إعلان

بعد عامين من تطبيقه.. مشجعو كرة القدم ضحية "حظر النقاب" في سويسرا

02:58 م الخميس 09 أغسطس 2018

أرشيفية

كتبت- رنا أسامة:

بعد عامين على تطبيق حظر النقاب في إحدى المقاطعات بسويسرا، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن هذا الإجراء رُبما لم يصل للمُسلمات المُستهدفات، ولكنه بدلًا من ذلك طال مُشجّعي كرة القدم المُثيرين للشغب ممن يرتدون أقنعة.

ذكرت حكومة مقاطعة تيتشينو السويسرية، في بيان صدر الثلاثاء، أنها "اتخذت 37 إجراءً قانونيًا فقط، ووجهّت بعض التحذيرات منذ بدء سريان القانون في يوليو 2016. لكن بدلًا من استهداف المسلمات اللائي يرتدين غطاء الوجه مثل البرقع أو النقاب، انتهى الأمر بالشرطة السويسرية بتغريم مشجعي كرة القدم الذين يرتدون الأقنعة".

وبحسب بيان إدارة المؤسسات في مقاطعة تيتشينو، فإن أغلب الحالات التي اتُخِذ بصددها إجراءات قانونية منذ بداية هذا العام، تقع ضمن نطاق"التعصب الرياضي" أو ما يُعرف بـ"ظاهرة الهوليجانز"، وهي كلمة إنجليزية تعني مشاكس أو عنيف أو شخص صاحب سلوك مدمر.

ووفق وكالة الأنباء السويسرية، أعلنت السلطات أن عدد المسلمات المتأثرات بهذا الحظر يُمكن عدّه على أصابع اليد الواحدة.

يأتي ذلك مع تجدّد الجدل المُصاحب لحظر النقاب وأنواع أخرى من أغطية الوجه والشعر في أوروبا؛ ففي بريطانيا طُلِب من وزير الخارجية السابق بوريس جونسون تقديم اعتذار لمقارنته النساء اللاتي يرتدين النقاب بـ"صناديق البريد"، رغم إعلانه عدم دعم حظر الزي.

وتُشير الصحيفة إلى أن مقاطعة تيتشينو الناطقة بالإيطالية -التي تضم عددا قليلا من السكان يزيد على 350 ألف نسمة - الوحيدة في سويسرا التي حظرت النقاب، لكن هناك حملة تطالب بالحظر على نطاق البلاد بأكملها، وتُظهِر استطلاعات الرأي تأييدًا شعبيًا واسعًا لمثل هذا الإجراء.

وأجرت مقاطعة تتشينو استفتاءً شعبيًا عام 2013، أفضى إلى إقرار حظر ارتداء أي ملابس تغطي الوجه في الأماكن العامة. ويفرض القانون غرامة لا تقل عن 100 فرانك سويسري (100.6 دولار أمريكي) لتغطية الوجه في الأماكن العامة، مع استثناءات تتعلّق بإجراءات السلامة والصحة والتقاليد السويسرية.

وفي حين لم يُحدد نص القانون صراحة الأزياء الإسلامية مثل النقاب، قال المدافع الرئيسي عن هذا الإجراء، الصحفي السابق جورجيو جيرينجيلي، حينها إن هذا الإجراء كان "إشارة ضد الإسلام المتطرف".

وقال جيرينجيلي، في تصريحات لصحيفة "20 مينوت" السويسرية هذا الأسبوع، إن معدلات ارتداء النقاب المنخفضة لم تؤثر على رأيه في هذا الموضوع، مُضيفًا: "لا ينبغي أن ننتظر مغادرة الثيران حظيرتها قبل التدخل".

وبدأ تطبيق قانون حظر النقاب في الدنمارك في الأول من أغسطس الجاري بعد إقراره من جانب البرلمان الدنماركي في مايو الماضي. وبموجب القانون، يُمكن للشرطة مطالبة السيدات المُرتديات للنقاب بمغادرة الأماكن العامة، وفرض غرامة مالية تبدأ من ألف كرون دنماركي (134 يورو).

وتوضح الصحيفة أن انتشار النقاب لا يُعد شرطًا كي يحظر بلد ما ارتداءه؛ ففي عام 2016 ناقشت ألمانيا حظر غطاء الوجه الإسلامي، وسعى الصحفيون للعثور على امرأة واحدة ترتدي نقابًا كاملًا. (أشارت التقديرات إلى وجود عدد قليل من النساء، حوالي 300 امرأة، يرتدين نقابًا أقل تقييدًا).

وخلُصت دراسة أعدّتها وزارة الداخلية في فرنسا، حيث حُظِر النقاب عام 2011، أن عددًا قليلًا من النساء يرتدين البرقع في البلد، وأن حوالي 2000 سيدة فقط يرتدين النقاب. وقال علماء اجتماع درسوا تأثير هذا الحظر على المسلمات، إن "الكثيرات من النساء اللاتي كُنّ يرتدين النقاب من قبل يلازمن بيوتهن، ولا يجازفن بالخروج منها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان