تفاصيل التقاط الصورة التي شغلت الرأي العام الأمريكي
كتبت- هدى الشيمي:
في الخامس من فبراير الجاري ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطاب حالة الاتحاد أمام أعضاء الكونجرس، والذي كان من المفترض أن يُلقيه في يناير الماضي إلا أن نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، أجلته بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة وهو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
كالعادة حاول الرئيس الأمريكي الاستحواذ على انتباه الجميع إلا أن السياسية الديمقراطية المُخضرمة بيلوسي سرقت منه الأنظار، وباتت حديث وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية وشغلت مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بسبب تصريحاتها السياسية أو موقفها المعادي لترامب، ولكن بسبب صورة التقطها لها المصور الأمريكي دوج ميلز الذي يعمل في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكي.
ظهرت رئيسة مجلس النواب في صورة ميلز وهي تصفق بسخرية شديدة للرئيس الأمريكي عقب انتهاء خطابه، الذي استمر حوالي ساعة و22 دقيقة، وتعليقًا على الصورة قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن بيلوسي، وهي السياسية الأهم والأكثر قوة في الولايات المتحدة الآن، تمكنت من السيطرة على تعبيرات وجهها ولغة جسدها طوال الخطاب، ولكن عندما قال ترامب إنه "من الضروري نبذ سياسات الانتقام والمقاومة واحتضان كافة الامكانات والتعاون مع بعضنا البعض وتقديم تنازلات للصالح العام"، لم تتمكن رئيسة مجلس النواب من كبح جماح مشاعرها.
وتوضح الصحيفة الأمريكية أن بيلوسي نهضت من مقعدها وبدأت بالتصفيق بعد أن مدت ذراعيها بشكل غريب تجاه الرئيس الأمريكي، وعندما التف ترامب للنظر إليها وإلى نائبه مايك بنس الجالس على المقعد المجاور لها، لاحظ أنها تسخر منه، وتستهزأ بما يقول.
وسط الأجواء المشحونة التي ألقى فيها ترامب الخطاب، ترقب الجميع في واشنطن لحظة توتر أو ارتباك بين بيلوسي وترامب، وتوقع المصور الأمريكي أن تكون هذه اللحظة التي يصافحان فيها بعضهما البعض، إلا أن المصحافة بينهما مرت في سلام، ويقول ميلز في حوار مع مجلة جورناليزم ريفيو: "احتوت بيلوسي الموقف في البداية، ولكن بعدما بدأ الرئيس الأمريكي يتحدث عن ضرورة التعاون بين الحزبين، قفزت من فوق مقعدها ونظرت إليه في سخرية، وقامت بحركة يديها".
وكانت صحيفة رويترز أول من أعاد نشر الصورة على تويتر، وبعد لحظات أصبحت الصورة الأكثر انتشارًا على مواقع التواصل الاجتماعي. يقول ميلز إنه استيقظ صباح اليوم التالي لالتقاط الصورة ووجد على هاتفه المحمول مئات الإشعارات التي تخُبره أن أشخاصًا داخل وخارج الولايات المتحدة نشروا صورته، واستخدموها إما في السخرية من ترامب، أو الهجوم على بيلوسي ووصف تصرفها بالوقح وغير المحترم.
يُرجح المصور الأمريكي سبب انتشار هذه الصورة بالتحديد بهذه الدرجة إلى أنها وثقت اللحظة التي توقعها الجميع. ويقول: "الجميع كان يتوقع أن يجمع بين هذه الاثنين لحظة من التوتر وهذا ما حدث بالفعل".
ويتابع:" بعد نشر الصورة أخبرني الناس إنهم شعروا أن بيلوسي كانت تصفق بسخرية، فيما قال أخرون إنها قصدت بهذه الحركة أن الديمقراطيين عادوا مُجددًا وأنهم يراقبونه ويراقبون أفعاله".
يقول ميلز إنه لا يملك أي أجندة سياسية ولا يسعى إلى استخدام صوره لأي أغراض أو تحقيق مصالح وهو أمر لا يُسمح به في نيويورك تايمز حيث يقوم بعمله، هو يحاول فقط على التقاط الصورة المثالية في الأحداث التي يقوم بتغطيتها.
يعمل ميلز في البيت الأبيض منذ عام 1983، منذ فترة حكم رونالد ريجان، ويوضح المصور الأمريكي أن كل رئيس أمريكي يختلف عن الآخر تمامًا، حتى إذا كانت سياسة البعض متشابهة إلا أنهم لا يشبهون بعضهم البعض أبدًا.
يُشير المصور الأمريكي إلى أن فترة رئاسة ترامب تميزت بشيء لم يكن موجودًا خلال فترات حكم الرؤساء الخمسة السابقين، وهو أنه بات الآن للمصورين الصحفيين البقاء لفترات أطول حوله، وهذا ما يعتبره "حلم أي مصور".
ويتابع: "وجودي حوله خلال العامين الماضيين ساعدني على التعرف على سياساته واتجاهاته، وتأكدت من أنه شخص لا يمكن توقعه. فهو يبقينا جميعًا مترقبين طوال الوقت".
ويوضح المصور الأمريكي أن الأوضاع خلال الإغلاق الجزئي للحكومة لم تختلف كثيرًا عما كانت عليه في الماضي، فلم يكن يُسمح للمصورين بالتواجد حول الرئيس طوال الوقت، إلا أن أغلب المصورين والصحفيين كانوا سعداء بالحصول على قسط من الراحة، بالنظر إلى أن فترة رئاسة ترامب مليئة بالأحداث والمفاجآت التي تستنزف طاقتهم، وتجعلهم يعملون دون توقف.
فيديو قد يعجبك: