إعلان

هل أصبحت فنزويلا أزمة عالمية؟

02:38 م الجمعة 25 يناير 2019

غوايدو أعلن نفسه رئيسا مؤقتا

لندن (بي بي سي)

تتصاعد الأزمة السياسية في فنزويلا بشكل يهدد بتحولها إلى مشكلة عالمية.

فقد أخذت المظاهرات المطالبة باستقالة الرئيس، نيكولاس مادورو، منحى عنيفا بعد إعلان زعيم المعارضة البارز، خوان غوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا، وسرعان ما تلقى الدعم من الولايات المتحدة وكندا وجيران أقوياء مثل البرازيل وكولومبيا والأرجنتين، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء انتخابات جديدة معربا عن دعمه للجمعية الوطنية التي يرأسها غوايدو.

دعم روسي صيني لمادورو

وعلى الجانب الآخر، أعلنت مجموعة صغيرة من الدول دعمها لمادورو من بينها روسيا والصين.

فقد حذرت موسكو من أن إعلان غوايدو يعد "طريقا مباشرا إلى الانفلات الأمني والمذابح."

وقال بيان وزارة الخارجية الروسية: "إننا ضد مثل هذه المغامرة التي ستكون لها عواقب كارثية."

وفي غضون ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي إن بلاده ضد أي "تدخل" أجنبي في فنزويلا.

وأضاف قائلا: "إن الصين تدعم جهود فنزويلا لحماية سيادتها واستقلالها واستقرارها."

وأكد قائلا: "إن الصين تنتهج باستمرار مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتعارض أي تدخل خارجي في فنزويلا."

كما أعربت أيضا كل من تركيا وإيران والمكسيك والصين ودول أخرى عن دعمها لمادورو.

وقال ناطق باسم الرئاسة التركية إن الرئيس، رجب طيب أردوغان، اتصل بمادورو للإعراب عن دعم بلاده. وقال له : "أخي مادورو، قف صلبا، فنحن بجانبك."

فنزويلا تقطع علاقتها بأمريكا

ومن غير المتوقع أن تخفت حدة الأزمة على الصعيد الدولي مع تبادل المسؤولين الأمريكيين والفنزويليين كلمات حادة.

فعقب اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بغوايدو رئيسا مؤقتا قطع مادورو العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الولايات المتحدة.

وقال: "إن أمام البعثتين الدبلوماسية والقنصلية الأمريكيتين 72 ساعة لمغادرة البلاد."

فرد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قائلا: "ليست للولايات المتحدة علاقات مع حكومة مادورو وإنما علاقتنا بفنزويلا من خلال غوايدو، فواشنطن لا تعترف بمادورو وبالتالي فليس من حقه قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن أو اعتبار أعضاء بعثاتها أشخاصا غير مرغوب فيهم."

كل الخيارات مطروحة

كانت المرة الأولى التي طرح فيها ترامب "الخيار العسكري" ضد فنزويلا عام 2017 ثم عاد الأربعاء الماضي وطرحه خلال لقائه بالصحفيين في البيت الأبيض.

وقال: "إننا لا ندرس شيئا محددا ولكن كل الخيارات مطروحة، كل الخيارات على الطاولة."

وتقول وسائل الإعلام الأمريكية إن ترامب قد يفرض عقوبات نفطية على فنزويلا، مما سيمثل ضربة لمصدر الدخل الرئيسي للبلاد، كما يمكنه أن يوسع قائمة المسؤولين الفنزويليين الذين فرضت ضدهم عقوبات.

ولكن ذلك سيؤثر على قدرة فنزويلا على تسديد مليارات الدولارات التي اقترضتها من روسيا والصين.

وكان مادورو وبوتين قد أبرما الشهر الماضي اتفاقيات بشأن صادرات القمح الروسي لفنزويلا فضلا عن عقود بقيمة 6 مليار دولار تتعلق بقطاعي النفط والتعدين في فنزويلا.

وخلال الحقبة النفطية الثرية كانت فنزويلا من المشترين الرئيسيين للسلاح الروسي بدءا بالمقاتلات للدبابات مرورا بقاذفات الصواريخ.

وفي أعقاب اجتماع موسكو، وصلت قاذفتا قنابل روسيتان من طراز تي 160 "البجعة البيضاء"، وهي طائرات لها قدرة على حمل سلاح نووي، إلى كاراكاس لإجراء مناورات مع القوات الفنزويلية، بحسب وسائل الإعلام.

وقالت ماريام لانسكوي، مديرة صندوق الديمقراطية الوطني في روسيا وأوراسيا، لمجلة تايم إن ظهور البجعة البيضاء في كاراكاس تذكير بأن روسيا مازالت قادرة على استعراض قدرتها العسكرية في نصف الكرة الغربي.

خطوة منسقة

ولكن يمكن تجنب مواجهة مباشرة بين روسيا وأمريكا بسبب الدور الذي يمكن أن يلعبه جيران فنزويلا في الأزمة.

ويقول فلاديمير هيرنانديز من بي بي سي إن الدعم السريع من القوى الإقليمية لغوايدو يعكس خطوة منسقة لعزل النظام البوليفاري في فنزويلا.

وقال هيرنانديز: "إنها خطوة غير مسبوقة فمن غير المعتاد رؤية مثل هذا التنسيق فبمجرد إعلان واشنطن دعمها لغوايدو سارعت تلك الدول بعدها بدقائق وربما ثوان للدعم."

ودأب مادورو على اتهام كولومبيا والولايات المتحدة بأنهما وراء محاولات زعزعة الاستقرار في بلاده، كما اتهم بوغوتا بأنها وراء محاولة اغتياله باستخدام طائرة مسيرة في أغسطس الماضي.

وكان الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، قال في مؤتمر ديفوس الاقتصادي في سويسرا "إن على مادورو التنحي ليصبح الشعب الفنزويلي حرا."

لا للتدخل

وسئل دوكي ما إذا كان التدخل العسكري في فنزويلا مطروحا، فأجاب: "إننا لا نتحدث عن تدخل عسكري، نحن نتحدث عن إجماع دبلوماسي وأيضا عن دعم شعب فنزويلا."

وقال الجنرال هاميلتون موراو، نائب رئيس البرازيل والمحلق العسكري السابق في فنزويلا: "إن البرازيل لا تشارك في تدخلات عسكرية، ولكنها قد تقدم دعما اقتصاديا في المستقبل لإعادة إعمار فنزويلا."

وكان الجنرال موراو قد قال خلال الحملة الرئاسية عام 2018 إنه يجب على البرازيل إرسال قوات عسكرية "كجزء من قوة حفظ سلام دولية في فنزويلا."

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان