إعلان

"معركة" تشكيل الحكومة العراقية وسط الأزمات

01:45 م الثلاثاء 04 سبتمبر 2018

أرشيفية

بي بي سي:

اهتمت صحف عربية بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة واختيار رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية في ظل بدء انعقاد البرلمان.

ودعا كُتَّاب عراقيون الأحزاب السياسية إلى النأي بنفسها عن تشكيل الحكومة المقبلة والسعي إلى تشكيل حكومة من الخبراء غير السياسيين، في ظل المشاكل التي تواجه العراقيين، خصوصاً في البصرة.

ولم ينجح البرلمان العراقي في اختيار رئيس له خلال أولى جلساته الاثنين منذ الانتخابات العامة التي أجريت في مايو.

حكومة خبراء

ويرى حميد الكفائي في الحياة اللندنية أن العراق يمر حالياً بـ"أخطر مرحلة في تاريخه، فالأزمات تعصف بالدولة من كل حدب وصوب بل أصبحت تهدد تماسكها".

ويقول الكاتب العراقي: "بينما البصرة تعطش ويصاب مواطنوها بالتسمم ويتظاهر الآلاف منهم نتيجة لشظف العيش، تحتدم المعركة بين الأحزاب السياسية حول تشكيل الكتلة الأكبر التي ستشكل الحكومة المقبلة!"

ويرى الكاتب أن "فشل الأحزاب الحالية وعدم اكتراثها بأزمة العطش والتلوث والتسمم وتصاعد الملوحة في البصرة، إضافة إلى تدهور الخدمات الأساسية والأوضاع المعاشية في عموم العراق، تستدعي أن تتحلى هذه الأحزاب بمقدار من المسؤولية وتتخلى عن (حقها) في تشكيل الحكومة وتتجه نحو تشكيل حكومة من الخبراء غير السياسيين كي تنتشل البلد من مشكلاته المستعصية".

وفي السياق ذاته، ترى القدس العربي اللندنية أن البرلمان العراقي سجل "إخفاقاً جديداً يضاف إلى سلسلة من جلسات الفشل السابقة" حيث إن هناك "مشهداً من نوع آخر أشد مأساوية، هو استمرار التظاهرات والاعتصامات التي تجتاح البصرة ومعظم الجنوب، وتطالب بخدمات أساسية مثل ماء الشرب النظيف والكهرباء والحد من التلوث وإنهاء النزاع بين الحكومة الاتحادية والإدارة المحلية بما يخدم مصالح المواطن".

وتشير الصحيفة في افتتاحيتها إلى "يقين غالبية ساحقة من أبناء العراق بأن إعادة تدوير هذه النخبة السياسية ذاتها، لن تسفر إلا عن إعادة إنتاج ظواهر مماثلة من الفساد والتقاسم الطائفي والارتهان الخارجي والعجز الحكومي".

ويتحدث سعد جواد في رأي اليوم اللندنية عن "مأساة البصرة" التي يصفها بأنها "نموذج مصغر لمأساة عراق ما بعد الاحتلال".

يقول: "مأساة العراقيين بصورة عامة وأهل البصرة جزءا منهم، تتمثل في كثرة الفساد وعدم اتخاذ اي إجراءات لمحاربته ومعاقبة مرتكبيه. فالحكومة تغدق المليارات على استيراد اجهزة فاشلة لتزوير الانتخابات، وتهمل الخدمات الاساسية".

واستعرض جواد في مقاله ما تعرض له أهل البصرة من اتهامات بسبب انتفاضتهم على سوء الأحوال المعيشية والحياتية في مدينتهم، حيث "اتهموا بأنهم ينفذون أجندات أجنبية و بأن أفراد من النظام السابق قد تغلغلوا بينهم، وأن مطالبهم المشروعة يجب أن تؤجل حتى يتم تشكيل حكومة جديدة، التي لن تكون سوى نموذجا آخر للفساد والفاسدين نتيجة عمليات التزوير الكبيرة التي شابت الانتخابات الأخيرة".

تفاؤل على وقع تنافس إيراني-أمريكي

على الجانب الآخر، يعرب علي الأمين في العرب اللندنية عن تفاؤله إزاء المرحلة المقبلة، حيث يقول: "يخطو العراق في المرحلة المقبلة خطوة إيجابية نحو إعادة الاعتبار لمفهوم المعارضة والموالاة، حيث لن تشهد المرحلة المقبلة كتلا مذهبية، بل ثمة اصطفافات جديدة تؤسس لخيارات وطنية".

يضيف الكاتب اللبناني: "ترجمة الخروج على السطوة الإيرانية والخارجية لا يمكن ملاحظته أو ترجمته إلا من خلال كتل سياسية برلمانية فاعلة وعابرة للطوائف والمكوّنات".

ويرى ماجد السمرائي في العرب اللندنية أن "اللعبة تسير في خط يبدو ليس خطيرا لأنه سيوصل في النهاية إلى وضع الشراب الممزوج بخلطته الخاصة من 'العطار' الإيراني و'الجنتلمان' الأمريكي في كأس رئيس الوزراء المقبل غير المحظوظ لأنه سيحمل على كتفيه أوزار أثقال ما سيواجهه العراق من مخاطر صعبة في الأيام المقبلة، وفي قدرته على إدارة أزمة وقوعه كساحة محتملة للصراع الأمريكي الإيراني المقبل".

ويذهب الكاتب إلى أن "ما يحصل حاليا هو شكل من أشكال التردي في التعاطي السياسي، وبسبب تضارب المصالح تتم عمليات التسقيط، فيتهمون بعضهم البعض بالعمالة للأمريكان وكأنهم جميعهم لم ينصبهم الأمريكان في الحكم".

كما يتساءل رئيس تحرير الزمان العراقية فاتح عبدالسلام: "هل يجد العراقيون في هذه العقليات ذاتها التي تنطوي على الانغلاق الحزبي والطائفي أملاً في التغيير، وتم تجريبها مراراً وتكراراً ونعيش نتائج تلك التجارب المحبطة المدمرة؟"

ويرى أدهم إبراهيم في رأي اليوم اللندنية أن "الثورة قادمة لا محالة لتحقيق الأهداف العظيمة وهي الآن في مرحلة النضوج".

وفي مقاله بعنوان "السياسة الأمريكية في العراق: دعم الفاسدين ومنع الثورة الحتمية"، يقول الكاتب العراقي: "إن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العراق قد بلغ من السوء بحيث لا يمكن إصلاحه بحلول ترقيعية، بل يتطلب إعادة النظر بالعملية السياسية برمتها".

رفض لعودة المحاصصة

يعبر جاسم مراد في الزمان العراقية عن رفضه "العودة للمحاصصة وتحت أي مسمى" منتقداً ما يصفه بـ "نكسة حكام السلطة من أجل الذات دون الوطن".

ويقول الكاتب إن "الشعب يريد حكومة وطنية يختار هيكليتها رئيس الوزراء بكل حرية من شخصيات كفؤة مخلصة نزيهة ميولها للعراق وخدمتها للشعب".

ويقول علي شمخي في الصباح الجديد العراقية إن تأكيدات الصدر بضرورة البعد عن المحاصصة الحزبية في تشكيل الحكومة القادمة تعني أن "المرحلة الماضية هي مرحلة الفشل الذي يجب أن يغادره العراقيون بالتكاتف والتعاضد والتعاهد على رفض اتباع الآليات البالية والاساليب المنحرفة في تشكيل الحكومة المقبلة وفسح المجال للكفاءات النزيهة بتولي مقاليد الأمور في البلاد".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان