إعلان

مضيق هُرمز .. أداة إيران للضغط على أمريكا

03:25 م الخميس 05 يوليه 2018

مضيق هُرمز

كتبت – إيمان محمود:

تتصاعد التهديدات والمشاحنات بين طهران وواشنطن، فبعد العقوبات الأمريكية ومحاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حظر صادرات إيران النفطية، تهدد إيران بإطلاق حربًا نفطية تهدد الولايات المتحدة والمنطقة الخليجية بأكملها.

ورفض الرئيس الإيراني حسن روحاني التهديد الأمريكي بحظر صادرات بلاده من النفط متوعدًا بعرقلة شحنات الطاقة في المنطقة، وفي أعقابه يسارع قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري قاسم سليماني للترحيب معلنا استعداده لنقل تلك التهديدات إلى موضع التنفيذ.

وقبل نحو أسبوع من المهلة التي قدمتها طهران للدول الأوروبية لضمان تطبيق بنود الاتفاق النووي، يبرز مضيق هرمز ضمن الحرب الدائرة، والذي يُعد من أقدم الممرات البحرية في العالم.

ويُعتبر المضيق مهم جدًا في أمن الطاقة الأمريكي، وهو ما يفسر تواجد الأسطول الأمريكي الخامس في الخليج العربي لتأمين عدم انقطاع إمدادات النفط، ونظرًا لأهميته الكبيرة فإيران تسعى جاهدة في استخدامه كورقة ضغط لتحقيق مكاسب في صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية في بحر قزوين.

ورغم بعد المضيق عن هذه المنطقة إلا أن إغلاقه لن يؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية فقط بل سيمتد إلى إيران نفسها واستراتيجيتها في بحر قزوين.

ما هو مضيق هُرمز؟

يعتبر مضيق هرمز قناة تصل بين كل من الخليج العربي من الغرب، وخليج عمان وبحر العرب من الجنوب الشرقي، وتطل عليه من الشمال إيران (محافظة بندر عباس) ومن الجنوب سلطنة عمان (محافظة مسندم).

ويضمّ المضيق عدداً من الجزر منها؛ جزر قشم الإيرانية ولاراك وهرمز، إضافةً إلى الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، ويبلغ عرضه 50 كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60 م فقط، ويبلغ عرض ممرّى الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي 10,5كم).

ويبلغ طول المضيق حوالي 55 إلى 95 كيلومتر، وهو يفصل بين إيران من جهة الشمال عن شبه الجزيرة العربية من جهة الجنوب، ويحتوي المضيق على العديد من الجزر، مثل رأس مسندم، في الجانب العماني، وجزر قشام، وهجام في الجانب الإيراني.

وعلى مدخل المضيق توجد ثلاث جزر متنازع عليها بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهي: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وجزيرة أبو موسى، وكل من الطرفين يعتبرها ضمن مياهه الإقليمية وتحت سيطرته.

ويمتلك المضيق أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، خاصةً وأن ناقلات النفط التي تأتي من مختلف الموانئ على الخليج العربي يجب أن تمر عبر هذا المضيق.

مرور النفط؟

مضيق هرمز، هو أحد أهم الممرات المائية لشحن البضائع في العالم، وأهم الممرات لنقل النفط القادم من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الناقلات الفارغة التي تدخل عبر المضيق لتحميل شحنات جديدة.

ينقل المضيق حوالي 85% من صادرات النفط الخام هذه إلى الأسواق الآسيوية كاليابان، والهند، وكوريا الجنوبية، والصين والتي تمثل أكبر وجهاتها، وبالتالي فهي أكبر المتضررين من إغلاق المضيق.

ويعبر المضيق نحو 40% من النفط المنقول بحرًا على مستوى العالم؛ أي أكثر من 17 مليون برميل يوميًا، وهو ما يشكل نحو 90% من النفط الخام الذي تصدره دول الشرق اﻷوسط فضلاً عن نحو 2 مليون برميل من المنتجات النفطية المصفاة تمر عبر هذا المضيق.

وبسبب مرور هذا الكمّ الهائل من النفط عبره؛ فقد وصف من قبل وزارة الطاقة الأمريكية بأنه نقطة اختناق النفط الأكثر أهمية في العالم.

محاولات إيرانية للسيطرة عليه

في 30 أبريل عام 1982، تمّ اعتماد الاتفاقية الدولية لقانون البحار، وذلك من جهة الدول المطلة على البحار، وأهمّ ما في هذه الاتفاقية هي المادة 38 منها وهي كالآتي: "تتمتع جميع السفن العابرة للمضائق الدولية، بما فيها مضيق هرمز، بحق المرور دون أي عراقيل، سواء كانت هذه السفن أو الناقلات تجارية أو عسكرية".

وفي مؤتمري قانون البحار (جنيف 1958- 1960)، واللذان عُقدا تحت راية الأمم المتحدة؛ حاولت إيران المطالبة بالإشراف على مضيق هرمز باعتباره يقع ضمن مياهها الإقليمية، إلا أن طلبها رُفض من قِبل جميع المشاركين.

وفي مؤتمر قانون البحار (30 أبريل 1980)؛ طالبت إيران مجددًا بحقها في الإشراف على مضيق هرمز، إلا أن طلبها رُفض كليًا وللمرة الثالثة؛ حتى جاء القانون الدولي لحماية المضايق في أبريل 1982.

ويؤكد عدد من الخبراء الاستراتيجيين أن إيران تُعتبر في موقع مثالي لإعاقة السفن من خلال هذه القناة الحيوية، سواء عن طريق بطاريات الصواريخ المنشورة على مدخل المضيق، أو كمية نشر كمية من الألغام المضادة للسفن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان