لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف ظهرت سمات شخصية ترامب في خطاب واحد؟

10:54 م الأحد 10 مارس 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:
هاجم وانتقد منافسيه، وبالغ في تقدير انجازاته، وتحدث إلى الجمهور بلكنة جنوبية مصطنعة من أجل التقرب منهم، وسبّ ولعن مهاجميه ومنتقديه، على مدار ساعتين وخمس دقائق، أبهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنصاره وأثار انتقادات معارضيه بعد خطابه الطويل، الذي تقول صحيفة واشنطن بوست إنه كشف الستار عن سمات شخصيته.

تُشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن ترامب اعتلى المنصة لإلقاء خطاب مؤتمر العمل السياسي المحافظ، الأسبوع الماضي، بعد سلسلة من الإخفاقات السياسية مثل انهيار المحادثات النووية مع كوريا الشمالية، وتباطؤ الاقتصاد، والعجز عن التوصل إلى اتفاق بشأن الهجرة غير الشرعية، ومحاولاته الفاشلة لبناء جدار حدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، مواجهته الشرسة مع الديمقراطيين، ولكنه مع ذلك كان مفعمًا بالحيوية.

وتقول صحيفة الأمريكية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، إنه حتى بالنسبة لسياسي لا يبدو أنه يتوقف عن الكلام أبدًا، فإن الخطاب الذي ألقاه ترامب، في مؤتمر العمل السياسي المحافظ، كان أطول خطاباته منذ وصوله إلى سدة الرئاسة، لافتة إلى أنه من الممكن استخدامه كخريطة طريقة لفهم هوية الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، كما أنه يُلقي الضوء على شكل حملته الانتخابية لعام 2020، والتي استعرضتها على النحو التالي:

الهزلي / المُسلي

بعد حوالي 10 دقائق من خطابه، تحدث ترامب بشكل هزلي عن شكل الحياة في ظل حكم الديمقراطيين، وسخر من مشاريعهم التي تهدف إلى المحافظة على البيئة، وسط ضحكات وتهليلات الحشود.

تقول واشنطن بوست إن الرئيس الأمريكي لديه قدرة على تسلية الحشود، بالنظر إلى حضوره القوي وقدرته على إلقاء الخطابات الرنانة، والتي يستخدم فيها العبارات المكررة مثل وسائل الإعلام المزيفة، وهيلاري كلينتون المحتالة، وغيرها.

المقاتل

تُشير واشنطن بوست إلى أن ترامب يعمل دائمًا على الترويج لنفسه باعتباره المليادير الذي يُقاتل للدفاع عن الأمريكي، وخلال الخطاب شدد ترامب على أنه لن يتوقف عن الدفاع عن العائلات الأمريكية، والعمال الأمريكيين، مُشيرًا إلى حرصه على ألا يفقدوا وظائفهم، وأنه سيبذل قصارى جهده على ألا يسمح للشركات بتدمير حياتهم بعد الآن.

تقول الصحيفة الأمريكية إن ترامب تحدث عن نفسه وكأنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي يناضل من أجل حقوق الطبقة المتوسطة.
ودفاعًا عن قراره بفرض حالة الطوارئ من أجل بناء الجدار، ألقى ترامب اللوم وانتقد أسلافه على استخدام سلطاتهم التنفيذية من أجل مساعدة مواطني الدول الأخرى، متجاهلين الشعب الأمريكي. وقال: "عمل الرؤساء الآخرين على ضمان الاستقرار السياسي في بوروندي والدفاع عن سيادة لبنان، ولكننا الآن نحمي شعبنا.. شعبنا فقط".

الضحية

مرة أخرى تحدث ترامب عن نفسه وكأنه ضحية، مُشيرًا إلى أنه يتعرض إلى هجوم شرس من قبل عدة جبهات، من بينها "وسائل الإعلام المزيفة"، الديمقراطيين في الكونجرس، وتحقيقات روبرت مولر بشأن مزاعم تواطؤ روسيا في الانتخابات، والتي يصفها بـ"مطاردة الساحرات".

تجاهل الرئيس الأمريكي أزمة المهاجرين غير الشرعيين التي تتفاقم وتثير الكثير من المشاكل في الولايات المتحدة، وعوضًا عن ذلك أشار إلى أنه قضى عُطلة عيد الميلاد بمفرده في البيت الأبيض.

المتنمر

خلال الخطاب، شن الرئيس الأمريكي هجومًا على المحقق الخاص روبرت مولر، مُشيرًا إلى أنه لم يتولى منصبًا رسميًا كبيرًا، ولم يحظَ أبدًا بشعبية كبيرة وسط الجمهور، كذلك انتقد بعض الشخصيات السياسية وتهكم منها دون الكشف عن هويتها، بما في ذلك بعض أعضاء إدارته.

الكاذب

تقول واشنطن بوست إنه بالنسبة لرجل مثل ترامب فإن حجم الحشود يعد أفضل طريقة لقياس قيمة أي زعيم، لذا يعمل دائمًا على التطرق لموضوعات تجمع أكبر عدد من الناس حوله.
وخلال خطاب مؤتمر حزب العمل السياسي المحافظ، حاول الرئيس الأمريكي التأكيد بشتى الطرق على مدى شعبيته وجاذبيته، بما في ذلك الإدعاء بأنه لم يكن هناك أبدًا مقعدًا واحدًا خاليًا في مسيرته.

لا يتوقف ترامب عن الكذب أبدًا، حسبما تقول واشنطن بوست، وفي خطابه الأخير زعم أنه يتم بناء الجدار الحدودي العازل، كذلك أدعى أن وضع الاقتصاد الأمريكي هو الأفضل في التاريخ، وادعى أيضًا أنه طرد وزير الدفاع جيم ماتيس من عمله، فيما تؤكد التقارير أن الأخير استقال من منصبه احتجاجا على سياسة الرئيس في سوريا.

المتمرد

في لحظة نادرة، تحدث ترامب عن زواجه وقال إن زوجته ميلانيا ترامب تحثه على التوقف عن السباب، وقال:"السيدة الأولى ميلانيا ترامب لا تحب عندما أسب وأقول كلمة معينة، الكل يعرف ما هي الكلمة التي أريد استخدامها، هل يجب أن استخدمها؟"، وهنا هلل الحشد، ليتابع الرئيس الأمريكي: "أخبرت سيدتنا الأولى العظيمة أن الجمهور يريدني أفعل ذلك".
تقول واشنطن بوست إن ترامب لم يتحدث عن زوجته دون مُبرر، ولكنه أراد من خلال هذه العبارات التي تبدو ساذجة الإشارة إلى أنه يتمرد على جميع مستشاريه والمقربين منه، بما فيهم زوجته، وهو الأمر الذي يُقربه من الجمهور.

الشكّاء

وبعد أن أشعل حماس الحشد، كان لدى ترامب شكوى مفاجئة، في إشارة إلى السيناتور إليزابيث وارن، وهي المرشحة الديمقراطية المحتملة لرئاسة الولايات المتحدة، قال الرئيس الأمريكي – بنبرة تآمرية- إنه كان من المفترض أن يُنقذ كل شيء لبوكاهانتس لسنة أخرى، وبينما كان الحشد يضحك على الضجة العنصرية التي يستخدمها الرئيس للسخرية من وارين باعتبارها واحدة من الأمريكيين الأصليين، تابع ترامب قوله: "لأنني دمرت مسيرتها السياسية، والآن لن أحظى بفرصة لمنافستها، لكنت أحببت ذلك".

كذلك انتقدت الرئيس الأمريكي الديمقراطيين واتهمهم بعرقلة عمله، كذلك برر سبب بقائه في واشنطن خلال فترة الإغلاق الحكومي الأطول، وقال: "وجدت أنه من الأفضل ان أبقى في البيت الأبيض في هذه الفترة، حتى تحبوني وتمنحوني أصواتكم في الانتخابات".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان