اليمن يعيش مجاعة باستثناء حضرموت.. والمحافظ يكشف لمصراوي السبب
كتب - محمد عطايا:
"نحن أغنى محافظة في اليمن.. الناس يأتون من عدن لشراء الملابس والطعام"؛ هكذا وصف محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، الأوضاع في محافظته، في وقت تعاني فيه كل ربوع اليمن من مجاعة قضت على الأخضر واليابس.
يعاني اليمن حربًا أهلية طاحنة بين ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، والجيش الشرعي المدعوم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، خلفت آلاف القتلى، وهجرة وتشريد ملايين العائلات، فضلاً عن خلق أكبر مجاعة شهدها "البلد السعيد" في تاريخه.
وفي الوقت الذي تضرب فيه الأمراض الوبائية اليمن، ويحاصرها الجوع، تعيش محافظة حضرموت أفضل حالاتها، ولديها قدرة إنتاجية عالية في جميع المجالات.
تقع محافظة حضرموت شرق الجمهورية اليمنية وتحتل 36 % من مساحتها، وتتكون من 30 مديرية وعاصمتها هي مدينة المكلا وأكبر مدنها.
يرى اللواء الركن فرج البحسيني، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن تحرير المحافظة من التنظيمات الإرهابية كان من بين أسباب ازدهارها، مضيفًا أن الميليشيات الحوثية لم تتمكن من الوصول إلى حضرموت، لأنها تسيطر على مناطق في الشمال، وتبعد عن المحافظة آلاف الكيلومترات.
وقال: "إن ميليشيات الحوثي لم تتمكن من الوصول إلى حضرموت، ولكنها تعاونت مع تنظيم القاعدة الإرهابي في تلك المنطقة الذي شن هجمات قومية، ولكن ردعها الجيش".
التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة والقوات المتعاونة معها، يرى محافظ حضرموت، أنها أشد قسوة وصعوبة في التعامل معها من ميليشيات الحوثي، لأنها عندما تتمكن من السيطرة على الأرض إخراجها يكون صعب للغاية.
تحرير محافظة حضرموت لم يكن شاقًا، ولم يستغرق مدة كبيرة، لأن قوات المنطقة العسكرية الثانية بقيادة اللواء الركن فرج سالمين البحسني، لمت شملها وجمعت الصفوف خلال 6 أشهر، ليكونوا قوة تنظيمية تتمكن من شن عمليات مؤثرة في صفوف العدو.
وأوضح المحافظ البحسني أن السلاح الجوي الإماراتي والسعودي ساهما كثيرًا في عملية إنجاح تحرير حضرموت، نظرًا لأن الغارات الجوية كانت تسبق الهجمات الأرضية لقوات المنطقة العسكرية الثانية، على تنظيم القاعدة.
وملثما تحررت حضرموت بالكامل، تحرر كذلك الجنوب بنسبة 98% وفقًا لقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني.
ورغم تحرير معظم مناطق الجنوب، أكد فرج البحسني أن كل المحافظت تعاني من المجاعة والتشريد والجوع، باستثناء حضرموت التي تختلف كثيرًا.
تفاقم الوضع الإنساني في اليمن بدرجة كبيرة جراء الحرب الأهلية، وأصبحت اليمن ضمن ثمان دول سجلت ثلثي إجمالي عدد الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة في العالم، حسب ما ذكرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، في تقريرها العالمي حول أزمات الغذاء لعام 2019.
ويقول اللواء ركن فرج البحسني إن الناس يعرفون ويسمعون عن تحسن الأوضاع في حضرموت، فالأمن مستقر بشكل كبير، وكل المؤن متوفرة بوفرة، حتى أنها تصدر لبعض المدن المجاورة.
وأكد المحافظ أن حضرموت من أغنى المناطق اليمنية بالنفط، وتستطيع السفن دخولها ليل ونهار، ولكنها مثل أي منطقة أخرى تتأثر بالحرب، ولكنها مستقرة إلى حد كبير.
واستطرد أن المنشآت النفطية لا تعمل بنسبة 100 بالمئة وتأثرت بالحرب، ولكن المستثمرين الأجانب وعدوا بالعودة إلى الاستثمار في النفط خلال الأيام المقبلة.
وأكد اللواء ركن فرج البحسني أيضًا أن المحافظة لا تعاني من انتشار الأوبئة بها، فبعد أن ضربتها الحمى والملاريا منذ أشهر، تم حصرها والقضاء عليها، ولا يوجد حاليًا ما يدعو للقلق.
ولفت إلى أن الأسواق في اليمن مستقرة ويوجد عليها مراقبة، والأسعار مرتفعة قليلة، ولكن يمكن للمواطنينن تحملها، فالناس تأتي من محافظة عدن إلى حضرموت لشراء الملابس.
فيديو قد يعجبك: