إعلان

"حرق متاجر وتهديد بالقتل".. كيف تأثر المسلمون في سريلانكا بالهجمات الإرهابية؟

08:40 م الخميس 25 أبريل 2019

كيف تأثر المسلمون في سريلانكا بالهجمات الإرهابية؟

كتب - هشام عبد الخالق:

في صباح الأربعاء الماضي، حاصرت مجموعة من الأشخاص منزل أحد المسلمين في سريلانكا، حاملين قضبانًا حديدية، وذلك بعد يوم من إعلان تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجمات على كنائس وفنادق ما أسفر عن مقتل أكثر من 350 شخصًا وإصابة مئات الآخرين.

بعد إعلان التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم، أصبح المسلمون في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا خائفين من مواجهة ردود فعل عنيفة من المجتمع، بحسب ما تذكره صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وتقول الصحيفة، في تقرير مطول على موقعها الإلكتروني، الخميس، إن العصابة المكونة من عدة أشخاص حاصرت منزل أورانزب زابي، أحد المهاجرين الباكستانيين والذي يعيش في سريلانكا منذ عامين.

ويضيف، زابي للصحيفة، أنه استطاع الهرب من المنزل مع طفليه، وقفز فوق أحد الأسوار، ولكن العصابة لحقته وضربته بشكل مبرح، قبل أن يصل إلى إحدى نقاط التفتيش التابعة للجيِش، ولكن العصابة لم تتركه بل طلبت من الجيش أن يسمحوا لهم بقتله.

وتابع المهاجر الباكستاني، أن أعضاء العصابة لم يرحموا حتى نجليه، اللذان نالا نصيبهما من الضرب أيضًا، وهذا ما يحدث عندما تقف بمفردك في مواجهة ما يقرب من 100 شخص.

صورة 1

وتقول الصحيفة، إنه في نيجومبو، إحدى المدن الرئيسية التي كانت هدفًا لتفجيرات قتلت أكثر من 100 شخص، كانت مجموعات من المسيحيين تتحرك من منزل لآخر تحطم الأبواب والنوافذ، ويجرون الناس إلى الشوارع ويضربونهم ويهددونهم بالقتل، بحسب عدة أشخاص محليين، وعلى الرغم من أنه لم يتم الإبلاغ عن أي عملية قتل حتى الآن، إلا أن المسلمين في المدينة يخشون أنه مجرد وقت.

وترى الصحيفة، أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد نجحت في إثارة الكراهية الدينية من جديد في سريلانكا.

وعلى الرغم من المناشدات التي يطلقها الزعماء الدينيين من جميع الأديان والهادفة إلى التهدئة، إلا أن التوترات تتصاعد والخوف ينتشر عبر الجزيرة. ويقول العديد من المسلمين في أنحاء مختلفة من البلاد إنهم يتخفّون ويتجنبون الأماكن العامة.

وتقول الصحيفة، إن الوحدة التي ظهرت بين المجتمعين الأقلية الإسلام والمسيحية أثناء استهداف الأغلبية البوذية المتشددة لهما، تعرضت للاختبار عند وقوع هجمات يوم الأحد، والتي نفذها مسلمون متطرفون، بحسب ادعاءات الحكومة.

ويقول مالك فرحان، لاجئ باكستاني آخر: "في لحظة، تغير كل شيء، أصبحنا لا نشعر بالأمان بعد الآن في سريلانكا".

وتضيف الصحيفة، أن العديد من المسلمين حاولوا مواساة أقارب الضحايا من المسيحيين، إلا أن الوصول إليهم كان صعبًا، ورد الفعل كان قاسيًا لدرجة أن أحد القساوسة طلب من مجموعة من المسلمين الابتعاد عن الجنازات.

بعد الهجمات التي وقعت ضد المسلمين يوم الأربعاء، حاول العديد منهم الاختباء في أقسام الشرطة، ولكنها لم تتسع لهم، فذهبوا إلى المساجد، والتي قامت وحدات من الجيش والشرطة بحمايتها وحراستها، والتحقق من هويات كل الموجودين فيها والذين يدخلونها.

وبحلول مساء الأربعاء، غادرت عدة حافلات محملة بالمسلمين بوابات المساجد بعد أن امتلأت مقاعدها عن آخرها، ليتم توطينهم في مدن أخرى تبعد عدة أميال عن أماكن معيشتهم.

صورة 2

وتقول الصحيفة، إن اللاجئين الباكستانيين أهداف سهلة، فهم ذوو مظهر مختلف ويتحدثون لغة مختلفة، ويعيشون في سريلانكا كضيوف للحكومة في الوقت الذي تقوم فيه وكالات اللاجئين بإعداد خطط لإعادة التوطين على المدى الطويل.

في مدينة بانداراجاما، التي تبعد ساعتين تقريبًا، كان محمد إقبال، أحد رجال الطائفة المسلمة القليلة في المنطقة، يدير متجرًا للأحذية لمدة 15 عامًا، وكان يوفر لعائلته بضع مئات من الدولارات كل شهر، ولكنه لم يعد موجودًا الآن.

ويقول إقبال: "إنه تم إضرام النيران في متجره، بدافع الانتقام بالطبع، في مساء اليوم الذي شهد التفجيرات المميتة"، ويضيف نجله إلفاز، "ينظر إلينا الجميع الآن كما أننا من قمنا بهذه التفجيرات في الكنائس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان