بريطانيا تمنع بث أي إعلان يروّج لإصلاحات بن سلمان على التليفزيون الرسمي
كتبت- رنا أسامة:
أصدرت هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة، المعروفة اختصارًا بـ(أوفكوم)، قرارًا بمنع السعودية من دفع الأموال للترويج لأجندتها الإصلاحية على التلفزيون البريطاني، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان.
وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني، إن المملكة دفعت أموالًا مقابل بث إعلان لمدة دقيقة- يتضمّن صورًا لسعوديات يقُدن سيارات ودور سينما تفتح أبوابها إضافة لأفراد من العائلة السعودية الحاكمة- تزامنًا مع زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا العام الجاري.
وقالت الحكومة السعودية إن الإعلان الذي تم بثه 56 مرة خلال 3 أيام على قناة "سكاي 1" البريطانية كان بهدف تعزيز التجارة مع المملكة المتحدة.
ومع ذلك، رأت "أوفكوم" أن الرياض كانت تستهدف التأثير على الرأي العام البريطاني، وخالفت الحظر الصارم الذي فرضته بريطانيا على بث الإعلانات السياسية مدفوعة الأجر على شاشات التلفزيون ومحطات الراديو، بحسب الجارديان.
وقصرت "أوفكوم" قرارها على إعلان واحد فقط دون توقيع عقوبات على قناة "سكاي 1" التي بثّت هذا الإعلان، فيما تُشير الصحيفة إلى أن هذا القرار يحمل دلالة واضحة على صعوبات يُحتمل أن تواجهها السعودية لبث إعلانات مماثلة في المستقبل.
بحسب الجارديان، روّج الإعلان السعودي إلى أن "الأمور تتغير بلا شك في المملكة في ظل ولاية عهد بن سلمان (32 عامًا)"، بإظهار أن "قطاع الترفيه يتهيّأ لعصر جديد" والتبشير بأن "العلاقات السعودية البريطانية من شأنها أن تجلب المزيد من الرخاء والأمن لكلا البلدين".
فيما اعتبرت الهيئة البريطانية أن "الإعلان استهدف التأثير على الرأي العام في المملكة المتحدة حيال قضايا مثيرة للجدل".
في المقابل، اعتمدت الجهة الرقابية على صناعة الدعاية في بريطانيا (كليركاست) الإعلان. وعزت ذلك إلى أن "تعزيز التجارة مع السعودية يتفق مع السياسة الخارجية للحكومة البريطانية". وقالت إن قرار "أوفكوم" قد يعرقل مساعي الدول الأخرى لشراء إعلانات بالتزامن مع زيارات قادتها للبلاد.
وصاحبت زيارة بن سلمان حملة دعائية واسعة النطاق شملت مُلصقات إعلانية في جميع أنحاء لندن، وبث إعلانات على المواقع الإخبارية واسعة الانتشار، وفق الجارديان.
وأوضحت الصحيفة أن مركز التواصل الدولي التابع لوزارة الثقافة والإعلام السعودية تحمّل تكاليف الإعلانات.
وذكرت "الجارديان" أنها نفسها وافقت على بث إعلانات كجزء من الحملة السعودية الدعائية، مُشددة على أن ذلك الأمر لم يؤثر على سياستها التحريرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن العام الماضي شهد توقيع عقود استثمارات مُكثّفة لدول شرق أوسطية في مجال صناعة الإعلام ببريطانيا، وحملات كسب تأييد في لندن مدفوعة بصراع الوكلاء بين حلفاء السعودية وبين قطر.
وفي هذا الصدد، نوهّت "الجارديان" إلى أن مستثمرًا سعوديًا- لم تُسمه- يمتلك بالفعل حصة ضخمة من أسهم صحيفة "الاندبندنت" البريطانية. وخلال العام الجاري أعلنت دار نشر على صلة وثيقة بالدولة السعودية عن خطط لإطلاق سلسلة من المواقع الإلكترونية التي تحمل العلامة التجارية للإندبندنت، يعمل بها صحفيون سعوديون باللغات المحلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
فيديو قد يعجبك: