روسيا تحذر من "تمثيل" المعارضة هجوما كيماويا في إدلب واتهام دمشق به
برلين (دويتشه فيله)
اتهمت روسيا فصائل معارضة سورية بالتحضير لهجوم كيماوي في محافظة إدلب بمشاركة الاستخبارات البريطانية لتحميل دمشق المسؤولية عنه واستخدامه كمبرر للقوى الغربية لضرب أهداف حكومية في سوريا.
أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف، اليوم السبت (25 أغسطس 2018)، أن هناك تأكيدات غير مباشرة بأن أمريكا تعد مع حلفائها لهجوم "عدواني" جديد على سوريا. وأشار إلى أن مدمرة أمريكية وصلت إلى الخليج، فيما تستعد قاذفات القنابل "بي 1 - بي" للتحرك من القاعدة الأمريكية في قطر لضرب أهداف في سوريا، بحسب وكالة سبوتنيك.
ولفت إلى أن المدمرة "يو إس إس سوليفان" التابعة للبحرية الأمريكية مزودة بـ56 صاروخ كروز، فيما تستعد قاذفة القنابل الاستراتيجية "بي 1 - بي" للتحرك من قاعدة العديد مع 24 صاروخ جو - أرض،. وقال كوناشينكوف في بيان: "تصرفات الدول الغربية تتناقض مع تصريحاته العلنية، وتهدف إلى خلق تفاقم حاد آخر في الوضع بالشرق الأوسط، وإفشال عملية السلام في سوريا".
اتهام فصائل معارضة بالتحضير لهجوم كيماوي
ووفقا لكوناشينكوف، تم إرسال 8 عبوات من الكلور ونقلت إلى قرية تبعد بضعة كيلومترات عن جسر الشغور بعد أن سلمت إلى الجماعة الإرهابية "حزب تركستان الإسلامي" من أجل تمثيل "هجوم كيماوي" في مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب من قبل "هيئة تحرير الشام".
وأفاد البيان أن مجموعة من المسلحين "المدربين على التعامل مع المواد السامة تحت إشراف أخصائيين من شركة "أوليفا" البريطانية العسكرية الخاصة" وصلوا إلى البلدة قبل يوم من ذلك. وتابع بالقول إن "لدى المسلحين مهمة محاكاة عملية إنقاذ لضحايا الهجوم الكيماوي مرتدين ملابس مجموعة ,,الخوذ البيضاء,, الشهيرة"، في إشارة إلى الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة.
اتهامات روسية للاستخبارات البريطانية
واتهم كوناشينكوف أجهزة بريطانية خاصة بـ"التورط بشكل مباشر" في "الاستفزاز" الذي "سيشكل مبرراً جديدا للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف تابعة للحكومة السورية".
ويأتي اتهام موسكو بعدما أكد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون هذا الأسبوع أن واشنطن سترد "بقوة" في حال استخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية في عملية استعادة إدلب، آخر محافظة متبقية في سوريا تسيطر عليها فصائل المعارضة.
وفي نيسان/أبريل، نفذت واشنطن وباريس ولندن ضربات مشتركة استهدفت مواقع للنظام السوري ردا على هجوم كيماوي مفترض وقع في مدينة دوما وأسفر عن مقتل العشرات. ودافعت روسيا عن النظام السوري حيث أصرت على أن هجوم دوما لم يكن أكثر من مسرحية نفذتها مجموعة "الخوذ البيضاء".
وتزداد التكهنات بشأن إمكانية تنفيذ الحكومة السورية بدعم من موسكو عملية لاستعادة إدلب، وهي من مناطق "خفض التصعيد" التي أقيمت العام الماضي بموجب محادثات جرت بين روسيا وتركيا وإيران. وخلال زيارة إلى موسكو أمس الجمعة، حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو من أن السعي نحو حل عسكري في إدلب سيكون "كارثياً". من جهته، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن الوضع في إدلب "متعدد الأوجه" ودعا إلى التفريق بين المعارضة التي يعد وجودها أمراً صحيا والكيانات الإرهابية".
ولا تزال دمشق تسيطر على جنوب شرق إدلب، المحافظة التي تحمل أهمية استراتيجية نظرا لتجاورها مع اللاذقية، معقل عائلة الأسد. وقتل أكثر من 350 ألف شخص ونزح الملايين منذ اندلعت الحرب في سوريا إثر استخدام النظام العنف لإخماد التظاهرات المناهضة له التي بدأت سلمية في 2011.
فيديو قد يعجبك: