نزيف إيراني.. لماذا كثفت إسرائيل الاعتداءات في لبنان والعراق وسوريا؟
كتب – محمد عطايا:
منتصف الشهر الجاري، أعلنت هيئة الحشد الشعبي العراقية وقوع انفجارات في مخازن للأسلحة بالعاصمة بغداد على إثر قصف من طائرات مسيرة مجهولة، وأدى إلى مقتل شخص وإصابة 29 آخرين.
بعد أيام قليلة، وقعت حادثة مشابهة في مخزن أسلحة تابع للحشد بجوار قاعدة "البلد"، أكبر القواعد العسكرية في العراق، قالت عنها الهيئة إنها ناجمة عن قصف بقذائف هاون.
اتهمت هيئة الحشد الشعبي، الولايات المتحدة بتسهيل مهمة دخول طائرات مسيرة إسرائيلية لقصف مخازنها، إلا أن الأخير نفى أن يكون على علاقة بالأمر، مرجحًا أن يكون السبب ارتفاع درجات الحرارة.
وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى مسئولية دولة الاحتلال عن الهجمات في العراق، وذلك خلال لقاء مع القناة التاسعة العبرية.
وقال نتنياهو "إسرائيل تعمل في الكثير من المناطق ضد إيران بالطبع"، وحول تنفيذ تل أبيب لضربات في العراق إذا لزم الأمر، صرح "نعمل، ليس فقط إذا لزم الأمر، وإنما نعمل في مناطق كثيرة ضد دولة تريد إبادتنا. بالطبع أطلقت يد قوات الأمن وأصدرت توجيهاتي لها بفعل أي شيء ضروري لإحباط خطط إيران".
كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين وصفتهما بالبارزين قولهما إن إسرائيل نفذت عدة ضربات في العراق خلال الأيام الماضية على مخازن ذخيرة في العراق.
استمر التصعيد الإسرائيلي بتنفيذ سلسلة من الغارات على قرية عقربا في ريف العاصمة السورية دمشق، مساء السبت، لإحباط ما وصفه جيش الاحتلال بـ"هجوم كبير ووشيك" على شمال إسرائيل، متهمًا "فيلق القدس الإيراني " و"ميليشيات شيعية" بالوقوف وراء ذلك المخطط.
وطال القصف أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي، قرب المثلث السوري اللبناني مع الجولان المُحتل، إلى جانب مناطق في ريف ردعا والقنيطرة القريبين من الجولان.
وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسؤوليته عن الغارات الجوية على سوريا، قائلًا إنه "كان من الضروري إحباط هجمات متعددة" من خلال ما أسماه بـ "القاتل" أو "الكاميكاز"، موضحا أنها طائرات بدون طيار من "نوع لم تستخدمه القوات الإيرانية ضد إسرائيل من قبل".
وفي اليوم ذاته، شنت الطائرات المسيرة الإسرائيلية غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، على مقرات ميليشيات حزب الله اللبناني، ما أثار غضب عربي ودولي.
توعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأحد بالرد على الهجوم الاسرائيلي على لبنان "مهما كلف الثمن"، بعد ساعات من سقوط طائرة استطلاع وتفجير أخرى مسيرة في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأوضح نصرالله في كلمة ألقاها عبر الشاشة أمام الآلاف من مناصريه خلال احتفال حزبي في شرق لبنان إن "ما حصل ليل أمس هو هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت"، معتبراً اياه بمثابة "أول عمل عدواني منذ" انتهاء حرب تموز 2006.
فيما اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن سقوط طائرتي استطلاع فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بمثابة "عدوان" على سيادة لبنان ويشكل "تهديدًا للاستقرار" في المنطقة.
لماذا تكثف دولة الاحتلال هجماتها؟
يبدو أن القرار الإسرائيلي كان باستهداف جميع الميليشيات الموالية لإيران، في كل من سوريا والعراق ولبنان، خاصة بعد التهديدات الشفوية الأخيرة بين الجانبين.
واتهمت ميليشيات الحشد الشعبي دولة الاحتلال الإسرائيلي في جميع الهجمات التي تعرضت لها الفترة الأخيرة.
بينما لم تعلن دولة الاحتلال الإسرائيلي صراحة مسؤوليتها عن استهداف أي أهداف في العراق، ولكنها قالت أمس، إنها ضربت أهداف إيرانية في سوريا.
تقول صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي استشعرت بالقلق في الفترة الأخيرة، مما رأته أنه استعدادات للميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق ولبنان، لشن هجمات – ربما – على الأراضي المحتلة.
وأوضحت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تشعر بأنها في حاجة مستمرة لردع إيران، ومن ثم بدأت منذ أيام، هجمات مكثفة على الميليشيات الموالية لإيران.
استغلت دولة الاحتلال الإسرائيلي أيضًا التحركات الدولية الأخيرة ضد إيران، في الخليج العربي، وتكوين الولايات المتحدة تحالف دولي لحماية أمن الممرات المائية، لتوجيه ضربات مكثفة على الأهداف التابعة للميليشيات الموالية لطهران.
في المقابل، ترى "لوس أنجلوس تايمز"، أن طهران لا تملك قوة جوية يمكنها أن تضرب دولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن لدى ميليشياتها فقط ما يفوق مئات الآلاف من الصواريخ الباليستية الموجهة طويلة المدى، التي يمكن أن تصيب تل أبيب، ولذلك اتخذت دولة الاحتلال القرار باستنفاز عتاد ميليشيات إيران.
فيديو قد يعجبك: