إعلان

نيكولاس مادورو .. زعيم فنزويلا المثير للانقسام

01:05 م الأحد 05 أغسطس 2018

زعيم فنزويلا نيكولاس مادورو

(بي بي سي):

تسبب زعيم فنزويلا، نيكولاس مادورو، الذي انتخب في مايو الماضي رئيسا لفترة ولاية ثانية مدتها ست سنوات، في انقسام البلاد تقريبا بالقدر نفسه الذي تسبب فيه سلفه، هوغو تشافيز.

وخلال النصف الأول من ولايته في رئاسة فنزويلا، تمكنت المعارضة من استعادة سيطرتها على البرلمان، ووحدت جهودها للإطاحة به من منصبه.

وعلى الرغم من أنه يفتقر إلى الجاذبية التي أضفاها أنصار تشافيز على الرئيس الراحل، يتمتع مادورو بمكانة بارزة في بلده.

وبالرغم من أن البعض وصفه بأنه نسخة سيئة من معلمه، لم تتمكن المعارضة أو خصومه داخل حزبه من الإطاحة به كما توقع البعض عندما انتخب رئيسا للبلاد لأول مرة.

وحتى قبل نحو عام، كان عدد قليل يتوقع أن الزعيم، في البلد الذي يشهد أزمة اقتصادية حادة، سيتمكن من البقاء في السلطة لفترة ثانية.

وتشهد فنزويلا ركودا حادا منذ عام 2014، تسبب في تضخم خرج عن السيطرة ونقص حاد في السلع الأساسية، وهي الأزمة التي يلقي مادورو باللوم فيها على خصومه الذين يشنون عليه "حربا اقتصادية".

ومنذ تولي السلطة في 2013، واجهت إدارة مادورو إدانات دولية واسعة بسبب مزاعم بتقويض الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان في فنزويلا.

وفي العام الماضي، قتل عشرات المتظاهرين في اشتباكات اندلعت خلال احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت شهورا.

وشكّل مادورو جمعية تأسيسية جديدة بصلاحيات تمكنه من الالتفاف على أو حتى حلّ الجمعية الوطنية (البرلمان)، التي تسيطر عليه المعارضة. وقال الاتحاد الأوروبي ودول كبيرة في أمريكا اللاتينية إنها لن تعترف بالهيئة الجديدة.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مادورو بعد إجراء تصويت مثير للجدل لانتخاب الجمعية الجديدة. وتقول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن زعيم فنزويلا "ديكتاتور".

ومع ذلك، يحظى مادورو بتأييد قوي من أنصار الثورة البوليفارية اليسارية في بلاده، إذ يراه كثير منهم مدافعا مخلصا عن إرث تشافيز.

نيكولاس مادورو في سطور:

سائق حافلات سابق، عمره 55 عاما، وله تاريخ طويل في العمل النقابي

تولى الرئاسة بصفة مؤقتة حين توفي مرشده الرئيس السابق هوغو تشافيز يوم 5 مارس 2013

شغل منصب وزير الخارجية في عهد تشافيز

فاز يوم 14 أبريل 2013 في انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل

في ظل حكمه، دخلت فنزويلا في حالة ركود اقتصادي، وزاد التضخم بدرجة كبيرة

في مايو، فاز مادورو في الانتخابات ليبقى في منصبه لفترة ثانية من ست سنوات

ويصفه خصومه بأنه مستبد شرس، لا يتورع في اعتقال خصومه السياسيين بعد توجيه السلطة القضائية التي يسيطر عليها حزبه اتهامات شديدة لهم، بينما يقول أتباعه إنه يحمي البلاد من حدوث انقلاب آخر.

ويواجه مادورو أزمة اقتصادية حادة، عجّل بها تهاوي أسعار النفط، الذي يوفر للبلاد أكثر من 90 في المئة من عائداتها الأجنبية.

وعلى الرغم من التضخم الكبير والهجرة الجماعية خارج فنزويلا، يصر مادورو على اتباع السياسات الاقتصادية نفسها التي بدأها تشافيز، وألقى باللائمة في الأزمات التي تواجهها البلاد على "حملات التخريب" التي تشنها النخبة و"الإمبرياليون" في الداخل، بينما تتهمه المعارضة بسوء الإدارة والتوسع في الحكم السلطوي.

ولا يعد هذا الخطاب مفاجئاً، لإذ أن صلة مادورو بالتشافيزية - وهي نسخة الاشتراكية التي نشرها هوغو تشافيز - تعود لنحو 25 عاما، عندما قضى تشافيز فترة في السجن بسبب محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1992 ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز.

وخلال تلك الفترة، قابل مادورو زوجته، سيليا فلوريس، المحامية البارزة في فريق الدفاع عن تشافيز.

ويعد مادورو سياسيا مخضرما، إذ كان نائبا في البرلمان، وتولى في فترة من الفترات رئاسته.

كما شغل مادور منصب وزير خارجية أثناء حكم تشافير في الفترة من 2006 وحتى 2013. وتولى لفترة وجيزة منصب نائب رئيس البلاد، ليتولى رئاسة البلاد بالإنابة لدى موت تشافيز في مارس عام 2013.

ويستحضر مادورو باستمرار ذكرى سلفه، تشافيز، ويقتبس عباراته، ولطالما يتحدث وهو يقف أمام صور الرئيس الراحل.

ومنذ وفاة تشافيز، نجح نيكولاس مادورو في إبقاء إرث تشافيز حيًّا، وهي الخطوة التي لاقت ترحيبا لا سيما من أولئك الذين استفادوا من خطط الحد من التمييز والفقر، لكنها ضاعفت استياء أولئك الذين يعتقدون أن البلاد تُقاد نحو الدمار بسبب عقود من السياسات المضللة، كما يصفونها.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان