كريستين بلازي فورد: اعتداء القاضي بريت كافانو الجنسي غير حياتي
(بي بي سي):
أدلت كريستين بلازي فورد بشهادتها ضد القاضي بريت كافانو، مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمحكمة العليا، بعد أن اتهمته بالاعتداء عليها جنسيا منذ 36 عاما مما أثر على حياتها "بصورة جذرية".
وقالت فورد، وهي أستاذة لعلم النفس في جامعة بالو ألتو، للجنة القضائية في مجلس الشيوخ إن هجوم كافانو جعلها "تشعر بالخوف والعار".
وينفي كفانو مزاعم فورد، ومزاعم عدد من النساء اللاتي اتهمنه بالتحرش.
وتلعب المحكمة العليا وقضاتها التسعة دورا حيويا في السياسة الأمريكية، حيث أنها صاحبة القول الفصل في القانون الأمريكي.
وتشمل هذه القوانين قضايا خلافية ومثيرة للجدل مثل الإجهاض وتحديات للسياسة الحكومية.
وقال ترامب إن الجلسىة "يوم هام في تاريخ بلادنا". ولم يستمع أحد إلى أي شهادة علنية من فورد، 51 عاما، منذ ظهور الادعاءات ضد كافانو.
وبعد الاستماع إلى كلمات لقادة أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ، ألقت فورد كلمتها الافتتاحية، وكادت تجهش بالبكاء أكثر من مرة.
وفي شهادتها المعدة سلفا قالت فورد "أنا هنا اليوم لأني أريد ذلك. أنا مذعورة. أنا هنا لأنني أعتقد أنه واجبي كمواطن أن أخبركم ما حدث عندما كنت أنا وبريت كافانو في طلابا في المدرسىة العليا".
وتزعم فورد أن كافانو وصديقه مارك جدج حبساها في غرفة نوم في حفل صغير في منزل في إحدى ضواحي واشنطن العاصمة في صيف 1982.
وقالت إن كافانو حاول أن يجردها من ثيابها وثبتها في الفراش متحرشا بها، عندما كانت في الـ 15 وكان هو في الـ 17.
وأضافت "هجوم بريت غير حياتي بصورة جذرية. على مدى مدة طويلة للغاية، كنت أشعر بالخوف والعار أن أخبر أي شخص التفاصيل".
وبعد استجوابها من قبل عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ، قالت فورد إن أوضح ذكرياتها هي "تضاحك الاثنين وتسليتهما على حسابي...كانا يضحكان مع بعضهما البعض، صديقان يستمتعان بوقتهما سويا".
وفي إجابة على سؤال عضو ديمقراطي آخر عن مزاعم وجود التباس في هوية من اعتدى عليها، قالت فورد إنها على يقين "بنسبة مئة في المئة" أن كافانو هو من اعتدى عليها.
وكان لدى كل من أعضاء اللجنة، المكونة من 21 عضوا في مجلس الشيوخ، خمس دقائق لتوجيه أسئلته لفورد.
ووجه عشرة أعضاء في مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي أسئلتهم لفورد بأنفسهم، وأثنى العديد منهم على فورد لشجاعتها.
وأناب 11 عضوا جمهوريا، كلهم من الرجال، المحامية راتشيل ميتشل، مسؤول الادعاء في مدينة فينيكس في أريزونا، لتوجه الأسئلة بالنيابة عنهم.
وبدأ كافانو في الإدلاء بكلمته التي يعقبها سلسلة من الأسئلة التي ستوجه إليه.
وقال كافانو إن "مزاعم الاعتداء الجنسي الموجهة ضده دمرت حياته العائلية واسمه".
وأضاف أن "هذه الجلسة للموافقة على تعيينه أصبحت وصمة عار أمام المجتمع الأمريكي بسبب هذه الاتهامات.
وتشير الشهادة المكتوبة إلى أن كافانو لن يحاول أن يصور نفسه في صورة القديس.
وسيقول كافانو في شهادته "لم أكن مثاليا في تلك الأيام، كما أنني لست مثاليا هذه الأيام. كنت أحتسي الجعة مع أصدقائي في عطلات نهاية الأسبوع. وأحيانا كنت اشرب أكثر مما يجب".
ولكنه سيقول إن ما اتهم به "اخطر بكثير من سوء سلوك صبي حدث".
ووجهت نساء أخريات اتهامات لكافانو بالتحرش، حيث اتهمته ديبورا راميريز، وهي زميلة سابقة له في جامعة ييل، بأنه كشف عن عورته أمامها في حفل في سكن الطلبة في الثمانينيات.
وتزعم راميريز إن الحادث وقع أثناء مسابقة لاحتساء الكحول، وتذكر وقوف كافانو في وجهها ضاحكا وتجرد من سرواله.
كما قالت جولي سويتنيك، المقيمة في واشنطن العاصمة، في شهادة بعد إدلاء بالقسم، إن كافانو كان ضالعا في تخدير فتيات والاعتداء عليهن في حفلات منزلية في الثمانينيات. وقالت إنها كانت ضحية اغتصاب جماعي عام 1982 في حفل كان كافانو ضمن حاضريه.
كما أرسلت امرأة لم تفصح عن هويتها رسالة لعضو في مجلس الشيوخ في كولورادو أن ابنتها شاهدت كافانو يدفع امرأة كان يواعدها "بصورة عنيفة وجنسىية" صوب الحائط. عام 1989.
وينفي كافانو جميع هذه المزاعم.
وقال كافانو في شهادته المكتوبه "في الأيام القليلة الماضية تم نشر اتهامات كاذبة وغير مدعومة بالأدلة. كانت هناك مساع محمومة للتوصل إلى شيء، أي شيء مهما كان بعيدا عن التصديق، للحيلولة دون التصويت على ترشيحي".
وأضاف أنها "محاولات في اللحظة الأخيرة لتلطيخ سمعتي، وفقط".
وأضفى كافانو صبغة سياسية على الأحداث، قائلا إن الديمقراطيين يحاولون الحيلولة دون ترشحه.
ودافع ترامب مرارا عن شخصية كافانو، قائلا إنه "واحد من أفضل الناس" الذين قابلهم على الإطلاق.
ولكنه قال الأربعاء أنه قد يسحب ترشيح كافانو إذا ثبتت صحة الاتهامات.
ويجب أن تصوت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ على ترشيح كافانو قبل تمريره إلى مجلس الشيوخ كاملا للتصويت.
ومن المزمع أن تصوت اللجنة الجمعة، ولكن رئيسها السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي ترك الباب مفتوحا أمام احتمال إرجاء التصويت.
وطالب العشرة أعضاء الديمقراطيون في اللجنة ترامب بسحب ترشيح كافانو بصورة فورية.
ويريد الجمهوريون أن يتولى مرشحهم منصبهم قبل انتخابات منتصف الفترة الرئاسية الشهر المقبل، التي قد يفقدون فيها سيطرتهم الحالية على مجلس الشيوخ بـ 51 مقعدا مقابل 49 للجمهوريين.
وقد يؤثر تأكيد ترشيح كافانو على الناخبات النساء في نوفمبر. وأدى تأكيد ترشح القاضي كلارينس توماس في المحكمة العليا عام 1991 على الرغم من مزاعم بالتحرش الجنسي، إلى ظهور جيل جديد من الساسة النساء في الانتخابات العام التالي.
فيديو قد يعجبك: