فورين بوليسي: على الدول الغربية إبعاد خطر الصواريخ الإيرانية
كتب - هشام عبد الخالق:
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران لن يجذب أي دولة من حلفائها الغربيين للمعسكر المعادي لطهران سوى تلك الدول المصنفة ضد إيران بالفعل، داعية إلى منع إيران من تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، وتحديد مدى الصواريخ الإيرانية عند 2000 كم.
وأضافت المجلة في تقرير عنوانه "كيفية إبرام صفقة صواريخ مع إيران"، أن قادة أوروبا الذين يحاولون إنقاذ ما تبقى من الاتفاق النووي مع إيران، يجب عليهم أن يجدوا أساسًا مشتركًا مع واشنطن لمناقشة مخاوفهم المشتركة من طهران.
وقالت إن "من القضايا الأساسية في المشكلة الإيرانية: التهديد المحتمل المتأصل في برنامج إيران للصواريخ البالستية، فإذا ما قررت إيران أن تخاطر بكل شيء وتبني اسلحة نووية، من الممكن أن يتم تعديل بعض صواريخها لتحمل رؤوسًا نووية بدلًا من الصواريخ العادية".
أحد الأسباب التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي، كان عدم وجود قيود على الصواريخ الإيرانية، ولكنه لم يوفر أي حلول لأزمة الصواريخ سوى مطالبة إيران بالتخلي عن جميع صواريخها، وهو بالطبع مطلب غير واقعي، بالنظر لدور تلك الصواريخ في إحساس إيران بقدرتها على الدفاع والردع، ولذلك فالتخلي عن تلك الصواريخ غير مقبول بالنسبة لطهران.
وتقول المجلة إن هناك طريقة أفضل من هذه، حيث يجب على الحكومات المعنية أن تمنع إيران من تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، بتحديد مدى الصواريخ الإيرانية عند 2000 كم، والتي أعلنت طهران أن صواريخها تستطيع الوصول إليه.
وعلى الرغم من أن إيران تحافظ على تلك الحدود التي فرضتها على نفسها (2000 كم)، توجد بعض المؤشرات المقلقة على أن إيران تطور أسلحة يمكنها الوصول إلى أبعد من ذلك، ولذلك تبرز الحاجة إلى إبرام اتفاق حول الصواريخ الإيرانية، مع وجود ضمانات من جانب طهران، ويجب على الدول المعنية تنظيم مدى معين لتلك الصواريخ بسرعة، قبل أن تتمكن إيران من تطوير برنامجها الصاروخي.
ولكن، ما يُقلق حول هذا الأمر، هو أن إيران لن توافق على وضع شروط أو تحديدات لبرنامجها الصاروخي إلا إذا حصلت على شيء ما في المقابل، ومن الممكن أن تحصل إيران في مقابل هذا على السماح لها باستئناف برنامجها لاكتشاف الفضاء، ولكن توجد بعض المخاطر أن تستخدم تلك التطورات في أغراض عسكرية، إلا أن مثل هذه المخاطر من الممكن التحكم فيها.
القواعد التي سيتم فرضها على إيران في حالة استئنافها لبرنامج اكتشاف الفضاء، ستساعد أيضًا في المفاوضات الأمريكية التي تجرى حاليًا مع كوريا الشمالية، على الرغم من أن ما أعلنته بيونج يانج من نزع للسلاح النووي في القمة مع ترامب لا يزال غير واضح المعالم.
وتابعت المجلة، إذا ما التزمت إيران بالمسافة التي تصل إليها الصواريخ البالغة 2000 كيلومتر، لن يمنع هذا الخطر المحتمل التي تشكله على إسرائيل، السعودية، البحرين، أو الإمارات والدول الأخرى المجاورة، ولكن الأمر المثالي هنا أن تتخلى إيران عن جميع الصواريخ التي يمكن أن تحمل وزنًا يقارب الـ 500 كيلوجرام لمسافة 290 كيلومترًا، وهي العتبة التي حددها نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ، للصواريخ التي تعتبر قادرة على حمل سلاح نووي، وتوجد ثمانية صواريخ في ترسانة إيران للصواريخ الباليستية البالغ عددها 13 صاروخًا تتخطى مثل هذه العتبة.
ولكن، لن تتخلى إيران عن كل الصواريخ في جعبتها التي تستطيع تخطي هذه المسافة، بحسب المجلة، خاصة في الوقت الذي يُطور فيه أعدائها الإقليميين من سلاحهم الجوي ويمكنهم أن يصنعوا صواريخ تذهب إلى أي مكان بدون قيود، ولذلك سيكون من المنطقي أن يكون هناك اتفاق لتحديد مدى الصواريخ في كل دول المنطقة، وفي غياب هذا سيحتاج قادة إيران حوافز إضافية، مثل برنامج الفضاء، ليشجعهم على عقد صفقة، وبالنظر إلى حقيقة أن إيران لن توافق أبدًا على التخلي عن كل صواريخها، من المهم جدًا التركيز على صواريخها المصممة لحمل رؤوس نووية.
تستطيع الصواريخ ذات المدى الطويل حمل رؤوس حربية أكبر، وستكون الصواريخ النووية التي ترغب إيران في تطويرها إذا ما بدأت في هذا الطريق كبيرة غالبًا، وثانيًا تطير الصواريخ ذات المدى الطويل بشكل أسرع ولذلك سيكون من الصعب إسقاطها.
يجب على الدول الغربية أن تعمل على استبعاد خطر الصواريخ الإيرانية طويلة المدى، بدلًا من محاولة مستحيلة لتفكيك نظام الصواريخ الإيراني، ولن يعطي مثل هذا الاتفاق الحرية لإيران في تصنيع الصواريخ قصيرة المدى أيضًا.
وتقول المجلة في ختام تقريرها، "من الأشياء التي نندم عليها حاليًا أنه لم يتم فرض مثل هذه الشروط في وقت مسبق، لكبح جماح برامج تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية والكورية الشمالية، ولكن لم يفت الوقت بعد، فهذا شيء ضروري ومُلح للغاية".
فيديو قد يعجبك: