كيف يساعد ترامب "صديقه المُقرّب" نتنياهو في حربه من أجل البقاء؟
كتبت- هدى الشيمي:
بالنسبة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمثابة هدية أو هبة عليه الحفاظ عليها. تقول مجلة "فورين بوليسي" إن ترامب استضاف نتنياهو في البيت الأبيض، أمس الاثنين، من أجل تشتيت الانتباه عن فضائح الفساد التي طالته والتي يتكشف المزيد منها بمرور الوقت، قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية.
وتُشير المجلة الأمريكية إلى أن ترامب وقّع مرسومًا بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المُحتلة، ليتخلى بذلك عن السياسية الخارجية الأمريكية التي اتبعها كل أسلافه، وحتى يُذكر كل الإسرائيليين إنه لن يكون لدى أي مسؤول إسرائيلي آخر القوة والحضور اللذين يتمتع بهما صديقه المقرّب نتنياهو في واشنطن.
يواجه نتنياهو منافسة شرسة أمام بيني غانتس، رئيس هيئة الأركان العامة العشرين لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وكشفت أحدث استطلاعات اُجريت في إسرائيل إن تحالف الأزرق الأبيض بقيادة غانتس، ويائير لابيد، وموشيه يعلون، وغابي أشكنازي، يتفوق على حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
تقول فورين بوليسي إنه لا شك أن إعلان ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، قد يساعد على استعادة نتنياهو لبعض الأصوات التي فقدها، لاسيما وأن هناك إجماع شبه كُلي في دولة الاحتلال على أنه لا يجب ابداً الاستغناء عن المرتفعات المحتلة بعد أن عززت إيران وجودها في سوريا إبان الأعوام الماضية.
يوضح يوسي فيرتر، الكاتب السياسي المُخضرم في صحيفة هآرتس، أنه في الوقت الذي يتعامل فيه العالم الديمقراطي مع ترامب على أنه مُخربّ للتاريخ، يتصرف بطريقة صبيانية، كان بالنسبة للنتنياهو "بابا نويل"، أو الشخص الذي يمنحه هدايا طوال العالم.
على مدار عامين، قدم ترامب الكثير لنتنياهو، إذ اعترف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران، وقطع المساعدات الأمريكية للمناطق الفلسطينية.
نفى ترامب، خلال عدة مقابلات اُجريت معه مؤخراً، ما يتردد حول محاولاته للتأثير على أصوات الناخبين في إسرائيل. وقال: "ليس لدي أدنى فكرة عما يجري هناك. وأنا أسمع فقط أنه بخير".
وكانت فضائح الفساد التي تلاحق نتنياهو محل اهتمام وسائل الإعلام إسرائيلية، والتي ذكرت أن مكتب المدعي العام الإسرائيلي يدرس فتح تحقيق جنائي جديد ضد نتنياهو، حول أرباح جناها من شراء أسهم في مصنع للحديد في ولاية تكساس الأمريكية. واتهم قادة تحالف "أزرق أبيض" نتنياهو بتلقي مبلغ 16 مليون شيكل (4.5 مليون دولار) لجيبه الخاص.
مع ذلك، تقول المجلة إن إعلان ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتلة أعاد التركيز على الحملة الانتخابية، وأعاد لرئيس الحكومة قدرًا من الثقة.
تدخل الولايات المتحدة في السياسية الإسرائيلية ليس جديدًا، تذكر فورين بوليسي أنه قبل تحركات ترامب الأخيرة، فإن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عقد قمة سلام إقليمية لدعم شيمون بيريز في الانتخابات الإسرائيلية عام 1996، ولكن محاولاته باءت بالفشل، لأن منافس بيريز، الذي كان مُبتدئًا وغير معروف وتنقصه الكثير من الخبرة تمكن من الانتصار عليه، وكان اسم هذا المُرشح بنيامين نتنياهو.
فيديو قد يعجبك: