واشنطن تفكر في سحب أسلحتها النووية من تركيا.. أبرز المعلومات عنها
كتب: محمد صفوت
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن واشنطن تنظر في إمكانية سحب أسلحتها النووية المخزونة في تركيا، على خلفية التوتر المتصاعد بين البلدين بسبب العملية التركية في سوريا.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين إن مصادر في وزارتي الخارجية والطاقة عكفوا على مراجعة خطط سحب نحو 50 سلاحًا نوويًا تكتيكيًا مخزونة تحت الإشراف الأمريكي في قاعدة "إنجرليك" الجوية قرب أضنة التركية على حوالي 250 كم عن الحدود السورية.
وحسب أحد المسؤولين، فإن تلك الأسلحة أصبحت رهينة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأن إخراجها من "إنجرليك" سيعني عمليا نهاية للتحالف الأمريكي التركي، وإبقاؤها هناك سيديم حالة من قابلية التعرض للخطر النووي وكان يجب التخلص منها منذ فترة طويلة.
وذكّرت الصحيفة بأن أردوغان لا يخفي مطامحه النووية، حيث قال قبل نحو شهر إنه "يرفض القبول" بقواعد تحرم تركيا من امتلاك أسلحة نووية خاصة بها.
ووجهت الحكومة الأمريكية انتقادات حادة لعملية "نبع السلام" التي تشنها تركيا في مناطق الشمال السوري ضد المسلحين الأكراد.
وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على أنقرة في حين تعرضت قوات أمريكية متواجدة في منطقة العملية لقصف تركي قبل عدة أيام، في "أول حادث إطلاق نار على الجنود الأمريكيين من قبل دول تخزن الولايات المتحدة أسلحة نووية في أراضيها".
وأشار أحد المسئولين، إلى أن هذه الأسلحة أصبحت الآن رهينة لدى الرئيس التركي بشكل أساسى، وإخراجهم من القاعدة الجوية التركية نهاية فعلية للتحالف بين واشنطن وأنقرة، في حين أن إبقاءهم هناك هو تخليد لوضع ينطوى على ضعف نووى كان ينبغى إنهاؤه قبل سنوات.
وقال موقع "رو ستوري" الأمريكى، إن حقيقية تمركز أسلحة نووية أمريكية في بلد لديه رئيس مستبد بشكل متزايد مثل أردوغان مثيرة للقلق بما يكفى، فالفاجعة الذى تتجلى الآن أمام العالم تظهر تماما الأسباب الذى يمكن أن تجعل وجود تلك الأسلحة في تركيا كارثة، وكان ينبغى إنهاء هذا الوضع قبل سنوات.
قاعدة "إنجرليك"
تقع القاعدة الجوية في مدينة أضنة على الساحل الشمالي الشرقي للبحر المتوسط، التي تبعد 250 كليومتر عن أنقرة، وتتبع مطارًا عسكريًا للقوات الجوية التركية.
اتخذ قرار بناء القاعدة خلال مؤتمر القاهرة الثاني في ديسمبر 1943 خلال الحرب العالمية الثانية، وبدأ بناءها بعد انتهاء الحرب تحت إشراف أمريكي، وتحديدًا في 1951، وانتهت بعد 4 سنوات فقط.
تستوعب القاعدة لأكثر من 57 مقاتلة حربية، وتحتوى على مدرجان لإقلاع وهبوط الطائرات، يبلغ طول الأول 10 آلاف قدم، بينما يبلغ الثاني 9 آلاف قدم.
في ديسمبر 1954، وجع الجانبان التركي والأمريكي اتفاقية الاستخدام المشترك للقاعدة.
وإلى جانب المنشآت العسكرية التي تضمها القاعدة الجوية، فإنها تحتوى على مدينة متكاملة للعاملين فيها وعائلاتهم المقدر أعدادهم بنحو 7 آلاف عسكري إضافة للموظفين المدنيين والمتعاقدين، وتتمثل المنشآت في مدرسة "أنجرليك" الأمريكية، ومركز التعليم تديره جامعة ميريلاند، ومركز اللياقة البدنية، ومسرح يعرض به أفلام السينما وعيادات بيطرية.
شكلت القاعدة على مدار العقود الماضية نقطة انطلاق للعديد من الحملات العسكرية في الشرق الأوسط والعالم، كما تستخدمها أمريكا مركزًا تخزينًا إقليميًا، تحتوى على أكثر من 50 قنبلة نووية تكتيكية.
وفي سبعينات القرن الماضي أعلنت تركيا إغلاق القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها وانتقالاها لسلاح الجو التركي، كرد على حظر الأسلحة الذي فرضه الكونجرس في 1975، واستخدام المعدات الأمريكية التي يتم توفيرها من خلال الغزو التركي لقبرص في عام 1974، وتم رفع 1978 بعد رفع الحظر.
شكلت "إنجرليك" دورًا مهمًا في حرب الخليج عام 1991، حيث كان إحد محاور العمليات الجوية التي شنت ضد العراق خلال الحرب، واحتضنت القوات الدولية المشاركة في مراقبة حظر الطيران شمالي العراق.
استخدمت أمريكا القاعدة خلال حربها على تنظيم القاعدة وحركة طالبان، عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وتعتبر قاعدة متكاملة حيث تحتوي على صواريخ دفاع جوي لحماية أجواء القاعدة والمنطقة كما أنها تعتبر مركز الإمداد العسكري في المناطق الجنوبية.
شهد عام 2004، حالة من الجدل بعد تسريب أنباء عن احتواء القاعدة الجوية على 150 رأسًا نوويًا وذلك عقب انتهاء الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا، الأمر الذي أثار الشارع التركي، حيث كانت القوات الأمريكية أدخلت الرؤوس النووية إلى تركيا في إطار الحرب الباردة، ثم كانت سحبت كل الرؤوس النووية من دول المنطقة بعد انتهاء الحرب الباردة.
في يوليو 2015 سمحت الحكومة التركية لواشنطن باستخدام القاعدة لمحاربة "داعش" في سوريا، بعد 3 أيام من هجوم شنه التنظيم داخل تركيا وأسفر عن سقوط 33 قتيلًا، وشكلت القاعدة دورًا هامًا خلال حرب التحالف الدولي على تنظيم داعش الإرهابي.
القنابل النووية الأمريكية في تركيا
بعد المحاولات التي يجريها مسؤولي وزارتي الخارجية والطاقة الأمريكيتين لسحب ما يقرب من 50 قنبلة نووية من القاعدة الجوية الواقعة في تريكا، بحسب "نيويورك تايمز".
نشرت مجلة "ديفينس ون" الأمريكية، معلومات عن القنابل النووية الموجودة بقاعدة "إنجرليك" والمقدر أعدادهم بنحو 20 إلى 80 قنبلة نووية بحسب الصحيفة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن القنابل الموجودة في تركيا من نوع القنابل النووية التكتيكية طراز "بي 61" التي يمكن إطلاقها من الجول بواسطة المقاتلات التركية، المصنوعة في أمريكا مثل "إف 16".
وكشفت الصحيفة أن القنابل النووية في تركيا، كانت ضمن برنامج مشاركة الأسلحة النووية، الذي بدأته أمريكا مع 5 دول من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتضم أيضا بليجيكا وهولندا، وألمانيا وإيطاليا، ويرجع تاريخ البرنامج لحقبة الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو.
وقدر موقع "فاس" الأمريكي، عدد القنابل الموجودة بالقاعدة من طراز "بي 61 إس" بنحو 50 قنبلة.
ورغم أن تركيا لا تنتج هذا النوع من القنابل، إلا أنها لديها القدرة على استخدامها بسبب برنامج "مشاركة الأسلحة النووية" وتواجد القنابل في قاعدة "إنجرليك" يضعها تحت الإدارة التركية الأمريكية المشتركة.
ويمكن استخدام قنابل "بي 61" في المعارك المباشرة ضد القوات المعادية، وفقا للموقع الذي أوضح أن قوتها الانفجارية واحد كيلوطن (تكافئ ألف طن من مادة "تي إن تي")، بينما تصل القوة التدميرية للقنابل النووية الاستراتيجية إلى أكثر من 15 كيلوطن.
فيديو قد يعجبك: