الجارديان: إيران لن تتهاون مع ترامب
كتبت- هدى الشيمي:
على مدار الشهور الأخيرة الماضية ترسخ اعتقادان في أذهان المسؤولين الإيرانيين، وهما أنه لا يمكن التسامح مع محاولات الولايات المتحدة لخنق اقتصاد بلادهم، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس لديه أي نية لشن حرب ضدها.
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، إنه بالرغم من أن طهران في مرمى أسهم القوى العالمية العظمى، إلا أن قادتها أكدوا أنهم لن يتوانوا في الدفاع عن مصالحهم من خلال الإضرار بمصالح خصومهم.
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن غضب إيران من الولايات المتحدة، واستيائها الشديد إزاء دورها المزعوم في الهجوم على الصهاريج الستة في مياه الخليج على مدار الأسابيع الخمسة الماضية لم يأتِ من فراغ.
ألحقت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران أضراراً فادحة باقتصادها، وألقت بظلالها على سياستها الخارجية، لاسيما وأنها باتت غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها طويلة المدى في جميع أنحاء المنطقة، خاصة سوريا ولبنان.
كما أثرت العقوبات على وصول طهران إلى أسواق النفط، خاصة وأن الولايات المتحدة تشن حملة شرسة وأكثر شمولية على الاقتصاد الإيراني يعتبرها الجميع أقوى وأكبر من أي وقت مضى.
تحمّل الولايات المتحدة إيران مسؤولية الفوضى التي تحدث في الشرق الأوسط، وترى أنها تُشكل تهديدًا كبيرًا على مصالحها في المنطقة. وألقت إدارة ترامب بمسؤولية الهجوم الأخير الذي تعرضت له ناقلتا النفط في خليج عمان على طهران، استنادا إلى تسجيل فيديو صورته طائرة أمريكية يظهر ما قالت إنها قوارب دورية تابعة للحرس الثوري الإيراني تقترب من إحدى الناقلتين قرب مضيق هرمز بعد حادث التفجير وتزيل لغما لاصقا لم ينفجر.
من جانبه، أعلن ترامب جاهزيته للجلوس على طاولة المفاوضات إلى جانب إيران. قال الرئيس الأمريكي، في حوار مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية الجمعة الماضي، إنه جاهز للتفاوض مع طهران وقتما تكون مُستعدة لذلك.
استبعدت الجارديان أن توافق إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات إلى جانب ترامب، أو أن يتمكن الرئيس الأمريكي من اتباع السياسة نفسها التي سبق أن استخدمها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وكان مسؤولون إيرانيون قد أخبروا نظرائهم العراقيين إنهم يتعاملون مع ترامب على أنه أضعف الرؤساء الأمريكيين، وينظرون إليه على أنه شخص يفتقر إلى الصبر، وليس لديه منظور يسمح بإبرام الصفقات.
وهددت إيران بأنها لن تلتزم بالبنود الرئيسية من الاتفاق النووي، الذي عقدته مع واشنطن ودول العالم العُظمى في عام 2015، إذا لم يتم تخفيف العقوبات بحلول 8 يوليو الجاري، بما في ذلك الالتزام بحظر عمليات تخصيب اليورانيوم.
قالت الجارديان إن النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط تنامى على مدار الـ 16 عامًا الماضية، وأرجعت ذلك إلى الأخطاء الكبيرة والمتعددة التي اقترفتها الولايات المتحدة في التعامل مع المنطقة، لاسيما بالدول العربية.
ورغم الضغوط الشديد التي تتعرض لها إيران بسبب العقوبات، تُشير الجارديان إلى أنه لا يزال في جعبتها الكثير من الأوراق التي تستطيع استخدامها لتحقيق مصالحها، كما أن قادتها يتحركون وفق قواعد مُحددة، وفي المقابل لا يعرف ترامب مع من يتعامل ويجعل بكل قواعد اللعبة.
فيديو قد يعجبك: