذلك توجهت الطفلة نوال إلى صالة منزلهم فيما توجه شقيقها إلى غرفته، وفجأة وبدون سابق إنذار خرجت الخادمة من المطبخ وهي تحمل سكينًا وأمسكت بالطفلة وبدأت بطعنها حتى الموت".

واستطرد: "خرج الطفل علي لينقذ شقيقته من الخادمة غير أنها باغتته بـ 14 طعنة، ليتمكن بعدها من الهرب إلى دورة المياه وإقفال الباب عليه، ثم أجرى اتصالاً من هاتفه الجوال بوالدته يخبرها بالجريمة وفقد الوعي بعدها".

وأضاف "على الفور أبلغت والدة الأطفال الشرطة والدفاع المدني بالحادثة، ووصلت والدة الأطفال في نفس وصول الجهات الأمنية إلى موقع الحادثة، وتم كسر أبواب المنزل وفتحها ونقل الطفل المصاب إلى مستشفى الملك خالد الجامعي والقبض على الخادمة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان