إعلان

مذبحة القلعة: كيف تخلص محمد علي من منافسيه في حكم مصر بضربة واحدة؟

10:58 م الجمعة 01 مارس 2019

محمد علي

بي بي سي:

في الفاتح من مارس عام 1811 أشرف محمد علي، والي مصر الذي عينه العثمانيون، على ما عرف باسم مذبحة المماليك أو مذبحة القلعة والتي أسفرت عن نتائج عديدة على رأسها تخلصه من منافسيه في حكم مصر.

فما هي حكاية محمد علي والمماليك؟

لم يكفِ محمد علي أنه كان أبًا لـ95 ابنا في حياته، بل يُعده البعض أيضا أبًا لمصر الحديثة.

ولد محمد علي لأسرة مسلمة في مقدونيا، وذهب في الجيش العثماني إلى مصر عام 1801 لطرد الفرنسيين، وكان نائب قائد الكتيبة الألبانية.

وفي أعقاب مقتل قائد الكتيبة الألبانية خلفه محمد علي الذي تمتع بشخصية كاريزمية صارمة، مهّدت له الطريق لتولي منصب الوالي عام 1805.

وبمجرد توليه السلطة في مصر شرع في إتمام المهمة التي بدأها الفرنسيون وهي تدمير النظام السياسي التقليدي في مصر، وتنصيب أسرة حاكمة ظلت تحكم مصر حتى عام 1952.

وقد برع محمد علي في إبرام التحالفات والتخلص من خصومه، ولكن المماليك كانوا أكبر عقبة في طريقه.

صعود المماليك

والمماليك هم الرقيق المحاربون الذين جُلبوا من خارج مصر، وتلقوا تدريبات حربية على أعلى مستوى.

ولم يكن المماليك أسرة حاكمة، وإنما أحضرهم الفاطميون ومن بعدهم الأيوبيون من آسيا الوسطى فيما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر.

وبعد انهيار الدولة الأيوبية في القرن الثالث عشر تطلع كبار أمراء المماليك لتولي السلطة في مصر والشام.

ولم يتحول المماليك لسلالة تقليدية حاكمة تنتقل فيها السلطة من الأب إلى الابن أو الأخ وإنما كان كبار أمراء المماليك يختارون أحدهم ويجلسونه على العرش.

ولم يكن أبناء المماليك الذين أطلق عليهم "أولاد الناس" مماليك، لأنهم لم يكونوا عبيدًا، ولم يتولَّ أحد هؤلاء السلطة إلا في حالات نادرة ولفترة وجيزة.

النهاية

ولأن المماليك لم يكونوا أسرة حاكمة لم ينجح العثمانيون في القضاء عليهم، بعد إسقاطهم دولة المماليك عام 1517، بل ظل الكثيرون منهم يحتلون مناصب، وخاصة من تحالف منهم مع العثمانيين ضد آخر سلاطين المماليك طومان باي.

وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر أضعفتهم، كما أنهم انقسموا إلى فريقين رئيسيين بقيادة الألفي بك والبرديسي بك.

كان الألفي يريد إقامة دولة يحكمها المماليك في مصر ومستقلة عن الدولة العثمانية، وسعى للحصول على دعم بريطانيا.

وفي عام 1807، توفي كل من الألفي بك والبرديسي بك، وبحلول عام 1811 كان محمد علي قد بلغ من القوة حدًا يمكنه من التعامل مع المسألة المملوكية.

فعندما طلبت منه الدولة العثمانية إرسال قواته إلى الجزيرة العربية للقضاء على الدولة السعودية الأولى هناك قرر توجيه ضربة قاضية للمماليك حتى يطمئن في حالة خروج الجيش، فقام بتنظيم حفل كبير في القلعة بالقاهرة بمناسبة تولية ابنه طوسون قيادة الجيش ودعا نحو 500 من قيادات المماليك، حيث تم الاحتفاء بهم وتقديم القهوة والحلوى لهم قبل أن تغلق بوابات القلعة، ويفتح جنود الوالي نيران بنادقهم عليهم لتحصدهم جميعا، باستثناء واحد فقط.

وانطلق جنود محمد علي يطاردون المماليك في كل مكان في مصر، حيث بلغ إجمالي من قتل منهم نحو 3 آلاف قتيل.

كانت هذه نهاية المماليك في مصر، بينما استمر محمد علي في عملية التحديث، وعندما توفي في الإسكندرية عام 1849 عن عمر يناهز 80 عاما كانت أسرته هي الحاكم الفعلي لمصر باعتراف الدولة العثمانية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان