إعلان

تقرير: "صمت" جواسيس واشنطن في روسيا "أعمى" الاستخبارات الأمريكية

01:41 م السبت 25 أغسطس 2018

ارشيفية

كتب – سامي مجدي:

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن "صمت" الجواسيس الأمريكيين في روسيا جعل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ووكالات الاستخبارات الأمريكية الأخرى في "عمى" حيال ما وصفتها بنوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في نوفمبر المقبل.

ونقلت الصحفية في تقرير نشرته في وقت متأخر مساء الجمعة عن مسؤولين أمريكيين على صلة بأجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة قولهم إنهم لا يعتقدون أن مصادرهم التي كانت تمدهم بمعلومات عن الكرملين في الأعوام الأخيرة، تم تحييدهم أو قتلوا.

بل إن المسؤولين استنتجوا أن هؤلاء الجواسيس اختفوا وسط حملة شديدة لمكافحة التجسس تشنها موسكو، تشتمل على قتلهم مثلما جرى في تسميم ضابط استخبارات روسي سابق في بريطانيا (سكريبال) في مارس الماضي باستخدام غاز أعصاب تنتجه روسيا. وتنفي موسكو ضلوعها في الهجوم على سيرجي سكريبال، وابنته.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون للصحيفة إن طرد ضباط الاستخبارات الأمريكيين في موسكو أضر أيضا بجهود جمع المعلومات (التجسس).

ولفتت نيويورك تايمز إلى أن شركات التكنولوجيا والحملات السياسية كشفت في الأسابيع الأخيرة عن وجود عدد كبير من جهود التدخل السياسي نابعة من الخارج، بما في ذلك اختراق مراكز عصف ذهني تابعة للجمهوريين، ومنظمات شعبية ليبرالية مزيفة، تم إنشاؤها على فيسبوك.

وقالت الصحيفة إن كبار مسؤولي الاستخبارات، بمن فيهم دان كوتس مدير وكالة الاستخبارات الوطنية، حذروا من أن الروس عازمون على تقويض المؤسسات الديمقراطية الأمريكية.

وأضافت أن وكالات الاستخبارات الأمريكية ليست قادرة على أن تكشف بشكل دقيق نوايا بوتين: ربما كان يحاول التدخل في الانتخابات النصفية، وببساطة زرع الفوضى أو تقويض الثقة في العملية الديمقراطية.

وتحدث المسؤولون للصحيفة عن تراجع في جهود جمع المعلومات من روسيا - لم تذكر الصحيفة هويات هؤلاء المسؤولين - وقالت إن متحدثا باسم سي آي ايه رفض التعليق.

وقالت نيويورك تايمز إن الولايات المتحدة تستخدم أشكالاً متعددة من التجسس لتحديد ما تعتزم الحكومة الروسية القيام به، مشيرة إلى اعتراض الاتصالات الروسية واختراق شبكات الكمبيوتر.

وقال المسؤولون الحاليون والسابقون إن الولايات المتحدة تواصل اعتراض الاتصالات الروسية، وأن تدفق تلك المعلومات لا يزال قوياً. ولا يزال المخبرون الذي يعملون لصالح الولايات المتحدة يلتقون مع من يديرهم من ضباط سي آي ايه، بعيدا عن جهاز مكافحة التجسس الروسي.

يشار إلى أن الأنشطة التجسسية الأمريكية تعتبر جزءاً من الصراع والمنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا في أعقاب عقدين من الهدوء، هدوء لن يستمر في أعقاب التوترات المتصاعدة بين البلدين على خليفة العديد من القضايا أبرزها مزاعم واشنطن تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية في 20146 والتي جاءت بترامب رئيسا.

أعلن المدعي الخاص الأمريكي المكلف بالتحقيق حول تجسس روسي محتمل روبرت مولر في فبراير الماضي اتهام 13 شخصا روسيا وثلاثة كيانات روسية، بالتدخل في الانتخابات الرئاسية وبالعملية السياسية الأمريكية.

وبموجب قرار الاتهام فإن المتهمين تآمروا، منذ العام 2014 وحتى الآن، للتدخل "في السياسة الأمريكية والعمليات الانتخابية بما فيها الانتخابات الرئاسية في العام 2016".

وأوضح مولر في بيان أن الجميع اتهموا بالتآمر بهدف خداع الولايات المتحدة، كما اتهم ثلاثة بالاختلاس المصرفي، وخمسة آخرون بانتحال صفة، وذلك للسيطرة على حسابات على مواقع للتواصل الاجتماعي ركزت على بث الانقسام في القضايا الاجتماعية والسياسية.

وتنفي موسكو الاتهامات الأمريكية بالتدخل في انتخابات 2016.

وقالت نيويورك تايمز إن الجواسيس والمخبرين في الخارج أعطوا وكالات الاستخبارات الأمريكية تحذيرات مبكرة من حملات للتأثير أو عمليات للتدخل أو محاولات أخرى للتدخل في الانتخابات الأمريكية. وأشارت إلى أن هذه المعلومات يمكنها أن تثبت قدرة الوكالات الداخلية مثل وزارة الأمن الداخلي وإف بي آي على تحديد ومحاولة وقف مثل هذه الجهود بشكل سريع.

بيد أن الصحيفة قالت إنه نظرًا لأن الاجتماعات السرية قد تستغرق شهوراً لإتمامها واستكمالها، يمكن أن تمر فترة زمنية طويلة قبل تدرك وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) أن مصدرا رئيسيا "صمت"، وفقا لمسؤولين سابقين.

من النادر أن تكتشف الوكالة على الفور أن المخبرين قد اختفوا أن يشعرون بالخوف؛ فضباط ومحللو سي آي ايه يستغرقون عدة اجتماعات حتى يتمكنوا من استنتاج أن المصدر (الجاسوس أو المخبر) قرر أن تمرير المعلومات أصبح أمرا خطيرا، بحسب الصحيفة الأمريكية.

تحدثت نيويورك تايمز عن أن مسؤولو الاستخبارات الأمريكية بدأوا في 2016 يدركون نطاق جهود روسيا عندما جمعوا معلومات استخباراتية تشير إلى أن موسكو أرادت استخدام مسؤولي حملة ترامب، سواء عن قصد أو لا، للمساعدة في زرع الفوضى في العملية الديمقراطية الأمريكية. شهد جون برينان، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب في مايو 2017 بأن هناك فترة متوترة قبل عام من شهادته عندما اعتقد (برينان) أن بوتين كان يحاول توجيه النتيجة نحو فوز ترامب.

وقال برينان للمشرعين وقتها "كنت مقتنعا في الصيف أن الروس كانوا يحاولون التدخل في الانتخابات وأنهم كانوا شديدي العداء".

في هذا العام أصدر كوتس مدير وكالة الاستخبارات الوطنية سلسلة تحذيرات من أن الحكومة الروسية وبوتين على وجه الخصوص ينوون تقويض النظم الديمقراطية الأمريكية.

كما قال كوتس في أغسطس إن وكالات الاستخبارات ترى "حملة تراسل مستمرة تقوم بها روسيا في محاولة لإضعاف وإحداث انقسام في الولايات المتحدة." وأضاف أن هذه الجهود "تغطي قضايا متصلة بالانتخابات".

غير أن المسؤولين قالوا إنه لا توجد أية معلومات استخباراتية متماسكة تشير إلى أن بوتين أمر أجهزة الاستخبارات الروسية بالتدخل في الانتخابات من أجل الوصول لنتيجة معينة، خلاف حملة فوضى واسعة لتقويض الثقة في الديمقراطية الأمريكية.

ولا تعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن بوتين غير من استراتيجيته، لكن الجديد في الأمر هو أن المسؤولين لم يعد لديهم نفس مستوى الوصول إلى المعلومات من الدائرة المصغرة المحيطة بالكرملين كما كان في السابق، بحسب نيويورك تايمز.

وقال جون سيفر، ضابط السي آي ايه السابق الذي خدم في موسكو في التسعينات وأدار في وقت لاحق برنامج روسيا في الوكالة، إن جمع المعلومات الاستخباراتية يبدو أنه تأثر بعد أن طردت روسيا مسؤولين من البعثة الدبلوماسية الأمريكية ردا على طرد الولايات المتحدة 60 مسؤولا روسيا هذا العام.

وفي مارس الماضي أمهلت الولايات المتحدة 48 "عميلا استخباراتيا معروفا" في القنصلية الروسية في سياتل، شمال غرب البلاد، و12 من البعثة الروسية في الأمم المتحدة، سبعة أيام لمغادرة الولايات المتحدة. وأعلن الرئيس دونالد ترمب إغلاق القنصلية في سياتل.

ردا على ذلك، قررت وزارة الخارجية الروسية، طرد 60 دبلوماسيا أمريكيا، كما أمرت بإغلاق القنصلية الأمريكية في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية.

وقال جون سيفر إن "الروس طردوا مجموعة كاملة من أفرادنا. محطتنا في موسكو على الأرجح صغيرة جدًا الآن وهي تخضع لمراقبة شديدة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان