"فينيسا تركع على ركبتيها".. فيضانات قياسية تضرب المدينة الإيطالية
روما (د ب ا)
ضربت ثاني أسوأ موجة فيضانات في العصر الحديث مدينة فينيسيا الإيطالية، حيث غرق ما يقرب من 90% من المدينة تحت المياه.
وكتب عمدة المدينة لويجي بروجنارو تغريدة قال فيها " فينيسا تركع على ركبتيها. كاتدرائية سانت مارك تكبدت أضرارا كبيرة مثل المدينة بأكملها وجزرها".
ووصلت ذروة منسوب مياه الفيضانات إلى 187 سنتيمترا في الساعة العاشرة وخمسين دقيقة مساء بالتوقيت المحلي ( 2150 بتوقيت جرينتش) أمس الثلاثاء، وارتفع مجددا لنحو 150 سنتيمترا في الساعة العاشرة ونصف صباحا.
ومن المتوقع أن يصل منسوب مياه الفيضانات إلى 130 و140 سنتيمترا خلال يومي الخميس والجمعة.
وبدأت الفيضانات عندما ارتفع منسوب المياه فوق 90 سنتميترا. وبعد وصول منسوب الفيضانات إلى 150 سنتميترا، أصبح نحو 70% من المدينة تحت المياه، وارتفعت النسبة إلى 88% بعدما وصل المنسوب إلى 190 سنتميترا.
وتسبب هذا الوضع في تحطم وغمر معظم المتاجر والمطاعم وشقق الأدوار الأرضية، فضلا عن الكنائس والآثار والمساحات الأخرى في مستوى الشارع.
يذكر أن مدينة فينيسيا التي بنيت على الماء كانت دائما عرضة للفيضانات، إلا أن الحكومة الإيطالية استثمرت في سد مثير للجدل ضد الفيضانات لم يتم تشغيله بعد.
وكان اندريس ليفرمان من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ قد حذر قبل عام قائلا "سنفقد فينيسيا، هذا ليس أمرا جدليا"، لكنه أضاف أن هذا "قد يستغرق قرونا".
وقال الخبير الألماني إن التهديد البطئ والذى "لا يمكن وقفه"- من ارتفاع مستويات مياه البحر يمكن التخفيف من خطورته باتخاذ إجراءات واسعة النطاق.
ويستهدف سد "موس" حماية المدينة من الفيضانات من مستوى 110 سنتيمترات وحتى ثلاثة أمتار. وقد بدأ العمل في المشروع الذي تبلغ تكلفته 5ر5 مليار يورو (6 مليار دولار) عام 2013 واقترب من الاكتمال.
وأدى الطقس السيئ، والذي شمل الرياح القوية، الى فك مراسي القوارب والزوارق وحتى بعض العبارات. وغرقت بعض السفن، واصطدمت سفن أخرى بأرصفة الموانئ وشوهد البعض وقد جرفته المياه .
وفي جزيرة بيليسترينا، التي تفصل بين بحيرة فينيتان الجنوبية والبحر الادرياتيكي، توفى شخصان، أحدهما بعد تعرضه للصعق بالكهرباء والآخر لأسباب طبيعية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإيطالية أنسا.
وقد اُغلقت المدارس اليوم، ولكن خدمات القوارب استأنفت عملها.
يذكر أن أسوأ موجة فيضانات في العصر الحديث شهدتها فينيسيا في نوفمبر 1966، عندما ارتفع منسوب المياه إلى 194 سنتميترا، وأدت الفيضانات لتدمير معظم مدينة فلورانسا.
فيديو قد يعجبك: