جحيم القصف وويلات اللجوء.. معاناة سوريين في مواجهة العدوان التركي
كتب– محمد عطايا:
"أفضل العودة والموت في قريتي على أن أعيش هنا لاجئة".. هكذا وصفت "فاطمة" 43 سنة، لاجئة سورية كردية، حياتها بعد العدوان التركي على الشمال السوري، لافتة إلى أن اختبائها داخل أنقاض مدرسة في الشمال، جعلها تتقين أن "داعش" سيعود مرة أخرى، نتيجة ما خلفته أنقرة من خراب، وفقًا لما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، وصل القتال بين قوات سوريا الديمقراطية، ذات الأغلبية الكردية والجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، إلى قرية مكلف بشلو، بضواحي تل تامر، بشمال سوريا.
ومع زيادة القصف الجوي التركي غادرت معظم العائلات الكردية في الشمال السوري، إلى مدينة الحسكة، حيث تبعد حوالي 25 ميلاً من تل تامر، هاربين بأرواحهم داخل سيارات، أو سيرًا دون حذاء على الأقدام، حاملين أمتعتهم التي يمكنهم حملها لمواجهة مستقبل غامض.
وبرغم إعلان روسيا وتركيا هدنة منذ أيام، وتوقف الصراع بشكل ظاهري، إلا أن المجلة الأمريكية أكدت أن القصف التركي وهجمات ميليشياتها لم تتوقف في القرى الشمالية بسوريا.
وقال أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، رفض ذكر اسمه، إن اتفاق السلام الذي تم توقيعه بين روسيا وتركيا، لا يسير على الأرض.
وقال في تصريحات لـ"فورين بوليسي": "في لحظة ما، يمكن أن يبدو كل شيء على ما يرام، ولكن إذا نظر أحد عن عمق، سيرى الجحيم على الأرض".
أكدت المجلة الأمريكية، أن الهاربين من العدوان التركي للجوء إلى مناطق تفتقر إلى كل مقومات الحياة، خاصة الطعام والمياه أو الكهرباء.
أسرة فاطمة الأربعينية الهاربة من القصف التركي، المكونة من 7 أفراد تعيش في حجرة دراسية بإحدى المدارس المنهارة جراء قصف داعش.
ويبدو أن تلك المناطق المتهالكة في مدينة الحسكة، جذبت 80 عائلة أثرت العيش في الخراب، على القصف التركي، والميليشيات الموالية لها.
وبرغم الهرب من القصف، إلا أن حياة اللاجئين في الحسكة والمدن المجاورة، ليست آمنة. فحسب المجلة الأمريكية، لجأ الأكراد إلى الشرب من مياه ملوثة في نهر قريب لهم.
سالم عويد، 50 سنة، انتقل مع عائلته إلى قرية مسيحية مهجورة أخرى تسمى تل حفيان، وهو يعيش حاليًا مع عائلتين أخريين في منزل مكون من 3 غرف هربًا من القصف التركي.
وأوضحت "فورين بوليسي"، أن هناك قصف يومي وغارات جوية على القرى المحيطة بتل تامر وعلى جبهات أخرى، تشنها المقاتلات التركية، ومدافع الميليشيات الموالية لأنقرة.
يستعد السوريون –بحسب فورين بوليسي- للأسوأ، بسبب شعورهم بأن الجيش التركي والميليشيات الموالية له مواصلة التقدم أكثر فأكثر داخل الأراضي السورية.
معظم اللاجئين لا يستطيعون الحصول على المساعدات، ولا الأموال أو الروابط للهجرة إلى بلد آخر.
وبرغم الخطر الناجم عن القنابل التركية، يعود بعض اللاجئين يومًا إلى منزلهم السابق في، حيث يجلس بلا كلل بين منزله وأشجار الزيتون المتناثرة المحيطة به.
فيديو قد يعجبك: