رئيس وزراء إثيوبيا يضع نوبل "في ورطة كبيرة"
كتبت – إيمان محمود:
قال مدير لجنة نوبل النرويجي إنه "ورطة كبيرة" جراء رفض رئيس الوزراء الاثيوبي، آبي أحمد، الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2019 حضور مؤتمر صحفي الأسبوع المقبل، حيث يمكن طرح الأسئلة عليه علنًا، بينما أكدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي، بيلين سيوم، أنه اضطر لترتيب أولوياته بالنظر إلى "برنامجه المكثف" في النرويج ومسؤولياته التي تنتظره في البلاد.
وقال أولاف نجويلستاد، يوم الأربعاء، أن معظم الفائزين بجائزة نوبل للسلام لا يواجهون أي مشكلة في تخصيص ثلاثة أو أربعة أيام للمناسبات التقليدية، بحسب إذاعة "إن آر كيه" النرويجية.
وقال نجويلستاد: "كنا واضحين للغاية بشأن هذا الأمر، وأوضحنا أن هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نواجه مشكلة كبيرة".
وجرت العادة أن تعقد اللجنة المانحة للجائزة مؤتمرا صحافيا للفائزين قبل يوم من المراسم الرسمية لتسلمها في العاشر من ديسمبر، لكن آبي أحمد قال للجنة إنه لن يفعل ذلك ولن يتلقى أسئلة من الصحافيين، ولن يشارك في أحداث أخرى تتضمن تغطية إعلامية.
وقال سكرتير لجنة نوبل النرويجية في تصريحات لوكالة "رويترز" لدى سؤاله عما إذا كان ذلك يشكل مشكلة "نعم.. كنا نود بشدة منه أن يتواصل مع الصحافة خلال زيارته لأوسلو، نعتقد بقوة أن حرية التعبير وأن الصحافة الحرة والمستقلة مكونات أساسية للسلام".
وذكرت المتحدثة باسم آبي، لوكالة أسوشيتيد برس بأنه "من الصعب للغاية" أن يكرّس رئيس الوزراء عدة أيام لبرنامج نوبل الشامل، خاصة وأن "القضايا المحلية ملحة وتستدعي الاهتمام"، سيحضر آبي الفعاليات الأساسية لنوبل.
وقالت المتحدثة: "التصرف المتواضع لرئيس الوزراء، المتجذر في سياقنا الثقافي، لا يتماشى مع الطبيعة العلنية لجائزة نوبل، رئيس الوزراء متواضع وممتن بالشكر".
وهذه ليست المرة الأولى التي يرفض فيها حائز على جائزة نوبل الوقوف أمام الصحفيين، إذ رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما التحدث إلى الصحفيين عندما فاز بجائزة السلام في عام 2009.
ونادراً ما أجرى آبي مقابلات صحفية وإعلامية منذ توليه منصبه العام الماضي، ووصفته المتحدثة باسمه بأنه "واحد من أكثر رؤساء الوزراء الإثيوبيين الذين يمكن الوصول إليهم حتى الآن في المشاركات العامة والإعلامية".
وحصل آبي أحمد على جائزة نوبل بسبب جهوده لصنع السلام مع إريتريا وتهدئة الأوضاع مع الدولة الجارة، وإنهاء واحدًا من أطول الصراعات في إفريقيا وإدخال إصلاحات سياسية شاملة، لكن المشاكل الداخلية والصراعات والانقسامات تشهد تصاعدًا مستمرًا، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وقالت الوكالة إنه من المتوقع أن تتفاقم الاضطرابات العنيفة، التي تقوم في بعض الأحيان على أسس عرقية وذلك قبل الانتخابات المزمع عقدها بإثيوبيا في مايو، كما اندلع جدلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان آبي يستحق الجائزة أم لا.
وعندما تم الإعلان عن جائزة السلام في وقت سابق من هذا العام، قالت رئيسة جائزة نوبل، بيريت ريس أندرسون، إن بعض الناس قد يعتبرونها مبكرة جدًا في منحها لآبي، لكن "أصبحت جهود آبي أحمد الآن بحاجة إلى اعتراف وتستحق التشجيع".
ومن المتوقع أن يلقي رئيس الوزراء خطاب القبول يوم الثلاثاء في قاعة مدينة أوسلو أمام المسؤولين، بمن فيهم أفراد العائلة المالكة النرويجية، بعد حصوله على جائزة نقدية بقيمة 9 ملايين كرونر (945،000 دولار)، وميدالية ذهبية.
كما سيجتمع آبي مع رئيس الوزراء النرويجي إرنا سولبرج ويفتتح معرضًا لجائزة نوبل خلال حفل خاص.
فيديو قد يعجبك: