السيستاني يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة في العراق
كربلاء (العراق) - (د ب أ):
دعت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني، اليوم الجمعة، إلى اجراء انتخابات مبكرة في العراق للخروج من الازمة التي تعيشها البلاد.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجعية الشيعية أمام آلاف من المصلين خلال خطبة صلاة الجمعة في صحن الامام الحسين في كربلاء "إن أقرب الطرق للخروج من الازمة التي تعيشها البلاد وتفادي الذهاب إلى المجهول والفوضى والاقتتال الداخلي هو الرجوع إلى الشعب واجراء انتخابات مبكرة بعد تشريع قانون منصف وتشكيل مفوضية للانتخابات".
وقال "لا يزال البلد يعيش أوضاعاً صعبة ومقلقة، حيث تستمر فئات مختلفة من المواطنين في المشاركة في التظاهرات والاعتصامات السلمية المطالبة بالإصلاح، في حين يتعرض بعض الفاعلين فيها للاغتيال والخطف والتهديد، وفي المقابل تجبر العديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية على غلق أبوابها من دون ضرورة تدعو الى ذلك، وتتعرض ممتلكات بعض المواطنين للحرق والتخريب".
وأضاف أنّ أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب الى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي هو الرجوع الى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة، بعد تشريع قانون منصف لها، وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها، ووضع آلية مراقبة فاعلة على جميع مراحل عملها تسمح باستعادة الثقة بالعملية الانتخابية".
وأوضح " نؤكد مرة أخرى على ضرورة الاسراع في إقرار قانون الانتخابات وأن يكون منسجماً مع تطلعات الناخبين، يقرّبهم من ممثليهم، ويرعى حرمة أصواتهم ولا يسمح بالالتفاف عليها. إنّ اقرار قانون لا يكون بهذه الصفة لن يساعد على تجاوز الأزمة الحالية".
وقال الكربلائي "اذا تمّ إقرار قانون الانتخابات على الوجه المقبول يأتي الدور للنخب الفكرية والكفاءات الوطنية الراغبة في العمل السياسي لتنظم صفوفها وتعد برامجها للنهوض بالبلد وحلّ مشاكله المتفاقمة في إطار خطط عملية مدروسة، لكي تكون على استعداد لعرضها على الناخبين في أوان الانتخابات، ويتم التثقيف على التنافس فيها لا على أساس الانتماءات المناطقية او العشائرية أو المذهبية للمرشحين بل بالنظر الى ما يتصفون به من كفاءة ومؤهلات وما لديهم من برامج قابلة للتطبيق للعبور بالبلد الى مستقبل أفضل".
وعبر عن الامل في أن يقوم مجلس النواب القادم والحكومة المنبثقة منه بالدور المطلوب منهما في إجراء الإصلاحات الضرورية للخلاص من تبعات الفساد والمحاصصة وغياب العدالة الاجتماعية في المدة السابقة.
وقال "نأمل أن لا يتأخر طويلاً تشكيل الحكومة الجديدة، التي لابد من أن تكون حكومة غير جدلية، تستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة، وتتمكن من إستعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع، وإجراء الانتخابات القادمة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح غير القانوني وعن التدخلات الخارجية".
يشار إلى أن العراق يشهد مظاهرات منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، مطالبة بإجراء إصلاحات دستورية ووزارية وتوفير فرص عمل وإلغاء المحاصصة الطائفية وتكليف رئيس وزراء مستقل لتشكيل حكومة ومكافحة الفساد، وقد تخللتها مصادمات مع قوات الأمن أسفرت عن 460متظاهرا وإصابة 20 الف آخرين في صفوف الطرفين.
فيديو قد يعجبك: