واشنطن بوست: مؤتمر وارسو بشأن الشرق الأوسط غير مُجدي ولن يحقق أي شيء
كتبت - هدى الشيمي:
قالت صحيفة واشنطن بوست إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يستعرض أهم محاور سياسته الخارجية في مؤتمر وارسو المنعقد هذا الأسبوع في العاصمة البولندية، المقام بشأن التحدث عن مستقبل الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، ولكنها في حقيقة الأمر وسيلة لاظهار التكاتف والوحدة الدولية ضد إيران.
ترى الصحيفة الأمريكية أن المؤتمر، الذي يعتبره رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منعطفًا تاريخيًا، سوف يكشف عن التناقضات التي تعاني منها سياسة ترامب الخارجية، خاصة المتعلقة بالمنطقة، كما أنه سيسلط الضوء على مدى سوء العلاقات بين واشنطن وحلفائها في أوروبا.
قال ديفيد هرزنهورن ونهال توسي، مراسلا مجلة بولتيكو في وارسو أمس الأربعاء، إنه منذ بداية القمة لا يتحدث أحد إلا عن تهديد إيران للمنطقة، موضحين أن القادة مجتمعين في العاصمة البولندية من أجل تحقيق السلام، ولكن لا يوجد أي فرصة حقيقية لتحقيق ذلك.
من جانبه، قال وزير الخارجية البولندي، في افتتاح مؤتمر وارسو اليوم الخميس، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية مقتنعان بخطورة دور إيران في المنطقة، فيما أكد بومبيو لنتنياهو أنه من غير الممكن احلال السلام في الشرق الأوسط دون مواجهة طهران.
وأوضح بومبيو أنه سيبحث في مؤتمر وارسو العديد من الملفات المُلحة في الشرق الأوسط من بينها الحرب في سوريا، والملف اليمني، وعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وكان مراسلو واشنطن بوست في وارسو قد أشاروا إلى أن العديد من الدول لن تُرسل ممثليها لحضور المؤتمر في العاصمة البولندية، ما يعني أن محاولات بومبيو لتأكيد الوحدة الدولية ضد إيران لن تكون مجدية، وأنه لن يتمكن من توصيل الرسالة التي يريدها إلى حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وتستمر اتهامات إيران للولايات المتحدة، وخلال الاحتفالات التي أقيمت أمس بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، ألقى الرئيس روحاني باللوم على الأعداء الأجانب، لاسيما واشنطن، واتهمهم بالعمل على عزلهم عن العالم، وفرض حصارًا عليهم، فيما تقول الشبكة الإخبارية أن الشعب الإيراني أصبح غير راض بشكل متزايد عن فساد الحكّام وسوء الإدارة، ولم تعد تصريحات قادته وانتقادتهم للأعداء الخارجيين ترضيهم أو تطمئنهم.
وقال روحاني، الاثنين الماضي في مسيرة المليونية في ساحة الحرية في طهران، إن كل الوعود الأمريكية بتقويض النظام الإيراني لم ولن تتحق، مؤكدًا أن الشعب الإيراني انتصر على الاستبداد والتبعية، مشددا ان لهذا العام ميزات خاصة.
تُشير واشنطن بوست إلى أنه في يوم التقاء بومبيو مع زعماء أوروبا في وارسو، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بوقوع هجوم انتحاري استهدف الحرس الثوري الإيراني، وأوقع 40 قتيلاً على الأقل. ورغم اتهام مليشيات مُسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة بالهجوم، إلا أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يرى أن توقيت الهجوم كان مقصودًا.
وفي الوقت الذي تستعد فيه كل من روسيا وإيران وتركيا لعقد قمة في سوتشي من أجل العمل على تحقيق السلام في سوريا، تقول واشنطن بوست إن الولايات المتحدة تحاول اخفاء عزلتها الدولية، والتظاهر بأن الفجوة بينها وبين الدول الأوروبية لا تتسع كلما مر الوقت.
وترى الصحيفة الأمريكية أن مؤتمر وارسو لن يتمكن من تغيير ما يدور في رأس روحاني، عوضًا عن ذلك فهو يسلط الضوء على الاخلافات بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية بشأن الكثير من القضايا الخاصة بالشرق الأوسط.
تُشير واشنطن بوست إلى أن إدارة ترامب تريد الانسحاب من سوريا واحتواء مليشيات الحوثي في اليمن والتوصل إلى اتفاقية سلام تُنهي النزاع بين إسرائيل وفلسطين، كل ذلك بينما تضغط على إيران التي تلعب دورًا قويًا في الملفات الثلاثة السالف ذكرها.
وتقول الصحيفة الأمريكية إنه حتى الآن لم يتضح كيف ستعمل الولايات المتحدة على إحلال السلام في الشرق الأوسط، وجعله منطقة أفضل وأكثر استقرارًا وما هي الرؤية التي تتبعها لتحقيق ذلك، ولكن الواضح والمؤكد أن بومبيو لن يعثر على هذه الرؤية في بولندا.
فيديو قد يعجبك: