المحافظون الألمان بقيادة ميركل يعقدون مؤتمرهم في أجواء متوترة
برلين- (أ ف ب):
في خضم حالة من الغموض بعد نكسات انتخابية عديدة، يعقد المحافظون الألمان بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل اعتبارا من الجمعة مؤتمراً يرجح أن يسوده التوتر، وسط مشاعر من الغضب حيال رئيستهم أنيغريت كرامب كارنباور.
ومنذ حوالى عام، تقود هذه السيدة القريبة من ميركل وتتولى حقيبة الدفاع في الحكومة، الاتحاد المسيحي الديموقراطي.
لكن نكسات انتخابية جاءت لمصلحة دعاة حماية البيئة (الخضر) في الانتخابات الأوروبية ثم لمصلحة اليمين القومي في ألمانيا الديموقراطية السابقة، زعزعت أكبر حزب ألماني، وشكلت ضغطا على المرأة التي تلقب بالأحرف الأولى من اسمها "آ كا كا".
وقبل المؤتمر الثاني والثلاثين الذي سيستمر يومين ويعقد في مدينة لايبزيغ، انهالت الانتقادات على المرأة المتحدرة من منطقة السار والبالغة من العمر 57 عاما، والتي اهتزت مصداقيتها بسبب مواقف عدة بينها هجوم على حرية التعبير على الانترنت.
وقال المسؤول المحلي هانس يورن أرب الأربعاء "لا أعرف متحمسين كثيرين لطريقتها في القيادة". من جهته، صرح النائب أكسل فيشر أن "الرغبة (داخل الحزب) كبيرة في ظهور شخصيات جديدة".
وقُدمت ست مذكرات تطلب تنظيم انتخابات تمهيدية لاختيار مرشح لمنصب المستشارية، كما في الحزب الاشتراكي الديموقراطي حليف المحافظين في الحكومة الحالية.
وهذه المسألة كان يحظر طرحها في الاتحاد المسيحي الديموقراطي حيث تتم تسويتها بين زعيم الحزب وحليفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي.
لا برنامج
يؤخذ على كارنباور أنها غير قادرة على رسم خط واضح للحزب. وقال زعيم الكتلة البرلمانية للمحافظين في بادي فورتنبرغ فولفغانغ راينهارت إن "الاتحاد المسيحي الديموقراطي لم يعد يملك توجها ولا برنامجا وأدراجه خالية".
واتهم في رسالة نشرتها وسائل الإعلام الألمانية، القيادة بتجاهل النقاشات حول المناخ والتحول إلى القطاع الرقمي، مطالبا بتجديد القضايا التي تتجاوز "جمود التحالف الكبير" الحاكم.
ويمكن أن يساعد الابتعاد عن التحالف الكبير الذي لا يتمتع بشعبية ومن أنغيلا ميركل التي تنوي أن تنهي في 2021 ولايتها الرابعة والأخيرة، الاتحاد المسيحي الديموقراطي على تحسين وضعه في استطلاعات الرأي.
وهذا ما يأمل به فريدريش ميرتس المحامي البالغ من العمر 64 عاما ويعد من اقدم أعداء المستشارة الحالية. وقد هزمته بفارق ضئيل قبل عام كارنباور.
وميرتس الذي يؤيد التوجه إلى اليمين لاستعادة الناخبين المحافظين، يرى أن التحالف الحاكم يعطي انطباعا بأنه "متهالك" ويأخذ على ميركل "قيادتها الفاشلة".
ويريد الحزب النأي بنفسه عن الحكومة في المؤتمر الذي يشارك فيه ألف مندوب، عبر المطالبة باستبعاد المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات "هواوي" التي يشتبه بانها تتجسس لحساب بكين، من بناء شبكة الجيل الخامس (جي5) في ألمانيا.
مبكر جدا
طلب فريدريش ميرتس الذي يعتبر حسب استطلاعات الرأي، المرشح الأوفر حظا لمنصب المستشار، أن يلقي خطابا بعد كارنباور مباشرة. لكنه أكد أنه لا يدبر انقلابا على رئيسة المحافظين التي انتخبت لعامين وتريد تسوية المسألة العام المقبل.
وقالت مصادر داخل الاتحاد المسيحي الديموقراطي "إذا تمكنا من مواصلة العمل بحكمة، فلن نناقش ذلك خلال المؤتمر".
ورأى البروفسور في الجامعة التقنية في دريسدن هانس فورليندر "لن تصدر أي قرارات عن أحد"، موضحا لوكالة فرانس برس أن كل الذين يتطلعون إلى خلافة ميركل يحتاجون للإعداد لما بعدها. وتحكم ميركل منذ نحو 14 عاما أكبر اقتصاد في أوروبا.
ويشهد العام 2020 انتخابات في واحدة من المناطق فقط هي المدينة الولاية هامبورغ في نهاية فبراير.
وفي هذا الإطار يرى المراقبون أن انتهاء "التحالف الكبير" في نهاية 2019 الذي كان متوقعا قبل عام، ليس مرجحا.
فلا الاتحاد المسيحي الديموقراطي ومعه الاتحاد الاجتماعي المسيحي، ولا الحزب الاشتراكي الديموقراطي من مصلحته إجراء انتخابات مبكرة يعاقبهم فيها الناخبون من جديد لمصلحة اليمين القومي و"الخضر".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: