إعلان

كيف يؤثر مقتل البغدادي على الأطراف المعنية في الأزمة السورية؟

12:15 م الإثنين 28 أكتوبر 2019

أبو بكر البغدادي قائد تنظيم داعش

كتبت- هدى الشيمي:

قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن معركة سياسية بدأت مع الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يُعلم المشرعين الديمقراطيين بالأمر، ولكنه أطلع روسيا على العملية.

أعلن ترامب، أمس الأحد، في خطاب ألقاه من غرفة الاستقبال بالبيت الأبيض، مقتل أبوبكر البغدادي، في عملية عسكرية في شمال غربي سوريا، وأوضح أن زعيم التنظيم الإرهابي فجر نفسه بسترة ناسفة بعدما اصطحب 3 من أطفاله إلى النفق فقتلوا معه.

وأوضح الرئيس الأمريكي أنه تم التعرف على هوية البغدادي من خلال نتائج اختبارات أجريت بعد الغارة، مضيفا أن القوات الأمريكية الخاصة حصلت على معلومات مهمة من موقع العملية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

وذكرت الشبكة الأمريكية أن مقتل البغدادي يثير قلق الديمقراطيين إزاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لاسيما وأن عملية قتل أسامة بن لادن أثناء حملة إعادة باراك أوباما ساهمت بشكل رئيسي في توليه الرئاسة للمرة الثانية.

لم يكن من الممكن أن يُقتل البغدادي في وقت أفضل، قالت "سي إن إن" إن مقتل زعيم التنظيم الإرهابي وقع كنبأ سار على الجمهوريين، الذين يعانون الآن من التحقيق الذي يهدف إلى إقالة ترامب، بعد الاتهامات الموجهة إليه بالضغط على الحكومة الأوكرانية للحصول على معلومات تساعده على الإطاحة بمنافسه المُحتمل في الانتخابات الرئاسية المُقبلة.

علاوة على ذلك، لفتت الشبكة إلى أن نجاح الغارة سوف يهدئ من غضب الساسة الأمريكيين، الذين يرفضون قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، والسماح لتركيا بشن عدوان عسكرية في المنطقة الحدودية السورية التركية.

توقعت "سي إن إن" إن ترامب لن يكف عن التطرق إلى نجاح هذه العملية، وسوف يحولها إلى حكايات أسطورية، يؤكد بها شجاعته وقدرته على انجاز المهام الصعبة.

حجة قوية

حسب الشبكة الأمريكية، فإن مقتل البغدادي سوف يؤثر على العديد من الأطراف المعنية في الأزمة السورية، بالنسبة لترامب، فإن الغارة التي نفذتها الولايات المتحدة على موقع البغدادي يمكن استخدامها كحجة من أجل البقاء في سوريا لجمع المعلومات الاستخباراتية، والاستمرار في محاربة داعش، إلا أن نجاح هذه العملية سوف يؤكد -على الأرجح- وجهة نظر ترامب بأن الولايات المتحدة عليها إعلان النصر ومغادرة الأراضي السورية.

وفيما يتعلق بداعش، قالت "سي إن إن" إن البغدادي كان رمزًا مُهمًا للتنظيم، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان يتحكم في مجريات الأمور بداعش. وأوضحت الشبكة الأمريكية أن التاريخ يؤكد أن القادة يهلكون إلا أن الجماعات التي كانوا يقودونها سوف تستأنف تطوير نفسها، ولن يهدأ قادتها حتى يعثرون على قائد جديد.

ووفق تقارير استخباراتية، فبإمكان التنظيم إعادة بناء نفسه من جديد، مُستغلا أي فراغ سياسي للوقوف على قدميه مُجددًا، والآن بعد مقتل البغدادي، وجد داعش الحافز الذي يساعده على إظهار أنه لا يزال قويًا.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية، التي يعد الأكراد عمودها الفقري، إن تلك الغارة جاءت بعد خمسة أشهر من التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة، إلا أن الرئيس الأمريكي لم يعترف بفضلهم، وهو ما اعتبرته سي إن إن اثبات لتهميش الإدارة الأمريكية الحالية للدور الذي لعبه حلفائها الأكراد.

ووجدت الشبكة الأمريكية أن كل من روسيا وتركيا وإيران والرئيس السوري بشار الأسد، سوف يستغلون مقتل البغدادي من أجل تحقيق المزيد من المكاسب من الناحية الاستراتيجية.

وفي الوقت نفسه، قالت "سي إن إن" إن شهر العسل الذي يعيشه ترامب الآن لن يدوم طويلاً، بالنظر إلى ما حدث مع سابقه باراك أوباما بعد الإعلان عن مقتل أسامة بن لادن، إذ ارتفعت معدلات تأييد أوباما لعدة أسابيع فقط بعد مقتل بن لادن، قبل أن تعود إلى طبيعتها، وهو المتوقع حدوثه مع ترامب، لاسيما وأنه شخص غير متوقع ويورط نفسه في العديد من المشاكل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان