مظاهرات السودان: عمر البشير يصر على عدم ترك السلطة إلا بانتخابات نزيهة
الخرطوم- (بي بي سي):
تحدى الرئيس السوداني دعوات الاحتجاج المطالبة بتنحيه.
وقال عمر البشير في تجمع لأنصاره الأربعاء في العاصمة السودانية إنه لن يترك السلطة إلا عن طريق الانتخابات.
وهذا هو أول تجمع مؤيد للبشير في الخرطوم منذ اندلاع الاحتجاجات قبل ثلاثة أسابيع.
في غضون ذلك، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أم درمان، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وقالت الوكالة إن المدينة شهدت الأربعاء "أحداث شغب وتجمعات غير مشروعة متفرقة، تعاملت معها الشرطة والأجهزة الامنية بموجب القانون وتم تفريقها باستخدام الغاز المسيل للدموع".
ونقلت عن هاشم على عبدالرحيم الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة قوله إن الشرطة تلقت لاحقاً بلاغات عن بعض الإصابات وثلاث حالات وفاة.
ويواجه البشير الذي يرأس السودان منذ نحو ثلاثين عاما احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالبه بالتنحي عن الحكم. وتشكو ارتفاع تكاليف المعيشة.
وقال البشير "من يريد الحكم، عليه المشاركة في الانتخابات وليس عن طريق المؤامرات". وأضاف "القرار قرار الشعب السوداني .. من خلال صناديق الاقتراع، بانتخابات حرة نزيهة".
واعتبر الرئيس السوداني أن التجمع المؤيد له "يبعث رسالة إلى الذين يظنون أن السودان سيلحق بركب الدول التي انهارت".
وتعتبر الحكومة السودانية أن وراء الاحتجاجات الحالية "مؤامرة"، اعتبر البشير أن " هدفها هو تركيع السودان". وأضاف "عزة السودان وكرامته أغلى من أي دولار".
ويقول محمد عثمان، مراسل بي بي سي في السودان، إن البشير "شكر الدول التي وقفت مع بلاده، وسمى دول الصين وروسيا والكويت وقطر والإمارات".
غير أن مراسلنا قال إن الرئيس السوداني لم يذكر السعودية التي طالما وصفها بالحليف الاستراتيجي.
وانتشر المئات من رجال شرطة مكافحة الشغب والجنود وعناصر الأمن، بعضهم يحمل بنادق آلية، في موقع التجمع المؤيد للبشير والذي نُظم في الساحة الخضراء بالخرطوم، حسبما قالت وكالة أنباء فرنس برس.
ووصل رجال ونساء وأطفال يحملون لافتات تأييد للبشير إلى المكان على متن حافلات منذ الصباح الباكر.
وفي مدينة أم درمان، قتل متظاهر بطلق ناري الأربعاء خلال مظاهرات احتجاج استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريقها.
وكان متظاهرون قد أحرقوا العديد من مقار حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير في بداية الاحتجاجات التي اندلعت في 19 ديسمبر في بلدات وقرى سودانية قبل أن تمتد إلى الخرطوم.
واندلعت الاحتجاجات بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، بينما تعاني البلد من نقص حاد في العملات الأجنبية وتضخم بنسبة 70 في المئة.
وقالت السلطات إن 19 شخصا على الأقل قتلوا في المظاهرات، بينهم اثنان من رجال الأمن، غير أن منظمة هيومان رايتس ووتش تقول إن عدد القتلى وصل إلى 40 من بينهم أطفال.
وكان البشير، الذي قال إنه أمر الشرطة باستخدام "أقل قدر" من القوة في مواجهة المتظاهرين، قد ألقى باللوم في أعمال العنف خلال الاحتجاجات، على من وصفهم بالمتآمرين دون أن يذكر أسماءهم.
وقال لمجموعة من الجنود الثلاثاء في قاعدة عسكرية في مدينة عطبرة، التي اندلعت فيها أول احتجاجات الشهر الماضي : "الذين تآمروا علينا زرعوا في وسطنا من أحرقوا وخربوا".
وعقب انتهاء التجمع المؤيد للبشير الأربعاء، خرجت متظاهرون معارضون للحكومة إلى الشوارع في مدينة أم درمان.
وردد نحو 300 متظاهر هتافات مثل "حرية، سلام، عدالة"، وأغلقوا أحد الطرق الرئيسية في أم درمان، إلا أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وقالت مصادر طبية لبي بي سي إن متظاهرا فارق الحياة في مستشفى نُقل إليه بعد إصابته بطلق ناري خلال اشتباكات بين القوات الأمنية والمحتجين.
وكانت لجنة أطباء السودان قد أكدت وقوع إصابات وسط المحتجين في أم درمان بعد إطلاق النار عليهم.
وقال مسؤولون إن السلطات اعتقلت ما يزيد على 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات.
فيديو قد يعجبك: