"المعركة لم تنته".. كيف يرى العالم مقتل البغدادي؟
كتبت – إيمان محمود
وسط ترقب عالمي، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأحد، ليعلن مقتل أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، بعد سنوات من الفرار والتنقل بين سوريا والعراق، والتخفي من القوات الأمريكية التي حددت موقعه منذ أسبوعين بناءً على معلومات استخباراتية من العراق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأعلن ترامب في مؤتمر صحفي، الأحد، مقتل البغدادي بعد تفجير سترته الناسفة، إلى جانب عدد من رفاقه، خلال عملية عسكرية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية بمحافظة إدلب السورية.
وأوضح أنه تم التعرف على هوية البغدادي من خلال نتائج اختبارات أجريت بعد الغارة، مضيفا أن القوات الأمريكية الخاصة حصلت على معلومات مهمة من موقع العملية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وفي أعقاب تأكيد الرئيس الأمريكي، انهالت الإشادات الدولية بهذه العملية التي أسفرت عن قطع رأس التنظيم الإرهابي، لكنها حملت في طياتها مخاوف وتحذيرات، مشددة على وجوب استمرار الجهود للقضاء على عناصر الإرهاب كافة.
مصر "خطوة مهمة"
أعرب المُتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد حافظ عن ترحيبه بما أُعلن عن نجاح الجانب الأمريكي في القضاء على البغدادي، مُعتبرًا أن هذه العملية تمثل خطوة مهمة في إطار السعي للقضاء على الإرهاب.
وصرّح المُتحدث، في بيان صحفي اليوم الاثنين، بأن "هذا التطوُّر يتعين معه مواصلة تضافر الجهود الدولية، وتوحيد العمل للتصدي للإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره دون تمييز، إذ تنبع كافة التنظيمات الإرهابية التكفيرية مثل داعش والقاعدة والإخوان الإرهابية من ذات المصدر الأيديولوجي المتطرِّف".
وشدّد على "ضرورة معالجة ظاهرة الإرهاب من منظور شامل، يأخذ في الاعتبار الأبعاد الأمنية والتنموية، وكذا المواجهة الفكرية بغية تفنيد المفاهيم المغلوطة للنصوص الدينية التي تروّج لها الجماعات الإرهابية".
وأشار إلى "مواصلة مصر حثّ المجتمع الدولي على محاسبة الدول التي تلعب دوراً سلبياً في إطار التحريض على الإرهاب ودعمه من خلال التمويل وتوفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية وتسهيل تحركاتها، فضلاً عن إتاحة المنابر المختلفة لنشر الفكر الإرهابي والأيديولوجيات المتطرفة بما يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة والعالم".
السعودية "مستمرون في محاربة الإرهاب"
من جانبها، أعلنت السعودية اليوم الاثنين، أنها تثمن جهود الإدارة الأمريكية في القضاء على البغدادي وملاحقة أعضاء التنظيم.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية القول إن "حكومة المملكة تثمن جهود الإدارة الأمريكية الكبيرة في ملاحقة أعضاء هذا التنظيم الإرهابي الخطير الذي عمل على تشويه الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين حول العالم وارتكاب فظائع وجرائم تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية في العديد من الدول ومن بينها المملكة".
وأكد المصدر: "حكومة المملكة مستمرة في جهودها الحثيثة مع حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه والتصدي لفكره الإجرامي الخطير".
بريطانيا "المعركة لم تنته"
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن "مقتل البغدادي لحظة مهمة في القتال ضد الإرهاب، لكن المعركة ضد شر داعش لم تنته بعد".
وأضاف: "سنعمل مع شركائنا في التحالف لإنهاء نشاطات تنظيم داعش الإجرامية والهمجية بشكل نهائي".
تركيا "نقطة تحول"
وبعد أن أعلنت الولايات المتحدة أن تركيا كانت ضمن المتعاونين في هذه العملية، أشاد الرئيس رجب طيب اردوغان بمقتل البغدادي ووصفه بأنه "نقطة تحول" في الحرب على الإرهاب.
وكتب أردوغان عبر حسابه الرسمي على تويتر "مقتل زعيم داعش يعتبر نقطة تحول في حربنا المشتركة على الإرهاب".
وأضاف أردوغان أن بلاده ستواصل دعم الحرب على الإرهاب لافتا إلى أن تركيا دفعت "الثمن الأغلى" في الحرب على المنظمات الإرهابية مثل داعش وحزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية"، حسب تعبيره متابعًا أن بلاده ترحب بهذا التطور لهذا السبب.
ألمانيا "المعركة يجب أن تستمر"
كما رحبت ألمانيا، الأحد، بالإعلان عن مقتل زعيم تنظيم داعش، وقالت الخارجية الألمانية، عبر حسابها على تويتر، إنه "خطوة هامة في المعركة ضد داعش، والذي يجب أن تستمر بكامل قوتها".
وتابع البيان: "فلنفكر في الضحايا الأبرياء للإرهاب الذي مارسه البغدادي".
قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، اليوم الاثنين في برلين إن ما يرد في الذهن عقب هذا النبأ "هو أنه لم يعد بإمكانه الآن إصدار أوامر قاتلة مثل تلك، لكن هذا لا يعني أن مكافحة تنظيم داعش انتهت بذلك".
وأضاف زايبرت: "بنبأ موت هذا الرجل تفكر الحكومة الألمانية في كافة ضحايا إرهاب داعش، وفي كافة الإيزيديين والإيزيديات الذين قتلوا أو استعبدوا، وفي الأفراد الذين قتلهم المتعصبون في المناطق التي يسيطير عليها داعش - سواء مسلمين محليين أو رهائن أجانب، إننا نفكر في الأفراد هنا في أوروبا وفي العالم، الذين فقدوا حياتهم في هجمات إرهابية لداعش، كل هؤلاء الأفراد وأولئك الذين يحزنون عليهم".
فرنسا "ضربة موجعة لكنها مرحلة"
وكتب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عبر "تويتر" أن "مقتل البغدادي ضربة موجعة لداعش، لكنها لا تمثل سوى مرحلة. المعركة مستمرة إلى جانب شركائنا في التحالف الدولي حتى هزيمة التنظيم الإرهابي نهائيا. هذه أولويتنا في المشرق".
كما هنأت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، "الحلفاء الأمريكيين على العملية" التي أدت إلى مقتل البغدادي، لافتة إلى "مواصلة القتال من دون هوادة" ضد التنظيم، وقالت على "تويتر" إنه "تقاعد مبكر لإرهابي، ولكن ليس لتنظيمه".
الناتو "الحلف لايزال متمسًا بالحرب"
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج، أن مقتل أبو بكر البغدادي "محطة مهمة" في مكافحة "الإرهاب الدولي".
وأضاف في تغريدة على "تويتر" أن الحلف "لا يزال متمسكا بالحرب ضد تنظيم داعش عدونا المشترك".
روسيا "لم نسجل غارات أمريكية"
أما روسيا، فاتخذت مسارًا مُختلفًا عن بقية الدول، بعد أن شككت في مقتل البغدادي أو حتى في قيام القوات الأمريكية بعملية في إدلب.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف: "منذ الهزيمة الأخيرة لتنظيم داعش على يد الجيش السوري بمؤازرة من القوات الجوية الروسية في بداية 2018، فإن إعلان مقتل البغدادي لمرات لا تحصى ليس له أي دلالة عملية على الوضع في سوريا ولا على نشاط الإرهابيين المتبقين في إدلب".
وأضاف: "أولا، لم نسجل غارات جوية أمريكية أو من قبل ما يسمى بالتحالف الدولي في منطقة خفض التصعيد بإدلب، السبت أو خلال الأيام الماضية".
واستطرد: "ثانيا، لا علم لنا بالمساعدة المزعومة التي قدمناها لسلاح الجو الأمريكي كي يدخل أجواء منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال هذه العملية".
كما قال وزير الدفاع الروسي إن "القوات الحكومية السورية هي التي هزمت داعش"، وأشار إلى أن مقتل البغدادي لا يحمل أهمية على الساحة السورية أو على مجرى العمليات ضد ما تبقى ممن وصفهم بـ"الإرهابيين" في إدلب.
ويأتي هذا البيان الروسي بعد دقائق من كلمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شكر فيها موسكو وتركيا وسوريا والعراق والقوات الكردية، على مساعدة أمريكا في هذه العملية.
فيديو قد يعجبك: