بعد هروبهم من الرصاص.. العقارب تطارد لاجئي سوريا على الحدود وتقتل 12 طفلاً
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا حول الأوضاع على الحدود السورية، بعد فرار العديدين من جنوب غرب البلاد وخاصة في محافظة درعا نحو الحدود الأردنية.
وتقول الصحيفة، في بداية تقريرها الذي نُشر -الجمعة- إن آلاف السوريين الذين فروا من درعا الواقعة في جنوب غرب سوريا، يواجهون الآن مخاطر مميتة مثل الأمراض الخطيرة، العقارب، الثعابين، وغيرها، ولقي ما لا يقل عن 15 شخصًا سورياً حتفهم في المخيمات التي تم إقامتها قرب الحدود الأردنية بسبب لدغات العقارب، والأمراض التي تُنقل عن طريق المياه المُلوثة"، وذلك حسبما ذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وكان اثنا عشر شخصًا من القتلى من الأطفال، بالإضافة إلى سيدتين ورجل مسن.
أدت النزاعات في منطقة درعا إلى نزوح ما يقرب من 320 ألف شخص من منازلهم، بحسب الصحيفة، وتعيش الغالبية الكبرى منهم في مخيمات تم إقامتها قرب الحدود الأردنية والإسرائيلية دون وجود مأوى مناسب، طعام أو ماء، وينامون في العراء كل يوم، وقد تصل درجات الحرارة هناك إلى أكثر من 43 درجة مئوية خلال اليوم، وتنخفض بشكل كبير خلال الليل.
ولا تسمح كلًا من إسرائيل والأردن للاجئين بدخول الحدود، على الرغم من أنهما توفران بعض المساعدات لهم، وتخشى الأردن - التي استقبلت بالفعل ما يقرب من 1.3 مليون نازح منذ بداية الحرب الأهلية السورية قبل سبع سنوات - من أنها إذا فتحت أبوابها سيدخل مئات الآلاف من اللاجئين، وقد يؤدي هذا إلى عدم استقرار الدولة، وأغلقت الحدود في 2016، بعد أن وقع تفجير باستخدام سيارة على الحدود أدى لمقتل ستة عناصر من القوات الأمنية.
فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حاول حث الأردن على السماح لموجة جديدة من النازحين بدخول البلاد بشكل مؤقت.
وقال جراندي، أمس الخميس، في تصريح: "الأعمال العدائية في المنطقة الحدودية تهدد الحياة ولا تترك للكثيرين أي خيار سوى البحث عن الأمان في دولة الأردن المجاورة، وبالنظر إلى المخاطر المحيطة، أدعو إلى منح ملاذ مؤقت في الأردن لمن يحتاجون إلى الأمان، وأن يقدم المجتمع الدولي الدعم الفوري للأردن، بروح من التضامن وتقاسم المسؤولية".
ولم تستطع قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة عبور الحدود منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي ودخول درعا، بحسب الصحيفة، بسبب العنف المنتشر فيها وقلة التصاريح الأمنية.
لجنة الإنقاذ الدولية استطاعت إقامة مستشفى متنقل في المنطقة الواقعة ما بين سوريا والأردن، والتي يعيش فيها ما يقرب من 60 ألف شخص في الوقت الحالي، فروا من الجحيم في درعا والمناطق المحيطة بها، ويتكون فريق المستشفى المتنقل من طبيب، ممرض، وامرأة لمساعدة النساء الحوامل على الولادة، واستطاع الفريق المكون من 3 أشخاص تقديم رعاية طبية لما لا يقل عن 50 شخصًا في الثلاثة أيام الماضية.
وتقول المنسق الطبي الخاص بلجنة الإنقاذ الدولية في الأردن ريتشل هاورد، إن العديد من السيدات الحوامل كُن بحاجة إلى رعاية صحية وتم توجيههم إلى الفريق الطبي، في الوقت الذي ستقوم فيه اللجنة بمتابعة الحالات التي لدغتها عقارب أو ثعابين، لأن الفريق هناك يركز جهوده أكثر على الصحة الإنجابية.
وتضيف هاورد، ليس الحمل أكثر المخاطر التي تواجه السيدات هناك، لقد شهدنا حالات مصابة بالإسهال، الجفاف، وضربات الحرارة، فالظروف البيئية المحيطة صعبة للغاية، والمأوى الذي يعشن فيه غير آدمي، وأصبحت السيدات هناك ضعيفات للغاية بسبب البيئة المحيطة.
وتقول الصحيفة في ختام تقريرها: "بالنسبة لأولئك الذين فروا، ليس هناك ما يمكن القيام به سوى انتظار نهاية المعركة".
فيديو قد يعجبك: