وزير الخارجية الأمريكية "يثق" في التوصل لاتفاق مع تركيا لحماية الأكراد
كتب – سامي مجدي:
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو السبت إنه على "ثقة" بأن الولايات المتحدة وتركيا يمكنهما الاتفاق على سبيل لحماية المقاتلين الأكراد في سوريا بعد سحب القوات الأمريكية، بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية أنها بدأت في سحب معدات وآليات من البلد الذي تمزقه الحرب منذ سنوات.
تحدث بومبيو مع نظيره وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، وقال إن اتفاقية محتملة يجري العمل عليها، ويمكن إنجازها مع السماح للأتراك بالدفاع عن بلادهم فيما يتركون الأكراد الذي لا يشكلون تهديدا لأنقرة، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.
قال بومبيو إنه "متفاءل" بأن الأكراد الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لن يُتركوا وحدهم.
بدأ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية سحب قواته من سوريا، في عملية انسحاب "مدروسة"، حسبما أعلن العقيد شون ريان، المتحدث باسم التحالف.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده "تدريجيا" من سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الشهر الماضي عن قراره بسحب قوات بلاده - البالغ عددها 2000 عنصرا - من سوريا. وكانت هذه القوات قد نشرت في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في صراعها مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقد حذر قادة عسكريون أمريكيون مرارا من الانسحاب المتسرع من سوريا، قائلين إن ذلك سيترك المجال واسعا لحلفاء الرئيس السوري، بشار الأسد، خاصة إيران وروسيا. واستقال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، بعد قرار الذي اتخذه ترامب بشأن سوريا، كما استقال المبعوث الأمريكي لدى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، بريت ماكغورك.
ويخشى الأكراد، حلفاء واشنطن، في شمالي سوريا من أن يؤدي انسحاب القوات الأمريكية إلى تمكين تركيا من شن هجوم على المناطق التي يسيطرون عليها. وتنظر أنقره إلى الجماعات الكردية المسلحة في سوريا على أنها تشكل تهديدا لأمنها الوطني، وتقول إنهم جماعات إرهابية على ارتباط بتمرد كردي داخل أراضيها.
وكان مستشار الأمن الوطني الأمريكي جون بولتون قال الثلاثاء الماضي إن حماية الأكراد تعد شرطا مسبقا لسحب القوات الأمريكية، ما حدا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى وصف هذه التعليقات بأنها "خطأ جسيم"، ورفض لقاء بولتون الذي كان متواجدا في أنقرة الأسبوع الماضي لترتيب الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وخلال زيارته إلى تركيا وإسرائيل الأسبوع الماضي، قال بولتون إن سحب القوات الأمريكية من سوريا يخضع لشروط، وأنه يسعى للحصول على ضمانات تركية على أن يكون الأكراد شمالي سوريا في مأمن.
ولدى الولايات المتحدة ما لا يقل عن ألفي جندي متمركزين في سوريا. كانت القوات الأمريكية قد وصلت سوريا أول مرة في خريف 2015 عندما أرسل الرئيس السابق، باراك أوباما، عددا قليلا من القوات الخاصة لتدريب قوات "سوريا الديمقراطية" التي يهمين عليها الأكراد، والتي كانت تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.
وسبق أن حاولت الولايات المتحدة تسليح فصائل من المعارضة السورية، لكن محاولاتها باءت كلها بالفشل. وبمرور الوقت تعززت القوات الأمريكية في سوريا، وأصبحت لها شبكة من القواعد البرية شمال شرقي البلاد، حالت في وقت سابق دون تعرض حلفاءها الأكراد لهجمات من الأتراك أو الحكومة السورية وداعميها من الروس والإيرانيين.
فيديو قد يعجبك: