إعلان

صحف عربية: "إيران الغائب الحاضر في مؤتمر وارسو"

02:59 م الجمعة 15 فبراير 2019

كان المؤتمر في الأساس فكرة أمريكية تستهدف الضغط عل

(بي بي سي):

انتقدت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية مؤتمر وارسو للسلام في الشرق الأوسط الذي اختتم أعماله في العاصمة البولندية يوم 14 فبراير/ شباط.

وقد عقد هذا المؤتمر إثر دعوة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمشاركة 60 دولة عربية وأجنبية.

ويعد المؤتمر أول محفل دولي يضم عرباً وإسرائيليين منذ تسعينيات القرن الماضي، مما أثار انتقادات بعض المعلقين في الصحف الذين اعتبروا المؤتمر "خطوة غير مسبوقة في مستويات التطبيع" بين إسرائيل والدول العربية، بينما رأى آخرون أنه محاولة لحشد المواقف ضد إيران.

مشاركة عربية "مثيرة للشفقة"

تحت عنوان "ألغام مؤتمر وارسو" كتب عبد الله السناوي في صحيفة الأخبار اللبنانية : "في مؤتمر وارسو، الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية، لإحكام الحصار الاقتصادي والسياسي على إيران وتسويق 'صفقة القرن' باسم 'تعزيز الأمن والسلام في الشرق الأوسط'، كلّ أسباب الفشل المسبق. قدر التناقضات لا يوفّر أيّ مقومات شبه متماسكة لتأسيس حلف جديد يحمل اسم العاصمة البولندية وارسو".

وأضاف الكاتب: "لا شيء في وارسو يدفع فلسطينياً واحداً إلى الرهان على مؤتمره. بقدر آخر، فإن الحضور الإسرائيلي وسط عدد من وزراء الخارجية العرب أغلبهم لا تربطه بالدولة العبرية علاقات دبلوماسية، مكسب لا يستهان به لحكومة[رئيس الوزراء] بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية في أبريل المقبل، وخطوة غير مسبوقة في مستويات التطبيع من دون أدنى التزام بالمبادرة العربية للسلام".

وبالمثل، قالت افتتاحية صحيفة القدس العربي: "الحقيقة أن وجود ممثلين لعشر دول عربية في مؤتمر عمل فيه الأمريكيون على إظهار نتنياهو فيه 'سيداً للبيت' و'نجماً للحفلة' أمر لا يمكن تجاهله، فهو يعزّز تقارب 'النظام العربي' مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين، بدليل الغضب العارم في رام الله التي رفضت المشاركة ونددت بالمؤتمر".

وأضافت الصحيفة: "لكننا نستطيع أيضاً إعطاء بعض المصداقية لتوصيف [وزير الخارجية الإيراني جواد] ظريف المؤتمر بالسيرك فالمشاركة العربيّة فيه كانت مثيرة للضحك حيناً وللشفقة أحياناً".

ووصف نبيه البرجي في صحيفة الوطن السورية المؤتمر بـ "الكرنفال البولندي"، مشيراً إلى أن المشاركة فيه " فضيحة أخلاقية حين يوجد من يجرنا، بملابس القهرمانات، إلى الحظيرة الأمريكية".

وانتقد الكاتب الزعماء العرب قائلاً: "نقول هذا لكل بلاط عربي آثر البقاء بين أسنان دونالد ترامب، بثقافة مصاصي الدماء، وبين أسنان رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بثقافة قتلة الآخر (قتلة الأرض، وقتلة الأهل، وقتلة الزمن)".

في سياق متصل، قال نبيل الغيشان في صحيفة الرأي الأردنية: "خطط لمؤتمر وارسو أن يكون بداية عرض قوي لما يسمى (صفقة القرن) التي تهدف الى تحويل الصراع مع دولة الاحتلال إلى صراع عربي مع المحيط الإسلامي، لكن لا يبدو أن النتائج تسير بهذا الاتجاه".

وأضاف الكاتب: "تستطيع أمريكا بجبروتها أن تجلب عشرات الدول الى مؤتمرات سلام وهمية، لكنها لن تستطيع أن تجبر الفلسطينيين على التنازل عن هدفهم بالعيش بسلام في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".

إيران "الغائب الحاضر"

وعن موقف قمة وارسو حيال إيران، حذر سامح المحاريق في صحيفة القدس العربي اللندنية من أن: "أي اجماع سينتجه مؤتمر وارسو سيكون عائماً وفضفاضاً لا يمكن البناء عليه بموقف متماسك تجاه إيران".

وأضاف "وإن كان بالطبع سيرهق الإيرانيين كثيراً، وسيدفعهم لخيارات صعبة، تبقى ضمن إطار خبرتهم التاريخية وسباقهم الصعب بمسافاته الطويلة مع الأوضاع الاقتصادية والأحلام المؤجلة للشعب الإيراني، وبالتالي فالأمر سيدخل المنطقة إلى مرحلة من الضبابية التي لن تؤدي سوى إلى مزيد من الاستنزاف لجميع الأطراف".

وكتبت صحيفة الأنباء الكويتية: "كانت إيران الغائب الحاضر في اليوم الأخير من مؤتمر وارسو حول 'مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط'... كما حضرت ملفات الإرهاب وقضية السلام الفلسطينية والحرب في سوريا واليمن، بشكل خجول على هامش المؤتمر... وحاولت واشنطن، التي كان لها أعلى تمثيل في المؤتمر خلافاً للحضور الأوروبي الهزيل، حشد الدعم لتشديد الطوق حول طهران داعية إلى بدء عهد جديد في المنطقة".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان