إيران المستفيدة.. هل يتأثر أمن الخليج بـ"حرب أمريكا-الدنمارك الكلامية"؟
كتب - محمد عطايا:
منذ حرب الخليج الأولى، مرورًا بالعمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وحتى لحظة تكوين تحالف في مياه الخليج العربي، ظل التحالف بين الدنمارك والولايات المتحدة في تنامي، حتى أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته شراء جزيرة جرينلاند، ليتداعى ذلك التحالف، حسب ما ذكر موقع مجلة "فورين بوليسي".
نائب مساعد وزير الدفاع للسياسة الأوروبية وسياسة الناتو السابق، جيم تاونسند، أكد أن الأوضاع بين البلدين الحليفين يمكن أن تتغير خلال الفترة المقبلة إلى الأسوأ، وهو ما سيصب -ربما- في مصلحة إيران بالنهاية.
تطورت الأوضاع مؤخرًا بين الدنمارك والولايات المتحدة، بعد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلت فيه عن مسؤولين أمريكيين نية ترامب شراء جزيرة "جرينلاند" في الدنمارك.
وسرعان ما وجد تقرير "وول ستريت جورنال"، ردًا من الحكومة الدنماركية، مؤكدةً أنها ترفض بكل الأشكال مناقشة مسألة بيع أي من جزرها للولايات المتحدة.
من جهته، لم يتأخر ترامب كثيرًا في الإعلان عن نيته بكل وضوح شراء جزيرة جرينلاند، قائلاً في مؤتمر صحفي عُقد منذ أيام، إنه يسعى لإتمام صفقة عقارية كبيرة بالحصول على الجزيرة، لافتًا إلى أنها ستساهم في تعزيز أمن الولايات المتحدة.
الإصرار الأمريكي، قابله تمسك دنماركي بعدم بيع جزيرتها للولايات المتحدة، ما جعل ترامب يشن "حربًا كلامية" ضد رئيسة الوزراء الدنماركية، واصفًا تصريحاتها الرافضة لبيع "جرينلاند" بـ"المقرفة"، فضلاً عن إلغائه زيارة مقررة للدولة الحليفة.
وأوضحت "فورين بوليسي" أن التعقيدات الأخيرة أدت إلى إحجام الدنمارك عن الانضمام إلى التحالف الأمني الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية الخليج العربي. وقال روكفورد فايتز، مدير برنامج الدراسات البحرية في كلية فليتشر بجامعة تافتس، إن ترامب وضع العديد من العراقيل أمام تشكيل تحالف قوي في مياه الخليج العربي.
فيما ذكرت المجلة الأمريكية أن الدنمارك تتمتع بقدرة بحرية كبيرة، ولديها مصلحة كبرى في حماية الشحن التجاري في مياه الخليج العربي، ولكن التصعيد الأخير مع الولايات المتحدة قد يؤدي إلى حماية إيران، خاصة بعد أن أصبح حلفاؤها يتفتتون واحد تلو الآخر.
وأضاف فايتز، في تصريحات لـ"فورين بوليسي"، أن الرفض الألماني، ومن بعده الإحجام الدنماركي المرتقب عن المشاركة في التحالف الأمريكي، يصب في النهاية في صالح إيران، ويجعل الأوضاع في منطقة الخليج العربي مغايرة لرغبات واشنطن.
أكدت "فورين بوليسي" أيضًا أنه رغم التوتر الأخير بين الولايات المتحدة والدنمارك، إلا أن التحالف ليس مستحيلاً بين الجانبين، نظرًا لمصلحة الدنمارك في حماية الشحن التجاري في المنطقة، باعتبارها واحدة من أكبر طرقها الملاحية في العالم، خاصة وأن التجارة الدنماركية تشكل 10% من التجارة العالمية.
وأوضحت أن شركة "مايرسك كونتانر اندستري"، هي مؤسسة دنماركية عملاقة في مجال الشحن، تمر سفنها يوميًا تقريبًا في مضيق هرمز، وبالتالي لا يريد حليف الولايات المتحدة أن تتوقف حركة التجارة.
وحال رفضت الدنمارك الانضمام للتحالف الأمريكي الأوروبي لحماية أمن الخليج العربي، سيكون ذلك بمثابة أحد هزائم للتحالف، وذلك بحسب "فورين بوليسي"، التي أكدت أن ترامب عليه موازنة الأمور بين شراء جزيرة "جرينلاند" وتأمين حركة التجارة.
فيديو قد يعجبك: