كيف هدأت لهجة الاتحاد الإفريقي مع المجلس العسكري في السودان؟
كتب – محمد الصباغ:
في أول لقاء تلفزيوني له منذ توليه منصب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، وجه الفريق عبد الفتاح البرهان الشكر لمصر على مساندتها للخرطوم في الأزمة التي بدأت مع الاتحاد الإفريقي منذ تحرك القوات المسلحة للإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير.
كان الاتحاد الإفريقي هدد الأسبوع الماضي بإيقاف عضوية السودان بعدما تحرك الجيش في الحادي عشر من أبريل لعزل الرئيس السابق عمر البشير، عقب مظاهرات شعبية استمرت لأكثر من 4 أشهر وشهدت مواجهات بين المواطنين وقوات الأمن.
حينها أصدر مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد بيانًا للمجلس العسكري الذي قرر بدء مرحلة انتقالية لمدة عامين تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية، وحذر من أن استمرار "الحكم العسكري" قد يتسبب في تعليق عضوية الخرطوم في الاتحاد الأفريقي.
وأكد رئيس الدورة المجلس سفير نيجيريا لدى الاتحاد الإفريقي، بانكولي أديوه، خلال مؤتمر صحفي، على رفض "استيلاء المجلس العسكري الانتقالي على السلطة في السودان".
ولم يعلق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان على الفور وفقًا لما تنص عليه مواثيق وقواعد المنظمة، بل أمهل المجلس العسكري 15 يومًا لتسليم الحكم إلى سلطة مدنية، وأرسل رئيس المفوضية الإفريقية موس فكي إلى الخرطوم للقاء القوى المختلفة في السودان.
ونص بيان رسمي من مجلس الأمن والسلم على أنه إذا لم يسلم المجلس العسكري السلطة للمدنيين خلال 15 يومًا، سوف يعلق الاتحاد الأفريقي "مشاركة السودان في كافة أنشطته إلى حين عودة النظام الدستوري."
لكن في الوقت نفسه أشار البيان إلى أن الاتحاد الذي يضم 55 دولة، إلى تأييده لمطالب المتظاهرين وعلى رأسها تشكيل حكومة مدنية، مضيفا أن "قيادة الجيش للمرحلة الانتقالية تتناقض تماما مع تطلعات الشعب السوداني".
كانت المظاهرات السودانية تعرضت لهجمات من السلطات الأمنية ما دفعهم إلى نقل اعتصامهم الرئيسي إلى مركز قيادة أركان الجيش في العاصمة السودانية الخرطوم، وبعد أيام قليلة من الاعتصام تحرك الجيش بعد مطالبات من المعتصمين له بالتحرك، وقرر عزل الرئيس السابق عمر البشير من منصبه.
في الأيام التالية، بدأت حملة اعتقالات لرؤوس النظام السابق وتم نقل البشير إلى سجن كوبر شديد الحراسة، في وقت تم اتخاذ خطوات أخرى أبرزها التواصل مع القوى السياسية من أجل تشكيل حكومة أكد رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان أنها من الأفضل أن تكون "تكنوقراط".
وفي اليومين الماضيين بدأ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، زيارة إلى السودان التقى فيها قيادات من المجلس العسكري بجانب مجموعات معارضة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وذلك من أجل الوقوف على آخر تطورات الأوضاع.
وأعلن استعداد الاتحاد الإفريقي للعمل مع السودان من أجل إتمام "فترة انتقالية آمنة وتشكيل حكومة مدنية تهيئ المناخ لانتخابات حرة ونزيهة".
وأشار فكي خلال لقائه البرهان بالقصر الرئاسي بالخرطوم، إلى وجود "بعض الخلافات بين الشركاء تحتاج إلى مزيد من الجهد"، لكنه لم يحدد تلك الخلافات.
الغرض من الزيارة الذي أعلنه "فكي" هو الاستماع لكل الأطراف والوصول إلى اتفاق حول مرحلة انتقالية تلبي تطلعات الشعب السوداني، واستكمل حديثه في تحول كبير عن البيان الأول: "القارة الإفريقية تتفهم ما جرى في السودان، وسيتم التوصل إلى حل شامل من خلال التعاون بين مختلف الأطراف".
ومع هذا التغير في اللهجة من الاتحاد الإفريقي نحو ما يجرى في السودان، خرج رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان في حوار مع التلفزيون الرسمي، ووجه الشكر لمصر ومبادرتها للحيلولة دون إدراج السودان على قوائم حظر الاتحاد الأفريقي، ما يعني تعليق عضويتها.
وشكر أيضًا الاتحاد الإفريقي لتفاعله مع المجلس العسكري ومحاولته التيقن من أن ما جرى في السودان "ليس انقلابا وإنما استجابة لرغبة الجماهير".
وثمن البرهان الدور المصري في هذا الخصوص والعمل من أجل الخروج بأقل خسائر من قانون الاتحاد الإفريقي الذي يمنع الانقلابات، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وتتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي هذا العام، حيث انتقلت الرئاسة من بول كاجامي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
فيديو قد يعجبك: