إعلان

الشمال السوري ينتظر كارثة بعد سيطرة القاعدة

09:32 ص الخميس 31 يناير 2019

هيئة تحرير الشام

كتب - محمد عطايا:

ذكرت وكالة "اسوشيتيد برس" أن ميليشيات هيئة تحرير الشام، التابعة لتنظيم القاعدة، لم تستغرق سوى أيام قليلة، لتسيطر على عشرين مدينة وقرية في شمال سوريا، من قبضة المتمردين المتناحرين.

وأوضحت الوكالة الأمريكية في تقرير نشرته الأربعاء أن المناطق التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام، تعادل مساحة لبنان تقريبا، مؤكدة أن استيلائها على الشمال الغربي يعد أخطر ضربة حتى الآن لاتفاق وقف إطلاق النار التي توسطت فيها روسيا وتركيا في سبتمبر الماضي.

وأعلنت جماعة نور الدين زنكي حل قوتها، جراء الهجمات الأخيرة لهيئة تحرير الشام، التي فقدت فيها أكثر من عشرين قرية، وذلك بحسب اسوشيتيد برس، لافتة إلى استسلام "أحرار الشام"، أمام الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة.

يقول فواز جرجس، أستاذ السياسة الشرق أوسطية في كلية لندن للاقتصاد، إن هناك "خطرًا حقيقيًا" بعد تقدم تنظيم هيئة تحرير الشام، لأنه لن يؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بالنسبة لسكان الشمال السوري، البالغ عددهم 3 ملايين نسمة، بل سيعطي أيضًا الرئيس بشار الأسد، وحلفاؤه مبررًا لمهاجمة تلك المناطق بشكل لا هوادة فيه.

وأضاف في تصريحات للوكالة أنه في حالة بدأ الجيش السوري هجومًا على على الميليشيات التابعة للقاعدة، ستشهد تلك المناطق دمارًا كبيرًا، مثلما حدث مع حلب، التي مرت بأعنف قتال في العام 2016، راح ضحيته الآلاف الأشخاص الأبرياء.

في تلك الأثناء، أكدت الوكالة الأمريكية، أن الجيش السوري صعد من قصفه على إدلب، والمناطق المجاورة التي يسيطر عليها المتمردون.

وأوضحت أن أنقرة التي تدعم المعارضة السورية، تخشى من أن نظام بشار الأسد يحاول تقويض اتفاق سبتمبر، لافتة إلى أن روسيا حثت تركيا على العمل بحزم أكبر في قمع الإرهابيين في إدلب، بعدما شنوا هجمات على قوات الحكومة السورية والجيش الروسي.

وأعلنت روسيا الأسبوع الماضي، أن تصاعد الأعمال العدائية في إدلب، يهدد قاعدتها الجوية في إقليم اللاذقية الساحلي المجاور.

أزمة إنسانية وطبية

فيما أعلنت اللجنة الطبية بمجلس محافظة حلب الحرة، إن حوالي 250 ألف شخص سيخسرون الدعم الطبي، بعد وقف تشغيل 43 منشأة تديرها اللجنة، نتيجة هجوم ميليشيات هيئة تحرير الشام الأخير.

وبعد تقدم هيئة تحرير الشام، التي تسيطر حاليًا على المعبر الحدودي مع تركيا والطرق السريعة الرئيسية، علقت بعض وكالات الإغاثة الدولية عملها خوفا من هجمات عدائية.

وقال محمد حاج عمر، رئيس قسم الصحة التابع للمعارضة في محافظة حلب، إن 250 ألف شخص سيتأثرون على الفور، وأكثر من 3 ملايين في مرحلة لاحقة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، فى وقت سابق من الشهر الجاري، إن الهيئة الأممية لا زالت تقدم مساعدات للمنطقة.

وأضاف أنه على الرغم من أن نتائج استيلاء هيئة تحرير الشام على الشمال السوري ليست واضحة، فإن الأمم المتحدة وشركائها "يتابعون عن كثب التطورات لضمان استمرار العمل الإنساني المستقل والمحايد والمبدئي".

وكشف تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية، الاثنين الماضي، أن عناصر في هيئة تحرير الشام، يمارسون "التعذيب والاحتجاز التعسفي" بحق الناشطين المعارضين لهم.

وقالت المنظمة الحقوفية، التي تتخذ من نيويورك مقرًّا لها، في بيان إنها وثقت احتجاز 11 شخصًا من سكان إدلب، بسبب عملهم السلمي الذي يوثق الانتهاكات أو الاحتجاج على حكمها.

ولا يزال 4 أشخاص قيد الاحتجاز أو مجهولي المكان، فيما تعرض 6 آخرون بينهم فتى في السادسة عشرة من عمره "للتعذيب"، حسب المنظمة التي تحدثت مباشرة الى محتجزين سابقين أو إلى أقربائهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان