إعلان

افتتاحية نيويورك تايمز: باول مانفورت ينضم لـ "الواشين" ضد ترامب

06:46 م السبت 15 سبتمبر 2018

كتب - هشام عبدالخالق:
قبل ثلاثة أسابيع، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن "احترامه" لمدير حملته السابق باول مانفورت، الذي رفض التعاون - حينئذ - مع مكتب المستشار الخاص روبرت مولر، واستقبل إدانته في تهم فيدرالية تتعلق بالضرائب مثل "رجل شجاع".

وكانت هذه التعبير عن الاحترام من قبل الرئيس توضح "ازدراء" ترامب لمحاميه الشخصي السابق مايكل كوهين، الذي أقر بالذنب في نفس اليوم في اتهامات تتعلق بالاحتيال المصرفي والضريبي وانتهاكات تمويل الحملات، وكتب ترامب وقتها: "على العكس من كوهين الضعيف، رفض مانفورت أن ينكسر (أو يختلق قصصًا ليحصل على صفقة).

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز"، في افتتاحيتها اليوم السبت، ولكن تفاجئ ترامب أمس بأنه لا يوجد شرف بين اللصوص، فمانفورت بحسب وصف الصحيفة "انكسر"، عندما "وافق على التعاون بشكل صادق وكامل وصريح" حول أي قضايا يرغب بها المستشار الخاص مولر.

وكان الاتفاق الذي وقعه مانفورت مع مولر جزءًا من صفقة اعتراف بالذنب تورط بها مانفورت في قضية منفصلة أثناء عمله في أوكرانيا لكسب التأييد للسياسيين المواليين لروسيا، وتم توجيه إليه اتهامات بالتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة وعرقلة العدالة، وكل منهما تحمل حكمًا يصل إلى خمس سنوات، ووافق مانفورت أيضًا على مصادرة أموال وأملاك له اكتسبها من جرائمه بقيمة 46 مليون دولار.

ووافق مولر في المقابل على إسقاط خمس تهم أخرى، تشمل غسيل الأموال وغيرها، وعدم محاولة إعادة محاكمته في 10 تهم أخرى رفضتها هيئة المحلفين الشهر الماضي.

كل هذا، بحسب افتتاحية الصحيفة، لا يمكن أن يكون جيدًا للرئيس ترامب، إلا إذا كان يشاهد "فوكس نيوز" (المعروفة بتأييدها لترامب)، وفي يناير الماضي، أفادت شبكة "إن بي سي نيوز" أنه (ترامب) أخبر أصدقائه ومساعديه أن مانفورت لن ينقلب عليه، وكان محاميو الرجلين على اتصال دائم كجزء من اتفاق دفاع مشترك طبقًا لما صرح به محامي ترامب رودي جولياني.

وتابعت الصحيفة، إذا كانت المحادثات بين فريقي دفاع الرجلين تشمل إمكانية حصول مانفورت على عفو رئاسي، فلن يكونوا محميين بموجب أي امتياز (مثل امتياز السرية بين المحامي وموكله)، وستكون تلك المحادثات عرضة للتحقيق من مولر.

ما الذي قد يكشفه مانفورت؟ مولر مهتم للغاية، بحسب الصحيفة، باللقاء الذي حضره وجمع بين نجل ترامب (دونالد جونيور) وجاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره في برج ترامب في يونيز 2016، وهو اللقاء الذي جمع الثلاثي بممثل للحكومة الروسية الذي وعد بتقديم بعض "القاذورات" عن منافسة ترامب الديمقراطية حينئذ هيلاري كلينتون.

وتقول الصحيفة، لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها، حول كيفية استغلال مانفورت لاتصالاته مع الجانب الروسي للمساعدة في خدمة حملة ترامب، وإذا ما كان الرئيس الأمريكي مشتركًا في هذا الأمر أم لا، وهو ما يمثل أخبارًا سيئة لترامب.

وبغض النظر عن اللقاء الذي تم في برج ترامب، يوجد دليل على أن مانفورت تمنى استخدام وظيفة مدير الحملة - التي لم يتلقَ عنها أموالًا - لمساعدة أوليج ديريباسكا، رجل الأعمال الروسي الذي على صلة وثيقة بالرئيس فلاديمير بوتين، لتخليص نفسه من الديون التي يجب عليه تسديدها لديريباسكا والتي قدرت بملايين الدولارات.

وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بـ "سيستريح مانفورت في مكانه الآن، مُدركًا أنه ينضم لحشد كبير من مساعدي ترامب السابقين الذين انقلبوا عليه وعقدوا صفقات مع الادعاء الأمريكي، مثل مايكل فلين، مستشار ترامب السابق للأمن القومي، وجورج بابادوبولوس مستشار السياسة الخارجية بحملة ترامب، ريك جيتس، شريك باول مانفورت في التجارة ونائب مدير الحملة، ومايكل كوهين، وكل هؤلاء وافقوا على التعاون مع السلطات".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان