"العدالة والتنمية يتصدع".. كيف يهدد داود أوغلو عرش أردوغان؟
كتب – محمد عطايا:
لم يكن الانفصال عن حزب حزب العدالة والتنمية الحاكم، أمرًا سهلًا بالنسبة لرئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، خاصة بعدما تعرض لحملة انتقادات كبرى من مؤيدي الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد الاستقالة من منصبه في العام 2016، وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة "فورين بوليسي".
في المقابل، لم يقف أوغلو صامتًا أمام ما يحدث له، ليخرج عن صمته في أكثر من مناسبة بانتقاد أردوغان بشكل قوي، واعتباره شخص يهدد الديمقراطية في تركيا.
بحسب المجلة الأمريكية، تخطى أوغلو حدود المعقول بالنسبة لأردوغان، بسبب إعلانه تأسيس حزب معارض يواجه العدالة والتنمية، ما جعل الرئيس مضطرًا لأن يسلك دروبًا أكثر تصعيدًا.
تصاعدت حدة الصراع، بإعلان بنك "هال بانك" المملوك للحكومة التركية، وقف تمويل جامعة تابعة لدادود أوغلو، ومن ثم توقف الدراسة بتلك الجامعة، في خطوة وصفها المحللون بأنها رد مباشر من أردوغان على تحركات العضو السابق في حزب العدالة والتنمية.
وقال كهرمان ساكول، رئيس قسم التاريخ بجامعة أوغلو، إن أكثر من 7000 طالب يدرسون في جامعة "سهير".
تقول مجلة "فورين بوليسي"، إن جامعة سهير في الماضي كانت تعتبر من أحد مراكز الداعمة لأردوغان، خاصة وأن المحاضرين والطلاب يصوتون بشكل دائم للرئيس والحزب الحاكم في الانتخابات، لافتة إلى أنها إحدى الجامعات الناجية من الغلق بعد إنقلاب 2016 الفاشل.
تغير كل شيء، وأصبحت الجامعة التي أسسها أوغلو بعيدة عن العملية الدراسية، بعد قرار "هال بانك" بوقف تمويلها.
عثمان سرت، مدير الأبحاث في معهد أنقرة، الذي عمل مستشاراً لداود أوغلو قال: "إذا سألت أوغلو عن ثلاثة أشياء هي الأكثر أهمية بالنسبة له، بعد عائلته وبلده، فسوف يخبرك جامعة سهير".
وأوضحت المجلة الأمريكية، أن الانقسامات ورغبات أوغلو السياسية التوسعية، ستؤدي إلى انقسامات كبرى داخل حزب العدالة والتنمية، ما قد يهدد عرش أردوغان.
ووفقًا للأرقام الرسمية، فقد حزب العدالة والتنمية 10 في المائة من عضويته، أي ما يقرب من مليون ناخب، في العام الماضي، وباستقالة الكوادر الكبيرة من الحزب أصبح الشعب أكثر تخوفًا من سقوط الدولة في فخ الركود الاقتصادي لفترة أطول بسبب غياب الشخصيات البارزة.
أردوغان من جهته لجأ للتهديد والسخرية، قائلًا في إحدى اجتماعاته شهر يوليو الماضي لبعض قيادات الحزب: "إذا سألتكم عمن ترك الحزب الآن، فلن تتمكنوا حتى من تذكر أسمائهم"، مضيفًا أن من غادر العدالة والتنمية هو "خائن"، وسيدفع ثمنًا باهظًا.
كما لجأ الرئيس التركي –بحسب فورين بوليسي- إلى حصار داود أوغلو إعلاميًا ودوليًا، فالأخير يرى نفسه مدرجًا على القائمة السوداء من وسائل الإعلام التي يسيطر عليها العدالة والتنمية، حتى أن أنقرة تمكنت من الضغط على وسائل إعلام روسية حتى لا ينشر صحفيها تحقيقًا أجروه مع أوغلو منذ فترة.
فيما تحرك أوغلو فعليًا لمواجهة أردوغان، بتأسيس حزب يضم جميع المعارضين للعدالة والتنمية، بحلول نهاية العام.
وقال مصطفى أوزتورك، عضو البرلمان من حزب العدالة والتنمية، الذي ترك الحزب وانضم إلى داود أوغلو هذا الشهر: "كان داود أوغلو شخصًا أعرفه بالفعل، لقد عملنا معًا في البرلمان، ولم يكن بعيدًا عني".
وأضاف في تصريحات لـ"فورين بوليسي": "كان حزب العدالة والتنمية جيدًا بالنسبة لتركيا وشعبها، نظرًا لمراعاته لاحتياجات الشعب وتحقيق تنمية حقيقة، وتوسيع رقعة الحريات، إلا أنه اليوم مشاكل الحزب واضحة للناس".
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن داود أوغلو يحصل على 5 إلى 12 في المائة من أصوات الشعب التركي مع حزبه الجديد، لكن معظم التقديرات تضعه أقل بكثير من الحد الأدنى البالغ 10 في المائة اللازم لدخول حزب سياسي البرلمان بمفرده بموجب القواعد الانتخابية التركية.
فيديو قد يعجبك: