مقتل عبدالباسط الساروت.. "مُنشد الثورة السورية" أم "بلبل التكفير"؟
القاهرة – مصراوي:
تحركت مجموعة من السيارات والدراجات النارية في قافلة إلى داخل سوريا قادمة من مستشفى في تركيا، كانت تحمل جثمان الشاب السوري عبدالباسط الساروت بعد مقتله في معارك للمعارضة المسلحة ضد الجيش السوري.
حمل القادمون من تركيا أعلام المعارضة المسلحة التي تتزين باللون الأخضر لا الأحمر الشهير في العلم السوري، ورددوا الأغاني والأهازيج التي كان يرددها الساروت على مدار السنوات الماضية منذ اندلاع الحراك السوري ضد الرئيس بشار الأسد.
دُفن الساروت (27 عامًا) حيث يرقد أشقاؤه بمدينة الدانا الحدودية في شمال سوريا، وهو الذي فقد أفرادا من أسرته أيضًا في المعارك بين المسلحين والقوات الحكومية السورية.
نقلت أغلب المواقع الأجنبية والعربية خبر مقتل الساروت، ووصفه الكثيرون بأنه "بلبل الثورة" و"جيفارا سوريا" وبأنه "شهيد". على الجانب الآخر كان الساروت أحد "الإرهابيين" الذين انضموا لمجموعات مسلحة متطرفة وقاتلوا ضد الجيش السوري.
من هو الساروت؟
شيّع الآلاف الأحد جثمان عبدالباسط الساروت بمدينة إدلب، بعدما لقي مصرعه أمس السبت متأثرًا بجراحه في معركة شمالي غرب سوريا ضد الجيش السوري الذي يسعى للقضاء على آخر المعاقل الكبرى للمسلحين في البلاد.
كان الساروت حارس مرمى لفريق الكرامة السوري لكرة القدم، قبل بدء الحراك السوري ضد بشار الأسد في عام 2011، حيث انضم إليه قبل أن يحمل السلاح وينضم للمجموعات المسلحة.
انضم لمجموعة تحمل اسم "جيش العزة" وقاتل في مدينة حمص قبل أن يغادرها مع المجموعات المسلحة في عام 2014 بعد اتفاق قضى بانسحاب المعارضة المسلحة من المدينة، وحينها غنّى الساروت "راجعين يا حمص".
بات الشاب بصوته العذب أحد رموز الحراك السوري الذي تحول إلى تمرد مسلح ضد الجيش السوري وحكومة بشار الأسد. حمل الساروت لقب "منشد الثورة" حيث كان يغني في المسيرات المعارضة.
من انخراط الساروت مع المعارضة المسلحة التي انتشرت في سوريا، وقدوم المسلحين والمقاتلين الأجانب إلى البلاد وتكوين مجموعات مسلحة متطرفة، انضم الساروت لما عُرف بجيش العزة، وبات من المطلوبين لدى الحكومة السورية.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية أن الساروت تقدم المعارك في شمال حماة السورية، كما كان يُحمّس المسلحين في القتال ضد الحكومة السورية وفصائل مسلحة أخرى معارضة، وذلك بأناشيد تدعو للجهاد والقتال.
أما الوسائل الإعلامية والموالون للحكومة السورية فقد تعاملوا مع مقتل الساروت بفرح لرحيل أحد الإرهابيين الذين حملوا السلاح ضد الحكومة الرسمية.
واستعانوا بتقرير لقناة الجزيرة القطرية الموالية للمعارضة المسلحة السورية، نشرته عام 2014، بايع فيه الساروت تنظيم داعش الإرهابي، مرجعًا ذلك إلى الخلافات بين المجموعات المسلحة الأخرى، ومعتبرًا أنه تنظيم "إسلامي".
لكن الساروت نفى هذا التقرير الذي نشرته الجزيرة في مقطع فيديو مصور عام 2015.
وتقول صحيفة الأخبار اللبنانية إن الساروت تغنّى بأناشيده التي حصل بسببها على لقب "بلبل الثورة"، لكنه انزلق نحو خطاب طائفي ومذهبي تحريضي.
كما ذكرت أن أشهر ما غنّى به يدل على تلك الطائفية كان في مدينة حمص حينما أنشد "كلتنا جهادية... بدنا نبيد العلوية"، وأناشيد أخرى تحرّض ضد الأقليات الدينية الأخرى في سوريا، بحسب الأخبار اللبنانية.
فيديو قد يعجبك: