"إسرائيل أم درجة الحرارة".. مَن المسؤول عن تفجيرات العراق الغامضة؟
كتبت – إيمان محمود:
منذ منتصف يوليو الماضي، هزّت سلسلة انفجارات غامضة مخازن أسلحة تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران، فيما أشارت أصابع الاتهام العراقية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، مما تسبب في مخاوف من تحوّل العراق لساحة حرب بالوكالة مع إيران كجارتها السورية.
وقصفت إسرائيل مرارًا أهدافًا إيرانية في سوريا المجاورة، لكن توسيع الحملة إلى العراق سيشكل تصعيدًا كبيرًا في حملتها التي استمرت لسنوات ضد التمدد العسكري لطهران في جميع أنحاء المنطقة.
حتى الآن، لم تعلن أي جهة عن الهجمات الغامضة وتركت المسؤولين العراقيين يتدافعون للرد، وسط تكهنات قوية بأن إسرائيل ربما تكون وراءها.
وإذا ثبت قيام الاحتلال الإسرائيلي بشن هذه الغارة، ستكون أول غارة جوية إسرائيلية معروفة في العراق منذ عام 1981، عندما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مفاعلًا نوويًا بناه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
الطقس الحار
ورجّح مسؤولون أمريكيون، السبت، أن يكون "الطقس الحار" وراء الانفجارات التي دمرت مخازن الأسلحة، وليس الغارات الجوية الإسرائيلية كما يتردد.
وقال أحد المسؤولين إن الولايات المتحدة شككت في الرواية التي تتهم إسرائيل بالوقوف وراء كل الهجمات، مضيفًا أن سبب الانفجارات قد يكون "الحرارة الشديدة للغاية في بغداد خلال فصل الصيف"، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
ويرى المسؤولون أن "إيران هي السبب الحقيقي في هذا الوضع لأنها تزود الميليشيات العراقية بالأسلحة"، متهمين طهران بالعمل على جعل البلاد دولة عميلة مثل سوريا.
اتهامات لإسرائيل
جاء ذلك ردًا على ما نقلته صحفية "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين، بأن إسرائيل مسؤولة عن الانفجار الذي وقع في 22 أغسطس الجاري، على مخازن الذخيرة، وأضافوا أن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد أن إسرائيل مسؤولة عن الانفجار.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل مسؤولة عن غارة واحدة على الأقل من سلسلة الغارات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الاستخبارات في الشرق الأوسط أن إسرائيل قصفت قاعدة تقع في شمال بغداد في يوليو الماضي، بينما قال مسؤولان أمريكيان إن إسرائيل شنت عدة ضربات في العراق في الأيام الماضية الأخيرة.
من جانبه، اتهم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي، القوات الأمريكية بأنها "المسؤول الأول والأخير" عن الهجمات التي جرت "عن طريق عملاء أو بعمليات نوعية بطائرات حديثة".
وأوضح أن واشنطن قامت "بإدخال أربع طائرات مسيرة إسرائيلية" إلى العراق من أجل "تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية"، مهددا بأن يتعامل الحشد الشعبي مع أي طائرات أجنبية تحلق فوق مواقعه بدون علم الحكومة العراقية، على أنها "طائرات معادية".
فيما أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض مستشار الأمن الوطني لدى الحكومة العراقية، إن "التحقيقات الأولية" كشفت أن الحوادث كانت "بعمل خارجي مدبّر"، وأكد أن "التحقيقات ستستمر للوقوف بشكل دقيق على الجهات المسؤولة من أجل اتخاذ المواقف المناسبة بحقها".
نتنياهو يلمح
أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فألمح إلى أن حكومته مسؤولة عن الغارات لكنه لم يقرّ بذلك، إذ قال يوم الخميس الماضي، أن بلاده لا تمنح إيران حصانة في أي مكان، مضيفًا: "الجمهورية الإسلامية تتطلع إلى تدمير إسرائيل وتحاول إقامة قواعد ضدها في أراضيها وكذلك في لبنان وسوريا والعراق واليمن".
وتابع ردا على سؤال ما إذا كانت تل أبيب تتصرف ضد طهران في العراق: "لا نتصرف فقط عندما تقتضيه الضرورة. نتصرف على جبهات مختلفة ضد دولة تنادي بتدميرنا. وبطبيعة الحال، منحت قوات الأمن حرية التصرف ووجّهتها بفعل كل ما يلزم لإفشال هذه المخططات الإيرانية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه قاد ولا يزال يقود في كثير من النواحي الجهود الدولية ضد "الخطر الإيراني".
فيديو قد يعجبك: