ورطة لاجئي سوريا بين دعوة بلدهم لهم للعودة وإحجام الأردن
(بي بي سي):
ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية قضية اللاجئين السوريين مع استئناف القصف على درعا وتقدم الجيش السوري لاستعادة المناطق الجنوبية من قبضة المعارضة المسلحة.
وتطرق عدد من الكتاب، خاصة في الصحف الأردنية، إلى رفض عمان استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، بينما استعرض آخرون تبعات دعوة الحكومة السورية اللاجئين إلى العودة إلى ديارهم.
"ورطة اللاجئين"
ونبدأ من صحيفة الغد الأردنية حيث دافع موفق ملكاوي عن موقف الأردن وكتب يقول: "الإصرار على مطالبة الأردن بفتح حدوده للسوريين أمر ينطوي على كثير من الغموض الذي لا يمكن تفسيره ببراءة. في اللحظة التي يدخل فيها أولئك المساكين الحدود الأردنية، فإنه، وكالمعتاد، سيدير العالم ظهره لهم، وسيعتبرهم مشكلة أردنية خالصة!"
وأضاف الكاتب أن: "الخطاب الأردني يؤكد أن إنهاء الاقتتال ينبغي أن يكون أولوية، وعندها لن يكون لدينا مئات الآلاف من اللاجئين المحتملين، ولن يتم فتح الباب أمام مخاوف التغييرات الديموغرافية التي شهدتها مناطق أخرى في سوريا في أوقات سابقة".
وأشار محمد داودية في صحيفة الدستور الأردنية إلى أن "النظام السوري هو من وضع خريطة الأهداف وحدد أدوات قوة النيران، وهو من يعرف أن أهل قراه الجنوبية الغربية المستهدفين بالقصف، سيفرون بأرواحهم من هول البراميل المتفجرة الغبية وصواريخ القاذفات الروسية الذكية".
ودعا الكاتب الحكومة السورية إلى أن "تبني، أو أن تطلب من هيئات الغوث الأممية، بناء مخيمات إيواء لمواطنيه النازحين من درعا وأقضيتها، على أرض وطنهم، على غرار ما قامت به العراق".
وقال عبد الله العوضي في الاتحاد الإماراتية: "تعذر على الجار بالجنب استقبال قرابة 300 ألف من الفارين، بسبب ضيق ذات اليد أولاً، وعدم إيفاء العالم العربي والغربي بدفع الاستحقاقات المالية التي وُعدت بها للتخفيف من معاناة أكثر من مليوني لاجئ سوري دخلوا إلى الأردن".
وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية: "تبدو عمان متحررة من الضغوط الدولية في ما يخص استقبالها اللاجئين، وخاصة أن دائرة صنع القرار انتبهت إلى 'ورطة اللاجئين' التي هي أبعد ما يكون عن سياقها الإنساني بالنسبة إلى اللاعبين الدوليين والإقليميين الذين توهموا سقوط النظام بسرعة. وبعبارة أخرى: عمّان لا تريد لاجئين مكلفين".
دعوة لعودة اللاجئين
وفي صحيفة الثورة السورية رأت رولا عيسى أن دعوة النظام السوري لعودة اللاجئين "بقدر ما لاقت ارتياح من ينتظرها، تركت مزيداً من الطمأنة في الشارع السوري وأن الحرب الظالمة على بلدنا تحتضر، كما أن هذه الدعوة تؤكد حرص الدولة على تمسكها بأبنائها، وحفظ ماء وجههم الذي اصطدم بكثير من النفور من قبل بعض الدول التي اضطروا للسفر إليها، كما أنها تعني أن بلدنا يحتاج لكل أبنائه وقادر على استيعاب الجميع مهما كانت التكاليف".
أما سميرة المسالمة فأشارت في الحياة اللندنية إلى أنه "في الوقت الذي يغازل النظام فيه مشاعر الحكومات المتطرفة في الغرب الرافضة لوجود اللاجئين، عبر نداء يوجهه إلى المواطنين السوريين في بلاد اللجوء والنزوح، للعودة إلى وطنهم 'الآمن' سوريا، يمنع على السوريين المشردين (زاد عددهم على 300 ألف) من مدن حوران وقراها دخول مناطق نفوذه، تحت شعار ترهيب الجوار والغرب من موجة لاجئين جدد، في رسالة تؤكد سابقاتها في قدرته على إغراق العالم بالفوضى".
وحذر عبد الرحمن كريديه في النهار اللبنانية من أن "ورقة اللاجئين السوريين طالما استثمرت في الأزمات الداخلية للدول التي تجاور سوريا وأدت إلى انقسام المجتمع المدني بين متعاطف ومساند، وآخر معارض يحمّل اللاجئ مسؤولية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية".
وتساءل الكاتب عن مدى "جدية النظام السوري في إعادة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم خاصةً وسط معلومات متداولة عن أن حوالي 3 آلاف شخص سجلوا أسماءهم للعودة مؤخرًا لكن النظام السوري لم يوافق إلا على عودة 300 منهم تقريباً".
فيديو قد يعجبك: