"مجهول صعب" ينتظر الجزائر إذا أصر بوتفليقة على الترشح لولاية خامسة.. صحف عربية تحذر
(بي بي سي):
تناولت صحف عربية الوضع في الجزائر في ظل استمرار الاحتجاجات ضد ترشّح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.
وحذّر بعض الكُتّاب من أن إصرار بوتفليقة على الترشح سوف يفتح الباب أمام "الفوضى والمجهول الصعب".
بينما دعا آخرون النظام الحاكم إلى أن يترك للشعب حرية الاختيار.
"مفترق صعب"
يقول محمد علي فرحات في "الحياة" اللندنية إن الجزائر أمام "مفترق صعب"، ويحذر من دخول الجزائر "مرحلة الثنائية القاتلة بين الجيش والإسلاميين".
ويضيف بأن الحال في الجزائر هو أن الجيش "أصبح بديلاً واقعياً من حزب جبهة التحرير الوطني الذي يُشكّل واجهة للعسكر الحاكم لا أكثر ولا أقل".
ويرى أن ترشّح بوتفليقة لولاية خامسة "لا ينقذ الجزائر بل يؤجل مشكلتها، ويجعل الخروج منها أكثر صعوبة، بل مستحيلاً إذا أردنا الدقّة في وصف الحال بعد خمس سنوات. ولا مجال للاستهانة فالجيش الذي هدد المتظاهرين باستخدام القوة كما صرح رئيس أركانه، يمكنه أن ينفذ التهديد مطيحاً المتظاهرين وبوتفليقة معاً ليتأسس الحكم العسكري المباشر".
في السياق ذاته، يقول سمير عطا الله في "الشرق الأوسط" اللندنية: "التجربة الجزائرية الدموية في حالات الفراغ في السلطة لا يمكن أن ينساها أحد. ولئن كان الرئيس بوتفليقة الرجل الذي أنهى تلك المحنة الكبرى، فالخوف الآن من أن يتسبب خوضه المعركة الرئاسية، في خطر مشابه".
ويحذر الكاتب من أن إصرار بوتفليقة على الترشح لولاية خامسة سوف يفتح الباب أمام "الفوضى والمجهول الصعب".
ويرى سامح المحاريق في "القدس العربي" اللندنية أن "إشكالية الجزائر هي أن الرئيس بوتفليقة عملياً ليس الحاكم، لأسباب صحية لم يعد بالإمكان إخفاؤها، أو تجميلها لتسويقها داخل الجزائر أو خارجه، ولو أجال الرجل فكره بحرية وجلاء لوقع على حقيقة مفادها أنه ليس من الضروري أن يغامر بتاريخه ومنجزاته من أجل لا شيء عملياً، نعم لا شيء، فهو ليس المستفيد شخصياً مما يجري في بلد بأهمية وإمكانيات الجزائر".
"جمعة أخرى من أجل الجزائر"
وحول مسيرات الاحتجاج التي اجتاحت بعض الولايات ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، يقول نور الدين لعراجي في "الشعب" الجزائرية: "عاشت الجزائر برمتها مسيرات جابت معظم ولايات الوطن، رفع فيها المتظاهرون شعارات سلمية ولعل أهمها تلك المتعلقة بعدول الرئيس بوتفليقة عن الترشح لعهدة جديدة خامسة، بدواعي مرضه وعلاجه، ولا يمكنه ربما تحمل خمس سنوات أخرى، مرت الرابعة وهو في تلك الحالة، وحري به أن يرتاح ويترك الريادة لآخرين يقودون القاطرة إلى بر الأمان".
وتحت عنوان "جمعة أخرى من أجل الجزائر" كتب جلال بوعاتي في "الخبر" الجزائرية يقول إن الجزائريين يستعدون اليوم الجمعة للخروج إلى الشوارع والساحات، بشعار واحد ورئيسي هو: "لا للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة".
ويضيف: "البعض أطلق عليها جمعة الغضب والبعض الآخر يطلق عليها جمعة الحسم، وبين التسميتين كلمة واحدة للشعب الجزائري، مفادها التغيير ثم الإصلاح وليس العكس".
من جانبه، يقول الكاتب الجزائري أزراج عمر في "العرب" اللندنية إن "الموقف الرافض للعهدة الخامسة من طرف قطاع معتبر من الشعب الجزائري هو في الحقيقة شجب لثقافة الحكم الأحادي والشللي من جهة، ونكاية في الطابور الخامس الذي يختبئ وراء قناع الرئيس بوتفليقة ويتكلم باسمه - منذ تعرّضه للمرض المزمن الذي أبعده عن العملي السياسي الميداني المباشر وعن التواصل مع شعبيه وجها لوجه - وذلك من أجل نهب الثروة والسيطرة على مناصب النفوذ من جهة أخرى".
وفي صحيفة "رأي اليوم" اللندنية، توجّه الكاتبة الجزائرية بادية شكاط رسالة إلى الحزب الحاكم في الجزائر، قائلة: "إن كنتم كما تدّعون النظام الذي لا تُداخله نقيصة أوعيب، وأنه يبحث عن تحقيق الاستقرار للشعب، فلا تلزموا هذا الشعب بطاعة مَن لا سَمع له ولا طاعة، ولا ترجوا منه إقامة ما تدعونها بالأعراس الانتخابية، في زمن المواكب الجنائزية، ولا تطلبوا منه أن يسمع رسائل افتراضية، ويكلم صورًا جدارية، وكأنه استدراج لجاهلية".
وتضيف: "إن كنتم تريدون الخير للشعب، فالخير عند الشعب أن تتركوه يختار، أتركوه يتنفس الحرية".
فيديو قد يعجبك: