تطبيق الرسوم الجمركية.. هل دقت ساعة الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟
كتب - هشام عبد الخالق:
تفصل الولايات المتحدة والصين عدة ساعات عن تطبيق حزمة جديدة من الرسوم الجمركية المفروضة على بضائع بعضهما البعض، مع عدم ظهور ما يدعو للتفاؤل بين العدوين الإقليميين، ففي تصعيد كبير، ستخضع منتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار للتعريفات الجمركية ابتداءً من الساعة 12:00 ظهرًا بتوقيت واشنطن يوم الإثنين، بالإضافة إلى البضائع والسلع بقيمة 50 مليار دولار التي فرضت عليها تعريفات جمركية في وقت سابق من هذا العام.
وتقول وكالة "بلومبرج" الاقتصادية، في تقرير لها السبت، إن مجموع قيمة المنتجات التي تواجه الضرائب تبلغ 250 مليار دولار، وهو ما يقرب من نصف قيمة الواردات من الصين العام الماضي، ومن الناحية الأخرى، ستخضع بضائع بقيمة 110 مليارات دولار قادمة من الولايات المتحدة للتعريفات الجمركية الصينية، وهو ما يمثل حوالي 70 % من قيمة السلع التي تشتريها الصين من أمريكا في عام 2017.
وألغت الصين، المحادثات التجارية المقبلة مع الولايات المتحدة والتي تم التخطيط لعقدها الأسبوع المقبل، وقد ساهم قرار وزارة الخارجية الأمريكية ضد وكالة الدفاع الصينية ومديرها الخميس، في اتخاذ هذا القرار، بحسب ما ذكره أشخاص على صلة بالوضع، الذين قالوا أيضًا إن المسؤولين الصينيين يظنون الآن أنه لن يمكن استئناف المحادثات التجارية الآن مع إدارة ترامب إلا بعد انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس في نوفمبر المقبل.
ويبقى السؤال الآن، بحسب الوكالة، هل سيستمر الرئيس دونالد ترامب في فرض التعريفات الإضافية ضد السلع الصينية، التي هدد بفرضها إذا ما ردت بكين على عقوباته السابقة التي بلغت قيمتها 200 مليار دولار؟ وسيكون هذا شاملًا لكل المنتجات التي تستوردها الولايات المتحدة من الصين، ويصعد من جديد صراعًا يقوض التوسع العالمي، وسلاسل توريد العديد من الشركات متعددة الجنسيات.
وكان الرئيس ترامب قال الأسبوع الماضي عن هذه التعريفات الجمركية: "نحن لا نريد فرض هذه التعريفات ولكن لن يكون لدينا خيار آخر في الغالب".
ماذا استهدفت الصين في تعريفاتها الجمركية ضد الولايات المتحدة؟
في الجولة الأولى من التعريفات الجمركية، استهدفت الصين أغلب المنتجات الغذائية التي تستوردها من الولايات المتحدة مثل فول الصويا وغيرها، ولكن في الجولة الثانية تحول اهتمامها إلى السلع الكبيرة والواردات الأخرى ما رفع التكلفة على الشركات الصناعية، ويرجع ذلك إلى أن العديد من السلع التي تأتي من الولايات المتحدة بأرقام كبيرة، تم تضمينها في الجولة الأولى، وأصبح من الصعب العثور على أشياء جديدة لفرض تعريفات عليها.
وتظهر الصور البيانية الآتية التعريفات الجمركية التي فرضتها الصين ضد الولايات المتحدة:
التأثير في مجال الطاقة:
ظهرت بالفعل علامات على بعض الفوضى في أسواق الطاقة بسبب تلك التعريفات الجمركية، وستشمل الجولة الثانية من التعريفات الصينية ضد الولايات المتحدة فرض ضرائب على الغاز الطبيعي الأمريكي المسال، وتسبب ذلك في تغيير سفينة لمسارها من الصين إلى كوريا الجنوبية لتجنب العقوبة.
وفي الولايات المتحدة، تشكو الشركات من أن الإطار الزمني بين الإعلان عن التعريفات الجمركية وتنفيذها على آلاف المنتجات قصير جدًا بحيث لا يمكن ترتيب البدائل، وأن الحرب التجارية التي طال أمدها سوف تغذي التضخم في الولايات المتحدة، خاصة مع فرض تعريفات جديدة على سلع مثل الأثاث والملابس والتكنولوجيا، وفقًا لمحللين في "بلومبرج إنتليجنس".
وقال هون كواش، نائب رئيس التجارة الدولية لرابطة رواد صناعة التجزئة، وهي مجموعة تجارية مقرها في ولاية فيرجينيا الأمريكية: إن "تجار التجزئة يواجهون بالفعل موجة من التعريفات الجمركية، والشريحة الأخيرة هي بمثابة تسونامي، مع وجود الآلاف من المنتجات الاستهلاكية على قائمة التعريفات، وعدم وجود تحذيرات مسبقة أو وقت للتحضير، أصبحت الأعمال التجارية مشوشة".
وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، قال في مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" يوم 18 سبتمبر الماضي، إن الأمر متروك للصينيين حول ما إذا كان الطرفان سيجتمعان أم لا، والهدف النهائي هو عدم فرض تعريفات جمركية، ولكن على الصين حل القضايا الأساسية".
وأضاف "من المؤسف أن الرسوم السابقة لم تسفر عن مزيد من الحوار البناء، لكننا نأمل أن تقوم الرسوم الجمركية القادمة بذلك".
فيديو قد يعجبك: