لمدة عقدين.. كيف انتقلت ضرائب بريطانيا إلى القاعدة؟

كتب – محمد عطايا:

كشف تحقيق لصحيفة "ذي تايمز"، انتقال مبالغ طائلة من أموال دافعي الضرائب في بريطانيا إلى يد تنظيم القاعدة، الذي استخدمها لتمويل معسكرات التدريب والبرامج التعليمية المتطرفة وغيرها من الأنشطة الإرهابية.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن ملفات الاستخبارات البريطانية السرية، أن شبكة دولية يحمل العاملين بها جنسيات أسيوية وبريطانية، تمكنت من الاحتيال على وزارة الخزانة، وسرقة 80 مليون جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب، أرسلت بعض منها إلى تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان.

الشبكة الأسيوية البريطانية، قالت "ذي تايمز"، إن لها صلات بتفجيرات لندن 7 يوليو 2005، التي نفذها 4 انتحاريين، وأدت إلى مقتل 52 شخصًا.

واستمرت الشبكة التي كانت تعمل في لندن وبكنجهام شاير، لمدة عقدين في الاحتيال وسرقة أموال الضرائب، فضلًا عن نهب بطاقات الائتمان والرهن العقاري، في عمليات استهدفت البنوك والمؤسسات والأفراد، حسبما ذكر الموقع.

وزعم المحتالون أنهم أرسلوا 1 بالمئة فقط، من الأموال التي حصلوا عليها من الاحتيال، إلى تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان.

وبحسب وثائق استخباراتية سرية، أطلعت عليها صحيفة "ذي تايمز"، تبين أن بعض الأموال وصلت إلى مجمع أسامة بن لادن السكني في باكستان، قبل اغتياله على أيدي القوات الخاصة الأمريكية في عام 2011.

وأرجعت الصحيفة نجاح عملية الاحتيال على وزارة الخزانة البريطانية إلى خطأ وقع فيه ضباط الجمارك بعدم مشاركة المعلومات مع الاستخبارات أو أجهزة الأمن.

وقال أحد ضباط الجمارك لـ"ذي تايمز"، إنه مُنع من تبادل المعلومات مع "المكتب الخامس"، وهو فرع لجهاز الاستخبارات البريطاني، لأن هيئة إيرادات وجمارك صاحبة الجلالة، أرادت الحفاظ على سرية السجلات الضريبية.

وادعى ضابط المخابرات الذي رفض ذكر اسمه، أن تبادل المعلومات يمكن أن يؤدي إلى ملاحقته قضائيًا.

وأكد مصدر مطلع على الأحداث لصحيفة "ذي تايمز"، أن هيئة إيرادات وجمارك صاحبة الجلالة، لا تستطيع رؤية الصورة الأكبر، وهي تهديد الأمن القومي، لذلك فضلوا إبقاء المعلومات سرية ما تسبب في النهاية بسرقة 80 مليون جنيه إسترليني.

وذكرت ميج هيلير، رئيسة لجنة الحسابات العامة في البرلمان البريطاني، أنها تفكر في بدء تحقيق حول واقعة الاحتيال، قائلة: "سرية دافعي الضرائب مهمة ولكن عندما يتهرب أحدهم سعيًا لإلحاق الأذى بنا، يجب إخبار الوكالات المناسبة بالأمر".

وأكدت ميج هيلير ، "أن هيئة إيرادات وجمارك صاحبة الجلالة، تشارك بشكل روتيني المعلومات مع الوكالات الأخرى، لذلك أجد أنه من غير المعتاد أن تحجبها في واقعة احتيال 80 مليون جنيه إسترليني".