تصفية المؤسسات القمعية.. قوى التغيير السودانية ترد على قرار تعليق التفاوض
كتب - مصراوي:
أعلنت قوى الحرية والتغيير السودانية استمرار الاعتصام أمام القيادة العامة وبكافة ميادين الاعتصام في البلاد، مؤكدةً على تمسكها بالسلمية لـ"فضح وعزل قوى الثورة المضادة وتصفية ركائز نظام الإنقاذ وسياساته وقوانينه ومؤسساته القمعية وإنجاز برنامج إعلان قوى الحرية والتغيير".
كما طالبت، في بيان اليوم ردًا على قرار المجلس العسكري وقف التفاوض معها، بإجراء تحقيقات عاجلة حول أحداث الإثنين الماضي التي شهدت سقوط قتلى ومصابين.
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان أعلن تعليق التفاوض مع قوى التغيير لمدة 72 ساعة، واشترط للعودة إلى التفاوض انتهاء ما وصفه بالتصعيد الإعلامي ضد القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
اقرأ أيضًا: قرارات من المجلس العسكري بالسودان ورسالة لـ"الثوار الشرفاء"
وطالب في مؤتمر صحفي اليوم الخميس "الثوار الشرفاء بعدم الانجراف وراء أعداء الوطن"، واعتبر أن تطورات الأمور من الخطاب العدائي وخلق حالة من الفوضى والانفلات وتسلل عناصر مسلحة إلى داخل الاعتصام، تنفي صفة "السلمية عن الثورة".
وهو ما ردت عليه قوى التغيير في بيانها بـ"إن السلمية التي ظللنا ننادي بها طيلة شهور الثورة وما نزال هي بحق أيقونة الثورة التي لا يستطيع كائن من كان أن ينزع عنها هذه الصفة ويطعن أو يشكك في جدية التمسك بها".
وقالت: "إن تعليق التفاوض قرار مؤسف ولا يستوعب التطورات التي تمت في ملف التفاوض ويتجاهل حقيقة تعالي الثوار على الغبن والاحتقان المتصاعد كنتيجة للدماء التي سالت والأرواح التي فقدنا خاصة أن اجتماع أمس الأربعاء كان لوضع آخر النقاط على بنود وثيقة الاتفاق وهو ما سيعني وقف التصعيد وانتفاء أسباب قفل الطرق والشوارع وتطبيع حياة السودانيين كافة".
وأضافت: "شعبنا العزيز، إن الأمن والدفاع عن المواطنين والوطن هو واجب لكل جندي شريف، وإيماننا بذلك هو ما حملنا لموكب السادس من أبريل الذي تحوَّل لاعتصامٍ مهيبٍ شهد بسلميته وانضباط الثوار خلال تواجدهم فيه العدو قبل الحبيب والغريب قبل القريب، وعندما قلنا (قوات شعبنا المسلحة) كنا نعني أننا نحن الشعب، وسلاح هذه القوات هو حصن حمايتنا المتين الذي لن يعكس اتجاهه في أحلك الظروف، وقد سند الشرفاء من صغار الضباط وضباط الصف والجنود الثورة في مشاهد بطولية يحفظها التاريخ، وهؤلاء سيماهم في وجوههم وأثر إقدامهم آية على أجسادهم، ولايزال إيماننا راسخًا بأن قوات شعبنا المسلحة هي القلعة التي تُخذِّل عنا في ساحات الوغى وتصدُّ الأذى في براحات ميادين الاعتصام المجيد".
ودافعت قوى التغيير عن التصعيد السلمي، وقالت إنه حق مشروع لحماية ما انتزعته جماهير شعبنا بنضالها ودماء الشهداء وعرق الثوار.
وأضافت: "المتاريس الموجودة منذ السادس من أبريل حصونًا بناها الثوار دفاعًا عن أنفسهم، وخطوط السكة الحديد مفتوحة منذ 26 أبريل وقبل أي طلبٍ، وبتوافق بين لجان الميدان وهيئة السكك الحديد، وقد قررنا مسبقًا تحديد منطقة الاعتصام وقمنا بخطوات في ذلك في سبيل ضبط وحدة الحركة الجماهيرية السلمية ومن أجل استمرار تماسكها، وبذلك تنتفي كل مبررات وقف المفاوضات من طرف واحد وهو ما يخل بمبدأ الشراكة وينسف دعاوى التوافق بما يسمح بالعودة لمربع التسويف في تسليم السلطة".
وفي رسالة إلى الشعب السوداني، قال بيان قوى التغيير إن الاتهام بانتفاء سلمية الثورة ليس إلا طعن في وطنية الشرفاء من بنات الوطن وأبنائه الذين كظموا الغيظ وكتموا الغضب في خضم سيل الدماء من صدور رفاقهم بفعل الرصاص، وإن السلمية لم تعد شعارًا تردده الحلوق بل أصبح طوق نجاة للشعوب المستضعفة من عسف الحكام المستبدين، وتحوَّل لسلاحٍ نموذجي يهزم أعظم الترسانات ويهز عروش الطغاة.
وأضاف البيان: "لا يوجد أي تبرير لفتح النيران على صدور المواطنين العُزَّل ولا يمكن أن يكون التعامل مع الثوار السلميين - في أقصى حالات التفلت - هو ضربهم بالرصاص الحي وقتلهم، ولذلك نريد للقانون الذي يلوح في الخُطب أن يصبح تطبيقًا عمليًا فوق الجميع".
فيديو قد يعجبك: