كيف ضيع العدوان التركي الأمن والأمان في شمال سوريا؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة "سي إن إن" مع سقوط أول قنابل العدوان التركي على بلدة راس العين، شمالي سوريا، جمع الأكراد السوريون ممتلكاتهم الثمينة وفرّوا من منازلهم. وبعد فترة وجيزة، اختنقت حركة السير والمرور على طول 10 كليومترات جنوباً، للابتعاد عن الحدود التركية.
وفي خضم الفوضى، قالت الشبكة الأمريكية: كان هناك العديد من المظاهر التي توضح كيف تحولت المنطقة التي كانت في إحدى الأوقات الأكثر أماناً في المنطقة، إلى منطقة حرب في غضون عدة أيام. ومن بينها امرأة تدفع ابنها المشلول الجالس على كرسي مُتحرك في محاولة للهروب من القصف.
أربك مشهد المرأة وابنها القعيد الجميع في راس العين إلا أنهم لم يتمكنوا من مساعدتها، قال أحد سكان البلدة للشبكة الأمريكية، وهو مُحامٍ لم يكشف عن هويته، إنه كان يسابق الزمن في هذا الوقت، يرغب في وضع كل أطفاله في السيارة لمغادرة المنطقة بسرعة.
وفقًا للأمم المُتحدة، فإن مصير هذه المرأة ونجلها مجهول حتى الآن. وحسب سكان البلدة، الذين نزحوا إلى مناطق متفرقة هاربين من القصف والعدوان التركي الذي بدأ الأربعاء قبل الماضي، فإنه لا يزال في راس العين العديد من المُسنين والمُقعدين والعاجزين الذين لا يستطيعون المغادرة رغم ما تشهده المنطقة من أهوال.
قالت الشبكة الأمريكية إن شمال سوريا كان ملجأ لكل الفارين من المناطق المنكوبة جراء الصراع الدائر في البلاد. وأوضحت أن قبل العدوان التركي كانت هذه المنطقة الحدودية موطناً لحوالي 650 ألف شخص، وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة.
والآن بعد شن تركيا لعدوان عسكري في المنطقة الحدودية شمال شرق سوريا، يجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم مُشردين ويبدأون موجة جديدة من النزوح في بلادهم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بنزوح أكثر من 300 ألف مدني في شمال شرق سوريا منذ العدوان التركي. وحسب مسؤول أمني في كردستان العراق، فإن أكثر من 1700 سوري وصلوا إلى المنطقة منذ الأحد الماضي.
أكدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الخميس، سقوط 20 قتيلا و48 جريحاً خلال 24 ساعة من الاشتباكات مع القوات التركية. وقالت الإدارة الذاتية الكردية إن الغزو التركي قتل 218 مدنياً بينهم أطفال ومسعفون.
كما ألقى التغيير الذي شهده شمال سوريا بظلاله على منظمات الإغاثة الدولية، وبات يعرقلهم ويمنعهم عن أداء مهام عملهم. قال كارل شمبري، المستشار الإعلامي للمجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط، إن المنظمات تقيم ما إذا كان من الآمن أن تستمر في أعمالها في المنطقة أم لا؟.
وأوضح شمبري أنه جرى إخلاء معسكرات النزوح بأكملها بسبب تصاعد العنف في المنطقة، مُشيرًا إلى أن عمليات الانتقال عبر الحدود أصبحت أصعب من أي وقت مضى.
حسب "سي إن إن"، فإن عددا محدودا للغاية من المجموعات والمنظمات الإغاثية هي القادرة على العمل ولكن في نطاق محدود، مثل مؤسسة بارزاني التي تتخذ أربيل مُقرًا لها، وأرسلت قافلة مساعدات إنسانية إلى المنطقة.
فيديو قد يعجبك: