قراءة في كتاب "الخوف": من الشك في فوز ترامب إلى بشائر النصر (الحلقة الثالثة)
كتب – محمد الصباغ:
شكك الكثيرون في ترشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه ترشح. ثم شككوا مرة أخرى في إمكانية فوزه بالانتخابات الرئاسية، لكنه أيضًا فعل ما لم يكن متوقعًا وأطاح بمنافسته هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016.
وفي كتابه "الخوف: ترامب في البيت الأبيض" يستعرض الصحفي الأمريكي الكبير بوب وودورد، اللحظات التي أدرك فيها الرجل نفسه أن ترامب ربما يفوز، وكيف تطورت الأمور قبل أسبوعين من الانتخابات العامة إلى أن بدأ المتشككون من حملة ترامب أنفسهم في التيقن بأن قطب العقارات الشهير سيصبح أول رئيسًا للولايات المتحدة لم يتم انتخابه من قبل في أي تصويت.
صدر كتاب وودوورد، في يوم 11 سبتمبر وباع في يوم واحد أكثر من 750 ألف نسخة.
في الحلقة الثالثة من قراءة "مصراوي" للكتاب المؤلف من نحو 500 صفحة يتحدث الصحفي الأمريكي عن التحول من حالة الشك في فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية إلى ما يشبه اليقين في أنه سيصبح سيدا للبيت الأبيض بعد أن يتغلب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
يقول وودوارد إنه في يوم 25 أكتوبر 2016، كان في فورت ورث بولاية تكساس يلقي محاضرة أمام حوالي 400 من مدراء شركة "كي تو آكت" التي تقدم خدمات في برامج الإدارة والإنشاءات.
موضوع محاضرته كان "عصر الرئاسة الأمريكية. ماذا سيجلب 2016؟". كان أغلب الحضور من أصحاب البشرة البيضاء، ومن مناطق مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية.
قرر الصحفي السؤال حول عدد الحضور الذين سيصوتون لهيلاري كلينتون، وذكر في كتابه "على أقصى تقدير رفع عشرة أشخاص فقط أيديهم". وحينما جاء الدور على ترامب رفع حوالي نصف من في القاعة أيديهم "حوالي 200".
المدير التنفيذي للشركة جلس بعد المحاضرة مع وودورد، وقال "عملت مع هؤلاء لأكثر من عام. اعرفهم وأعرف عائلاتهم. لو أخبرتني أن 200 منهم يخططون للتصويت لترامب، لأخبرتك أن ذلك مستحيل".
قبل الانتخابات بعشرة أيام، سافر ترامب إلى ساوث كارولاينا، الولاية التي يجب أن يفوز فيها.
كان ترامب متراجعا في أغلب الاستطلاعات.
في تلك المرحلة كان ستيف بانون، مدير حملة ترامب آنذاك، قلقًا بشأن النتائج. لكن الاعتماد على مايك بنس، النائب الحالي للرئيس، خلال الحملة بعث ببعض الأمل.
يشير وودورد إلى أن تحركات بنس وظهوره في أكثر من 23 ولاية أمريكية ساهمت كثيرًا في رفع أسهم ترامب.
كانت الخطة أن يتحدث بنس كما لو كان مرشحًا لمنصب حاكم أي ولاية سيصل إليها. كان يركز على المشاكل المحلية، وما قد يفعله ترامب لتلك الولايات من موقعه في واشنطن.
مع تحركات حملة ترامب الناجحة، كانت تحركات هيلاري كلينتون في الولايات سيئة. ورأى بانون أن عدم استخدامهم لاستراتيجية باراك أوباما في الحملات الانتخابية السابقة فيما يخص جولات الولايات، كان خطأ كبير.
وقبل يومين من الانتخابات، بالتحديد في السادس من نوفمبر، ظهر وودورد على شاشة فوكس نيوز وتحول النقاش إلى احتمالية فوز دونالد ترامب، حسبما يقول في الكتاب.
استمرت التطورات لصالح حملة ترامب، وفي الخامسة مساء يوم الانتخابات العامة قال ترامب لستيف بانون: "لا شيء كان بإمكاننا فعله أكثر من ذلك".
في الثانية والنصف بتوقيت الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت وكالة أسوشيتد برس فوز ترامب بأصوات ولاية ويسوكنسن، وفوزه بالرئاسة.
"دونالد، أنا هيلاري"... استقبل ترامب المكالمة من هيلاري كلينتون.
انتصر ترامب ووصل إلى البيت الأبيض... وتحدث أمام أنصاره في نيويورك بعد ذلك وبالتحديد في فندق هيلتون نيويورك الذي يبعد بعدة بنايات عن برج ترامب.
قال "هذا هو الوقت ليضمد الأمريكيون جراح الانقسام... أتعهد لكل مواطن في بلادنا أنني سأكون رئيسًا لكل الأمريكيين".
اقرأ أيضا:
قراءة في كتاب "الخوف": حينما اختار ترامب "جنرالا" لمواجهة الصحافة (الحلقة الرابعة)
قراءة في كتاب الخوف: ترامب وجنرالاته و"فوضى أفغانستان" (الحلقة الثانية)
قراءة في كتاب الخوف: كواليس ترشح ترامب.. "انظر في أعينهم وأعطهم الأموال" (الحلقة الأولى)
فيديو قد يعجبك: