إعلان

صحف عربية: عوض بن عوف "استمرار لنظام البشير" في السودان

02:39 م الجمعة 12 أبريل 2019

عوض بن عوف و البشير

لندن (بي بي سي)

أبرزت صحف عربية التطورات الأخيرة في السودان، حيث أعلن الجيش أمس الخميس عزل الرئيس عمر البشير واعتقاله، بعد شهور من الاحتجاجات الشعبية على حكمه.

ويرى بعض الكُتّاب أن نظام البشير "كان لابد أن يسقط بسبب التدهور المريع في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب السوداني".

كذلك يرى آخرون أن المجلس العسكري الانتقالي الذي تم الإعلان عنه لإدارة شؤون البلاد تحت رئاسة وزير الدفاع عوض بن عوف هو جزء من نظام البشير نفسه، مطالبين بإسقاطه هو الآخر.

"كان لابد أن يسقط"

يقول مأمون أبو شيبة في موقع باج نيوز السوداني إن "نظام المشير عمر البشير سقط وكان لابد أن يسقط بسبب التدهور المريع في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب السوداني".

ويضيف الكاتب: "سقط نظام البشير، ولكن عملية الإصلاح تتطلب ثورة تغيير كبرى تبدأ باجتثاث كل قلاع الفساد ومسبباته".

ويتساءل نور الدين مدني في صحيفة التغيير السودانية "لماذا يُصر البعض على استمرار هذا النظام الذي فشل فشلاً واضحاً في حل كل الأزمات السياسية والاقتصادية والخدمية والأمنية بل فاقمها بسياساته وإجراءاته القمعية رغم كل التغييرات الشكلانية التي حدثت في تركيبة الحكم والسباحة عكس الإرادة الشعبية السلمية الساعية للحرية والتغيير".

وتقول صحيفة القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها إنه "إذا كانت الإطاحة بالبشير هدفاً كبيراً دفع ثمنه الشعب السوداني عشرات القتلى والجرحى في انتفاضة دامت 4 شهور فإن قيادة عوض بن عوف الانقلاب تثير الجدل، فهو النائب الأول للبشير، وهو ابن المؤسسة العسكرية ـ الأمنيّة والسياسية - نفسها التي ثار عليها السودانيون".

وتضيف الصحيفة بأن "الحلول التي طرحها بن عوف في إعلانه الانقلابي تكشف صراحة عن رغبة بن عوف ومجموعة الضباط الكبار الذين يرأسهم في تثبيت حكم عسكريّ جديد يبدأ، كعادة الانقلابات العسكرية كلها، بتشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية".

ويصف عبدالغني بريش في موقع سودانيز أونلاين خطوة بن عوف بأنها "مهزلة ومسرحية"، متسائلاً كيف للرجل أن يتولى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي وهو النائب الأول لعمر البشير ووزير دفاعه، "حيث أن الرجل شريك مع عمر البشير في كل جرائمه ضد الشعب، كما أن الرجل تم إدراج اسمه في عام 2007 ضمن القائمة السوداء الأمريكية، عن دوره كقائد للاستخبارات العسكرية والأمن بالجيش السوداني خلال الصراع في دارفور".

ويضيف الكاتب: "إن التغيير ليس مجرد ضرورة، بل أكثر من ذلك وأبعد منه، إنه شرط من شروط التعايش والاستمرارية، ولذلك نقول تسقط تاني (عوض بن عوف ومجلسه الانتقالي)".

في نفس السياق، تقول صحيفة السوداني اليوم: "تمثيلية سمجة سيئة الإخراج تلك التي أقدم عليها من خطط ونفذ الحراك الذي أطاح بالرئيس البشير وجاء بالفريق بن عوف على رأس المجلس العسكري الانتقالي الذي من المفترض أن يدير البلاد لمدة سنتين".

وتضيف: "الرجل الذي ظل حتى آخر لحظة هو الشخص الثاني في النظام والأكثر قربا للرئيس من غيره لا يمكن أن يتصور هو ولا من دفع به أنه سيجد قبولا عند الناس حتى وإن كان يحظى بقبول داخل المؤسسة العسكرية".

ويتساءل محمد صالح المسفر في الشرق القطرية قائلا: "هل يُعقل أن يعيش السودان فترة قلق قادمة في ظل حكم الطوارئ ولمدة عامين تحت حكم مجلس عسكري أمني انتقالي بعد كل هذه التضحيات؟"

"البشير لم يتعلم من تجربة الجزائر"

يقول سمير عطاالله في الشرق الأوسط اللندنية إن البشير لم يتعلم من التجربة الجزائرية ولا ما قبلها "ومثل جميع الديكتاتوريين، أثبت أنه لم يعرف الشعب السوداني، ولم يحب سوى نفسه".

وعن الفارق بين الحراكين الجزائري والسوداني، تقول صحيفة رأي اليوم اللندنية في افتتاحيتها إن "الأول ظل مدنيا، وأن الجيش لعب دورًا إشرافيا، ولم يستول على الحُكم، وظل قائده الفريق أول أحمد قايد صالح مُلتزمًا بالدستور وعدم اتّخاذ أيّ خطوات تُشكّل انتهاكًا له، بينما كان تصرّف الجيش السوداني نقيضًا لهذا النّهج؛ فتدّخل مُباشرةً واستولى قائده ووزير دفاع البِلاد على الحُكم دون مُواربة".

وترى الصحيفة أن القادم في السودان يوحي بأن المجلس العسكري الانتقالي "سيَلجأ إلى القبضة الحديدية وإنهاء أعمال التّظاهر والاحتِجاج مهما كلّف الأمر".

وتضيف الصحيفة بأن البشير جاء إلى الحُكم بانقِلابٍ عسكري، "وها هو يغادر مُرغمًا بالطّريقة نفسها التي جاء بها، مع فارِقٍ أساسي وهو أن ثورة الإنقاذ التي تزعّمها بالتّعاون مع حركة الإخوان المسلمين أطاحت بنظام ديمقراطي وقادت السودان إلى الفقر".

في السياق ذاته، ترى صحيفة العرب اللندنية أن سقوط البشير يمثل "إعلانا عن سقوط نموذج الفشل كامل الأركان لمنظومة الإسلام السياسي بعد 30 سنة من الحكم".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان