بعد الكشف عن حالته الصحيّة.. أين اختفى بوتفليقة؟
كتبت – إيمان محمود:
باتت مسألة خوض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للفترة الرئاسية الخامسة محسومة، لكن الرئيس الذي غادر البلاد، في 24 من الشهر الماضي، لإجراء فحوصات طبية دورية في سويسرا، أصبح اليوم في مكان "غير معلوم".
ورغم أن الرئاسة الجزائرية أعلنت عقب سفره أنه سيمكث 48 ساعة لإجراء فحوصاته الدورية المُعتادة، إلا أن الرئيس اقترب من الأسبوعين في جنيف وسط تكهنّات عديدة حول حالته الصحيّة.
وأصيب بوتفليقة، 81 عامًا، بجلطة في عام 2013، ومنذ ذلك الحين لم يظهر على الملأ سوى مرات قليلة. وأثار سعيه لإعادة انتخابه استياء بين الجزائريين الذين يرونه غير مؤهل صحيا للحكم.
وأعلن بوتفليقة رسميًا ترشحه للانتخابات، عبر مدير حملته، الذي قدم أوراقه للمجلس الدستوري متعهدًا في رسالة للجزائريين بـ 6 أمور، بينها إجراء انتخابات مبكرة من دونه، ووضع دستور جديد للبلاد، والدعوة لحوار وطني شامل، لكن ترشّحه أثار غضبًا شعبيًا واسعًا.
مستشفى سويسرا
قبل أيام، أثارت طائرة بوتفليقة تساؤلات عديدة، بعد أن ذكر موقع "يورونيوز" الأوروبي، أن الطائرة الرئاسية عادت من جنيف إلى الجزائر دون وجود بوتفليقة على متنها.
وفي اليوم ذاته ذكرت شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، نقلا عن مصدر طبي أن حالة الرئيس الجزائري حرجة جدا، مضيفة أنه كان من المقرر أن يخضع بوتفليقة لعملية جراحية لكن وضعه الصحي لم يسمح بذلك.
وكشفت صحيفة "تريبون دو جنيف"، أمس الأربعاء، عن أن بوتفليقة يرقد في الطابق الثامن لمستشفى جنيف الجامعي، مشيرة إلى أنه "تحت رعاية طبية مستمرة، وهو يعاني من مشاكل عصبية وتنفسية، وحياته مُهددة بشكل دائم".
وبعد ساعات أفادت وسائل إعلام سويسرية، أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، "خرج من المستشفى التي يتلقى بها العلاج، ووضعه الصحي حرج".
وبحسب وسائل الإعلام السويسرية، فإنه لم يتم الاستعلام بعد عن المكان الذي نُقل إليه، سواء كان مصحة أخرى، أو أنه سيعود إلى بلاده.
الجزائر تنفي
أما السُلطات الجزائرية فكذّبت ما تردد عن الحالة الصحية المتدهورة للرئيس، إذ قال عبد الغني زعلان، مدير حملة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إن الأخبار المتداولة حول تدهور صحة الأخير في إحدى المستشفيات السويسرية "لا أساس لها من الصحة".
جاء ذلك في حوار مع صحيفة الخبر الجزائرية نشرته اليوم الخميس، في أول تعليق رسمي على المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام السويسرية، وأكد زعلان: "عبد العزيز بوتفليقة في جنيف من أجل فحوص طبية دورية، وهو بصدد استكمالها".
واستطرد: "أؤكد لكم ولكل المواطنين أن وضعه الصحي لا يدعو لأي قلق. للتذكير ففي كل مرة يجري فيها الرئيس فحوصات دورية يعلم الشعب الجزائري عن ذلك".
رسالة بوتفليقة
وبعد ساعات من نشر تصريحات مدير حملة بوتفليقة؛ نشرت وكالة الأنباء الجزائرية رسالة له قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والرقمنة، هدى ايمان فرعون.
جاءت الرسالة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة، دون أن تتطرق لما ردد حول الحالة الصحيّة للرئيس الجزائري أو نقل مكانه.
ونقلت الوزيرة الجزائرية قوله: "شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية ووجدنا في ذلك ما يدعو للارتياح لنضج مواطنينا بما فيهم شبابنا وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعًا معيشًا".
ودعا الشعب الجزائري إلى أخذ الحذر والحيطة من "اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية التي، لا سمح الله، قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات".
فيديو قد يعجبك: