واشنطن بوست: الآلاف يفرون من باغوز آخر جيوب داعش في سوريا
كتبت- هدى الشيمي:
سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على معاناة المدنيين في قرية باغوز أخر معاقل تنظيم داعش في سوريا، بعد بدء عملية خروج مئات الأشخاص من آخر معاقل التنظيم المتطرف يوم الثلاثاء الماضي، مستسلمين لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تستعد لشن هجومًا على الجيب الوحيد الذي لا يزال في أيدي مقاتلي التنظيم المتطرف.
وذكرت الصحيفة بعض مقاتلي داعش الأكثر صرامة محاصرين في باغوز، وهي قرية نائية تقع عند منحنى نهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية، بعد الهزائم المتلاحقة التي عانى منها التنظيم في الأونة الأخيرة.
وتقدّر قوات سوريا الديمقراطية عدد مقاتلي داعش المتبقين في باغوز ما بين 400 و600 مقاتل، مُشيرة إلى أن بينهم الكثير من المتشددين الأجانب ممن يحملون الجنسيات الكندية والروسية والبريطانية والسودانية.
بعد ثلاثة أيام من القتال المتواصل، منحت قوات سوريا الديمقراطية المدنيين فرصة للفرار، وحسب عمال الإغاثة الأمريكيين المتواجدين في المنطقة فإن أكثر من 1200 شخص قبلوا العرض، وغادروا المنطقة سيرًا على الأقدام، فمشوا عدة أميال في الظلام متجهين نحو مستقبل غامض.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن أغلب المدنيين الذين فروّا من باغوز قبل بدء المعركة، وصلوا إلى المخيمات والمعسكرات وهم في حالة يُرثى لهم، منهكين وجائعين وكان أغلب الأطفال حفاة وعراة.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، قد وثق عمليات قصف مكثفة متواصلة في باغوز، مؤكدا أن قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يتقدمان في المنطقة ببطء نتيجة لكثافة الألغام المزروعة في المنطقة ووجود أنفاق للمسلحين بالإضافة إلى نيران قناصة داعش، بالإضافة إلى اتخاذ المتطرفين العديد من المدنيين دروعا بشرية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ديف يوبانك، أحد عمّال الإغاثة الذي يشارك في عملية تقديم المساعدات للمدنيين، إن الثلاثاء الماضي كان أشبه باستراحة كبيرة.
يُشار إلى أن أكثر من 38 ألف شخص غادروا المنطقة التي يسيطر عليها داعش في شرق سوريا منذ بداية العام الجاري، إلا أن الآلاف لا يزالوا متواجدين في باغوز، فيما يتوقع كثيرون أن يستخدم مقاتلو التنظيم المدنيين العالقين في القرية كدروع بشرية لحماية أنفسهم من الهجمات.
تشير واشنطن بوست إلى أن داعش كانت يومًا ما تسيطر على مساحة تعادل تقريبًا مساحة بريطانيا، وكانت موطنًا لأكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي من 110 دولة، وفقًا لمركز سوافان، وهو مجموعة بحثية تقع في نيويورك. وبعد حوالي 5 أعوام يعاني التنظيم خسر التنظيم الكثير من الأراضي في سوريا والعراق، وقُتل أغلب قادته ومقاتليه جراء الغارات الجوية التي استهدفت معاقله.
وحسب قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات الانسانية التي تراقب الوضع في المنطقة، فإن أغلب مواطني باغوز كانوا على صلة بداعش، ومن بينهم زوجات وأبناء مقاتلي التنظيم، بالإضافة إلى الأجانب الذين توجهوا إلى سوريا والعراق ليكونوا من أبناء الخلافة المزعومة.
توضح واشنطن بوست أن قوات سوريا الديمقراطية ألقت القبض على الأشخاص المشتبه بوجود صلات بينهم وبين داعش من أجل استجوابهم، فيما جرى نقل نحو 300 مدني في شاحنات من باغوز إلى مخيم في شمال شرق البلاد.
فيديو قد يعجبك: